نوال السعداوي تبرر الاعمال الارهابية في اسرائيل!



نادية محمود
2002 / 5 / 18



في الجلسة التي عقدتها منظمة النساء العربيات- اليهوديات في لندن في مساء يوم الثلاثاء14-5-2002 والتي استضيفت فيها الكاتبة العالمية نوال السعداوي، عبرت السعداوي عن رفضها لتسمية الاعمال الانتحارية في اسرائيل بانها اعمالا ارهابية، و وصفت هذه الاعمال انها وسيلة شعب للدفاع عن نفسه وعن حقوقه.

ان هذه التبريرات سيقت من قبل بن لادن حين وجهت الطائرات بكامل حمولتها البشرية الى ابراج نيويورك لتقتل خمسة الاف انسان، تحت ذريعة قيام امريكا بفرض الحصار الاقتصادي على العراق، و مساندتها لدولة اسرائيل وحيث انها تستخدم معايير مزدوجة في تنفيذ سياساتها. و سيقت لتبرير قتل المدنيين في اسرائيل بكون اسرائيل تحتل الاراضي الفلسطينية و لاتعترف بانشاء دولة فلسطينية مستقلة.

ان قتل المواطنين في اسرائيل، وقتل 5 الاف انسان في نيويورك، وابادة مليون عراقي في ال11 عاما المنصرمة من الحرب والحصار، هي سياسة معاقبة المواطنين المدنيين على جرائم حكوماتهم، سياسة اخذ الشعوب بجريرة حكامهم.

اننا لنتسائل أية مذبحة عالمية ستسود الكرة الارضية مع قبول وتبرير سياسة معاقبة الناس على جرائم حكومات بلدانهم؟؟

ان تبرير ناشطتنا النسوية الكاتبة المعروفة بتاريخها العريق والمشرف، لقتل المواطنين المدنيين العزل، بانها اعمال دفاعية عن النفس، يضع الجميع في اسرائيل في سلة واحدة، حيث تسبغ الشرعية على قتل كل من يعيش هناك حكاما ومحكومين، ظلام ومظلومين. في الوقت الذي تنتظم فيه حركة واسعة في اسرائيل من قبل القوى اليسارية و النسوية المطالبة بالسلم لمناهضة لحكومة شارون الارهابية.

ان جماهير اسرائيل شبابا ونساء وعمالا ويهودا قادمين من كل بقاع العالم يذوقون على ايدي النظام الاسرائيلي الارهابي الحاكم شتى انواع التمييز والقهر وتنتظم منذ سنوات حركات واسعة للدفاع عن السلم ولاقرار دولة فلسطينية مستقلة.

من جهة اخرى في الوقت الذي تناضل فيه جماهير فلسطين من اجل نيل حقها في اقامة دولة فلسطينية مستقلة وانهاء الاحتلال الاسرائيلي للاراضي الفلسطينية المحتلة. يسعى جمع من القوى الاسلامية الارهابية المسلحة والممولة والمدعومة من اشد القوى رجعية ومعاداة لحقوق البشر في دولها مثل ايران والسعودية، الى ركوب موجة الظلم القومي والمطاليب العادلة لتحرير فلسطين، و تحت اسم "المقاومة" و من خلال قتل النساء والاطفال، الى افشال اية مساع للسلام في المنطقة، من اجل اقامة دولتهم الاسلامية في فلسطين.

أن جماهير فلسطين واسرائيل هي ضحايا ارهاب الدولة المنظم الذي تترأسه امريكا وشارون والارهاب الاسلامي. وهي المصدر الاول للارهاب في الشرق الاوسط هي الولايات المتحدة وحكومات اسرائيل اليمينية، لذا فان الطريق الوحيد لخلاص جماهير فلسطين و الاتيان بسلام بين الفلسطينين والاسرائيليين يكمن بأيجاد قوة و جبهة انسانية ثالثة تفصل مسارها عن كل القوى الارهابية من امريكا واسرائيل و الحركات الاسلامية.

ان الاعمال الانتحارية التي تستهدف المواطنين الابرياء في اسرائيل والذين لا يمتلكون أي يد في سياسة اليمين الفاشي الحاكم في اسرائيل هي اعمالا ارهابية ومدانة. واي اخفاء او مساومة مع هذه الاعمال انما يصب الماء في طاحونة الاحزاب الاسلامية، التي لن تجلب اوضاعا لجماهير فلسطين ومصر واسرائيل و مصيرا افضل مما جلبته هذه الاحزاب والحكومات لجماهير ايران وافغانستان. وهي تصب الماء ايضا في طاحونة حكومة اسرائيل الارهابية التي تستثمر هذه الاعمال من اجل ادامة سيناريو القتل والارهاب للمواطنين الفلسطيينين.

في الوقت الذي نعبر فيها عن املنا بان تعيد الكاتبة العالمية السعداوي النظر فيما قالت بخصوص تبرير الاعمال الارهابية. ندعو الرأي العام العالمي، منظمات وافراد واحزاب ، نساء و رجال بان يصطفوا في جبهة واحدة، رافعين مطاليب الحركة الانسانية ب:

اولا: ادانة الحرب الاسرائيلية ودولة حكومة شارون, والمطالبة بتقديم شارون كمجرم حرب الى محكمة دولية.

ثانيا: ادانة كل شكل من اشكال ا لدعم لسياسات شارون الارهابية، وكل دولة تقدم العون والدعم الى حكومة شارون هي شريكة في الجرائم التي ترتكبها اسرائيل.

ثالثا: ادانة الاعمال التفجيرية وقتل المواطنين الاسرائيليين، باعتبارها اعمال ارهابية لا تجمعها اية صلة بنضال جماهير فلسطين التحرري من اجل الخلاص من الاحتلال الاسرائيلي، واقامة دولته المستقلة.

أن السلم و الامن في المنطقة معقود على نضال وتضامن جماهير فلسطين التحررية والجماهير التقدمية في اسرائيل من اجل اقامة دولة فلسطينية مستقلة ومتساوية الحقوق مع دول المنطقة.

نادية محمود – مركز دراسات المرأة في الشرق الاوسط

لندن- 15-5-2002


Middle East Centre for Women’s Studies- Caxton House- 129StJohn’sway St- London N19 3RQ- Tel& Fax: 0044 207 263 1027- web- http://mecws.cjb.net

[email protected]