الارامل في حضانة المجتمع



سيد جلوب سيد الكعبي
2010 / 3 / 14

دقت ساعة الخطر على ترنيمة طفل يتيم وعويل أرملة سيئة الحظ حينما خرج زوجها مستبشرا بالرجوع إلى عياله فوجد الأشرار حاملين قدره ليبعدوه عن الدنيا بشر قتله ليتوهموا أنهم سوف يخلدون بالنوم في جنة تجمع بين المجرم والضحية وبين الظالم والمظلوم .
ترك هذا الشاب أرملته للموروث الاجتماعي القاسي الذي يفرق بقسوة بين الرجل والمرأة .ومع أن الترمل ذكوري وأنثوي فان الرجل قادر على التحرر وجعل حالة الترمل عنده مؤقتة قد تنتهي بدفن زوجته أما المرأة عليها أن تبقى وفيه لرجل ميت لايمكن أن يسعفها حتى في أحلامها ملازمه لها حكمة قديمة لامرأة عجوز توهمت (أن النحس تجلبه النساء لأزواجهن) فيخافها الجميع لانهم يخافون الموت ومع إن العقول تنورت وأصبحت أكثر وعيا إلا أنها تقف أمام هذه الحكمة باحترام معتقدين بهذه الحكمة نابذين الثقافات والتحضر وراء ظهورهم . وما عليها إلا أن تتوسل رغيف الخبز من أيدي المؤسسات لتنتظر مكرمة تنتهي بمبلغ لايسد كلفة ذهابها وإيابها وهي تُسمع دعوات الحفظ لكاريمها لتصبح نهشا سائغا للمجتمع تحاسب على كل حركة وسكنه تحت منظار قاسي يرى ويحلل وهو اكتشاف جديد لم يصل للغرب ولا يصل إليهم .
فان كانت زوجة واحد أصبحت زوجة عشرة كما يقول المثل وما يزيد من مأساة الأرامل ان العراق يفتقد إلى مؤسسات تهتم بدراسة سلوك الأرامل وتقديم الخدمات الارشاديه لهن وفق هذه الدراسة او تلك .فلم تكن الأرملة بحاجة الى الجانب المادي فقط انما تحتاج الى استقرار اجتماعي ونفسي وعاطفي .
مؤسسات اليوم تعلن عجزها عن تقديم هذه الخدمات الى الارامل . اذ ان الناشطون والناشطات يمكن لهم ان يؤسسوا مؤسسات تستقطب المرأة وفق حاجاتها النفسية والجسدية والماديه .ولا يخفى على الجميع ان الناشطات في حقوق المراة كل ماقدمن من جهد جهيد لم يصل الا لمرحلة الشعارات وهذا يجعلنا نتخلف عن الدول المتحضرة لانهم تجاوزوا مرحلة الشعارات الى مرحلة العمل وأسسوا المؤسسات لاحتضان الأرامل والمطلقات وإعادة تأهيلهن لحياة جديدة مع توفير فرص العمل أي ان مرحلة التوسل انتهت الى مرحلة الاستقرار خير من ان نقدم لهن بقايا الاغنياء . وكان نصيبهن الاوفر في الانتخابات البرلمانية اذ أصبحوا المرشحون يتسابقون على تجمع الأرامل في الحدائق العامة ليستعطفوهن بصوت يطلب رغيف الخبز ولايجده .