بيان حول : جرائم اغتصاب النساء في السجون العراقية وثم قتلهم لاحقا باسم الحفاظ على الشرف



منظمة حرية المرأة في العراق
2004 / 6 / 4

في ظل الفوضى وانعدام وجود ادنى سمات للدولة في العراق، وفي ظل الغياب التام للقانون و لحقوق الانسان، ولحرمة النفس البشرية، تكررت عمليات اغتصاب النساء في السجون في العراق كأحد أساليب التعذيب للأعداء السياسيين، على ايدي القوات الاميركية او العراقية على حد سواء. تبع عمليات التعذيب هذه جرائم قتل هذه النساء من قبل أهاليهن بحجة الحفاظ على الشرف. راحت ضحيتها العديدات من الشابات والفتيات والنساء في الاونة الاخيرة .

ان اتباع الاغتصاب الجنسي وسيلة لسحق الأعداء السياسيين، إن دل على شيء، فيدل على أن المحتل الأمريكي لا يقل وحشية وانتهاكاً لحقوق الإنسان عن النظام البعثي المقبور. وإن كل ما جنته الجماهير من هذه الحرب هي إعادة إنتاج وسائل القمع والاضطهاد وسحق كرامة الإنسان.

وتستمر مأساة النساء بعد إطلاق سراحهن ليتعرضن على أيدي أزواجهن وآبائهن للقتل حفاظاً على الشرف. ان تشريع واطلاق ايدي القتلة والمجرمين، لقتل النساء بسبب تعرضهن عنوة لعمليات اغتصاب في السجون، يظهر مدى تفسخ وانعدام اي ملامح لمجتمع طبيعي، قادر على اتخاد اجراءاته بمعاقبة مجرمية وانصاف ضحاياه!

يظهر مدى انتفاء وانعدام اي حس انساني بشري سوي لهؤلاء القتلة، الذين يرون بقتل الضحايا" حلا سحريا" لمآسيهم ومصائبهم! ان قتل النساء المغتصبات، يدل على مدى بربرية وبشاعة الثقافة القومية الاسلامية العشائرية منقطعة النظير، التي تحكم على الضحايا بالموت، لكونهم ضحايا، وتترك المجرمين يصولون و يجولون في اسقاط المزيد من الضحايا واحدة بعد الاخرى.

انها شريعة الغاب حقا وفعلا، ان "اصحاب الشرف الرفيع" الذين لا تمس عدالتهم المجرمين، ولا تهز "رجولتهم" مبادئ الدفاع عن الضحايا، وانصافهم، ورفع الحيف عنهم، وتجريم المجرمين منهم، بل ان"رجولتهم و شرفهم" تظهر قساوتها ووحشيتها على الضحايا، وعلى الضحايا فقط!!

ان منظمة حرية المرأة في العراق، ومند تأسيسها قد شنت حملة عالمية من اجل انهاء اعمال الاختطاف والاغتصاب والقتل، وهي تشدد اليوم، اكثر من اي وقت مضى جهودها، من اجل انهاء العنف والتمييز ضد النساء.

ان منظمة حرية المرأة تحمّل قوات التحالف المؤقتة والجهات الرسمية والحكومية والقضاء العراقي، مسؤولية تجريم مرتكبي جرائم الإغتصاب والقتل، وتقديمهم الى المحاكم الدولية والمحلية، لنيل العقوبات بحقهم. و تحمّل مقرري الدستور في العراق، تضمين فقرات خاصة تلزم، باحترام وحماية حياة وحقوق النساء، بدءاً بحقهن في الحياة، وعدم مصادرة هذا الحق تحت اي ذريعة او سبب، وكذلك بحقوقهن بعدم التعرض لهن في حال الأسر حسب مقررات مؤتمر جنيف لحماية أسرى الحرب.

تدعو منظمة حرية المرأة، المنظمات المدافعة عن حقوق الانسان وحقوق المرأة الى الاصطفاف، مع منظمة حرية المرأة، من اجل انهاء جرائم القتل حفاظا على الشرف في العراق. وتدعو كافة عضواتها، واعضاءها، واصدقاءها ومؤيديها، على احصاء وتسجيل كل جريمة قتل او حالة تهديد بالقتل، وتقديمها الى المنظمة، من اجل توفير الملجأ الآمن للنساء المهددات، وعلى عدم تأجيل تقديم المتهمين الى محاكم عادلة.

على كافة الجهات ذات العلاقة، ومن اجل تأمين سلامة النساء السجينات وغير السجينات ممن يتعرضن الى اعمال اغتصاب وعنف ان:

- تقوم بتوفير العلاج الطبي و النفسي للنساء المغتصبات، من اجل ازالة الاثار النفسية والجسدية التي تركها السجن والمعاملة الوحشية من قبل الجنود الامريكان والعراقيين. و تقديم كامل الاحترام والدعم المعنوي تعويضاً لهن عما تعرضن له. وكذلك تأمين المأوى الآمن في حالة تعرضهن لخطر القتل.

- تقديم المجرمين الى العدالة جراء اعمالهم الوحشية ضد النساء السجينات او غير السجينات، وتقديم مسؤوليهم الى العدالة ايضا بشكل فوري وعاجل.



منظمة حرية المرأة في العراق

30-5-2004