مقابلة جريدة الى الامام مع نادية محمود حول الحزب الشيوعي العمالي العراقي و يوم الثامن من اذار- يوم المرأة العالمي



نادية محمود
2009 / 3 / 5

الى الامام: يحيي الحزب الشيوعي العمالي العراقي كل يوم عام يوم المرأة العالمي في الثامن من اذار. ما معنى هذا اليوم بالنسبة للحزب؟ ما هو الهدف من وراء نشاطات وفعاليات الحزب في هذا اليوم؟ّ

شكرا. قبل الاجابة على اهمية يوم الثامن من اذار، اود التحدث قليلا عن موقف الحزب تجاه قضية المرأة بشكل عام، ثم اتي على يوم المرأة العالمي. تشكل قضية المرأة احدى القضايا المهمة التي يدافع عنها الحزب الشيوعي و ذلك لعدة اسباب. اولا و قبل كل شيء لان هنالك بشر يتعرضون للاساءة، للاهانة ، للاحتقار، للتجهيل، للمعاملة الدونية، فقط لانهن ولدن أناثا. بالضبط، نفس الامتهان و الدونية الذي يمكن ان يتعرض له الانسان لانه و لد و لون بشرته غامق.

ان تعاقب النساء بمنحهن حقوق اقل، و معاملة دونية لامر لم يكن لهن فيه اية ارادة. و عليهن ان يتحملن عنف الرجال، اساءة المجتمع لهن، التشهير بهن، المس بكرامتهن الشخصية. هذا بالتاكيد امر لا يمكن ان يغض الطرف عنه. نحن نتحدث عن نصف المجتمع. عن نصف البشرية، و في حالة العراق عن اغلبية السكان، حيث تشكل النساء اغلبية عن الرجال.

ثانيا: مع بروز الحركات الاسلامية و توجيه راس حربتها الى النساء، وجد الحزب ان من دواعي الوقوف ضد هذه الحركات الرجعية هي الوقوف الى جانب النساء و نضالهن. ثالثا: يقوم استغلال النساء و معاملتهن معاملة دونية، كجزء من النظام الرأسمالي الذي يريد الاستفادة من الفوارق بين النساء و الرجال من اجل انتزاع اكبر الارباح، مستفيدا من هذ الجانب، اضافة الى التيارات الاكثر رجعية في الطبقة الرأسمالية المناوئة للمرأة و التي تريد فرض تصوراتها و ثقافتها الاجتماعية و السياسية على المجتمع، و تهميشها للمرأة، و كان المرأة هي انسان تابع، و موجود لخدمة الرجل، او اكمال نواقصه و حاجاته، او القيام بتربية الاطفال و افناء عمرهن بتربية الاطفال دون ان يكون هنالك تقدير لوجودهن كبشر حالهن حال الرجال.

قضية المرأة هي احدى القضايا التي تتجابه عليها و بخصوصها حركات سياسية. ما هي العلامة البارزة و الماركة المسجلة، و اللوكو الذي ترفعه ألحركات الاسلامية على راياتها؟ الحجاب، يرافقه سلسلة من الامتهانات للمرأة، تعدد الزوجات، نصف حق المرأة بالميراث، قوامة الرجال عليهن و كانهن ناقصات و لا يمكن ان يكن راشدات قادرات على ادارة شؤونهن بانفسهن، ان هذه الوصفة الاسلامية للمرأة و لحقوقها، استدعت منا الوقوف ضدها.

السبب الاخر هو من اجل الدفاع عن مدنية المجتمع، و علمانية المجتمع. لذلك يمكن القول ان الوقوف الى جانب المرأة يشكل ردا على كل تلك الجهات الرجعية المناوئة لحقوق المرأة. دعني اقول احد الفوارق التي تفرقنا عن الجهات السياسية الاخرى التي ترفع نفس شعارنا مساواة المرأة هو تأكيدها على مشاركة النساء في السياسة، دورها في الانتاج، في تربية جيل صالح، و الخ، الا انه تعتبر ان الدفاع عن الحقوق الفردية و المدنية للمرأة، حقها في الملبس، حقها في اختيار الشريك، عدم التدخل في حياتها الشخصية و خياراتها الشخصية، تعتبرها امورا لا يتوجب الخوض فيها، و تفضل الابتعاد تماما عن الخوض فيها، و كانها غير موجودة، او تستنكف عن ذكرها، فهي تؤكد فقط على مشاركة المرأة في ميدان الاقتصاد، كقوة عاملة او مشاركة في الميدان السياسي، و هي بهذا لا تدافع بشكل تقدمي و للنهاية عن حقوق المرأة، بل تقف في منتصف الطريق في دفاعها هذا. الا اننا و مع دفاعنا عن مشاركة النساء المتساوية بالرجل في كل تلك الحقول، الا اننا نقف ضد الثقافة الرجعية الممارسة ضد النساء ايضا. لا نقبل بقتل النساء و لا العنف الموجه ضد النساء، و لا حاجة للنساء الى اية ولاية عليهن من قبل الرجل. و احترام الحقوق المدنية و الفردية للمرأة. و تنظيف مجمل الثقافة المعادية للمرأة، و استبدالها بثقافة تعامل المرأة كبشر، و ليس كجنس.

بناء على هذا، يصبح امرا طبيعيا ان يقف الحزب الى جانب النساء، منظماتهن النسوية، نشاطاتهن، حملاتهن السياسية، اليوم الذي يحتفلن به بحقوقهن، او بالتذكير بحقوقهن. ان الحزب ، يؤكد بانه في هذا اليوم و كما الدول ترفع الاعلام و تنشد الاناشيد بمناسبة ذكرى تاسيس دولها، او تحتفل باعياد استقلالها، يحتفل الحزب ايضا بنضال النساء المشرق و المشرف، باليوم الذي اعلن فيه انهن بشرا يناضلن من اجل الحصول على حقوق متساوية. الحزب يقف صفا الى صف النساء،و يحتفي بهذا النضال، و يؤكد مرة اخرى وقوفه في الصف الطليعي المدافع عن حقوق النساء، وهو احد الخنادق المهمة لنضال النساء من اجل اكتساب حريتهن و مساواتهن، فالحزب الداعي في شعاره للحرية و المساواة، انما يستهدف الحرية لكلا الجنسين و المساواة بين الجنسين، كما المساواة الاقتصادية بين كل البشر، و ان شعاراتنا بان الاشتراكية هي اعادة الخيار للانسان، ايضا تعني النساء ايضا، باعادة الخيار للنساء ايضا، و ليس تسليم امر خياراتهن بايدي اناس اخرين، اولياء او اوصياء او غيرهم.


الى الامام: ماهي اولويات الحزب للتصدي للاوضاع الراهنة التي تمر بها النساء و التي تشهد تدنيا واضحا من النواحي الاجتماعية والفردية والمدنية في المجتمع ؟ كيف بامكان الحزب ان يدفع باتجاه تقوية و النهوض بحركة نسوية مساواتية مقتدرة في ظل هذه الاوضاع؟

اولويات الحزب، هي انهاء الاوضاع الحالية التي سببت هذا التدهور في المجتمع ككل و اوضاع النساء بشكل اخص. الذي تعانية النساء في هذه الاوضاع بشكل لا يتعرض لها الرجال، او لاقل انهن يتحملن اضطهادا مزدوجا مرة باعتبارهن مواطنات في مجتمع تتناهبه عدة قوى رجعية، دون ان تكون هنالك قوة مسؤولة عن ادارة المجتمع و الاجابة على حاجاته، و مرة ثانية كونهن نساء، و ذلك بفعل دور و تاثير الحركات الاسلامية التي وضعت النساء تحت ضغط شديد. انهاء اوضاع الاحتلال، التي اعطت و دعمت اكثر القوى رجعية و مناهضة لحقوق النساء. النضال من اجل الغاء الدستور الاسلامي الذي ينص جملة و تفصيلا على معاملة النساء كبشر و كمواطنات من الدرجة الثانية. مع اننا نعتقد انه لا يمكن تحسين اوضاع النساء بدون تغيير الاوضاع العامة في البلد، الا ان هذا لا يعني تاجيل مهام الدفاع عن حقوق النساء، و محاولات الضغط من اجل نيل ما يمكن نيله من اصلاحات في اوضاع النساء و باية درجة كانت. ان الحزب يسعى لتقوية الجماهير بتمكينها من اخذ زمام الامور بنفسها، من السيطرة على اوضاعها، زيادة ثقتها بنفسها، تقويتها و دعمها و اسنادها على انها بامكانها ان تاخذ المبادرة، و ان تخرج من كونها عنصرا سلبيا، بل ان تكون عنصرا فاعلا، مؤثرا على محيطها، نحن نسعى لذلك عبر توجهاتنا و تنظيماتنا ببناء لجاننا الشيوعية التي من مهامها تقوية تدخل الجماهير في رسم مصيرها بنفسها و باستقلالية عن الخدع و الاوهام التي تسعى الحكومة و من وراءها حكومة الاحتلال لفرضها على الجماهير في العراق. تسعى الى ان تكون للنساء قدرة للتدخل و المشاركة في توجيه الضغط و بشكل جماعي. . هنالك مهام عديدة وضعناها نصب اعيننا اعضاء و عضوات في الحزب للقيام بها.

كيف يقوم الحزب بتنفيذ هذه الاولويات و عبر اية مشاريع؟ يسعى الحزب الى تنشيط و تشجيع ضم النساء الى صفوفه، من اجل وضع الحزب بمتناول ايدي النساء، كوسيلة و اداة لتغيير اوضاعهن، وسيلة و اداة ثورية، لتغيير الاوضاع الكالحة السواد التي يعشن في ظلها، يدعم الحزب المنظمات النسوية التي تناضل من اجل احقاق حقوق المرأة، و دعم الناشطات النسوية داخل او خارج العراق، بكل الوسائل التي يتمكن منها، من اجل ان يقمن باعمالهن النضالية. يفضح الحزب كل التوجهات،و كل التيارات المعادية للمرأة، و يعمل على انهاء تاثيرها على حياة الجماهير، يعمل الحزب على تقوية الطروحات العلمانية و دفعها الى الامام، و المنادية بفصل الدين عن الدولة كشرط اولي و مسبق للحديث عن امكانية مساواة المرأة الحقوقية و الانسانية مع الرجال. يضع الحزب قدراته و امكانياته لحماية الناشطات النسويات و خاصة فيما اذا تعرضن لاي اخطار او تهديدات، الحزب يوفر الحماية لهن،و اية اشكال دعم اخرى يراها مناسبة.

الى الامام" ما هو برنامج الحزب لاحياء هذا اليوم في الثامن من اذار 2009؟ و ما هو نداء الحزب للمرأة في العراق لهذا اليوم؟

سيبدأ الحزب برنامجه السياسي باصدار بيان الحزب بهذه المناسبة باللغتين العربية و الانكليزية. ثم يصار الى عقد الندوات في مدن العراق بهده المناسبة و التي ستستهدف جمع النساء و الحديث اليهن، عن ضرورة تنظيم انفسهن بكل الاشكال، من اجل دفع مطاليبهن الى الامام. سيصار الى عقد المؤتمرات في خارج العراق ايضا، و التي ستسلط الضوء على جوانب من المعاناة التي تتعرض لها النساء، و من اجل حشد الدعم و التاييد للنساء في العراق. سيرفع الحزب مرة اخرى، شعار دولة علمانية في العراق في المرحلة الراهنة، هي الشرط الاولي للحديث عن امكانية مساواة المرأة و الرجل، ازالة كل ما يميز بين النساء و الرجال في القوانين، الحزب يسعى من اجل وضع قانون احوال شخصية تقدمي و مساواتي للنساء. الغاء كل القوانين و التشريعات و الحقوق التمييزية للرجال عما للنساء.

نداء الحزب للنساء، نظمن انفسكن باية اشكال و اية تنظيمات تتمكن منها، فالتنظيم و العمل الجماعي الموحد هو الامل الوحيد الذي نمتلكه جميعا نساء و رجالا من اجل احداث التغيير الذي نريد في حياتنا و في حقوقنا. شن حملات على السلطات من اجل نيل ما يمكن نيله من حقوق. فضح كل الترهات و الحماقات التي يراد بها غسل عقول النساء،وجعل الاوضاع اللواتي يعشنها كانها اوضاع ازلية غير قابلة للتغيير. التصدي للسلبية و لليأس، و اشاعة روح الامل بانه يمكن للاوضاع ان تتغير بفعل حركتنا و مبادرتنا، وان ماوصلنا اليه، هو بارادة ناس بشر، مثلك و مثلي و تغيير هذه الاوضاع، ايضا مرهونة بايدي اناس مثلك و مثلي، بامكانهم صنع تاريخ جديد و فتح صفحة جديدة في تاريخ حياة النساء، تقوية النساء للتغلب على الخوف و التردد و الشكوك بقدراتهن على ان بامكانهن القيام باي شيء ، نريد اعادة بناء ثقة النساء بانفسهن ليقمن بعملهن، ان بناء ثقة النساء بانفسهن لهي عنصر حاسم في ان يتحركن باتجاه تغيير اوضاعهن الامر الذي هو ممكن وممكن تماما.