اين الثورة في عقلية الرجل الشرقي؟



جمشيد ابراهيم
2011 / 2 / 3

نعم رغم ان المجتمعات الشرقية فاسدة ربما لاسباب الفقر و النقص في التربية و التعليم ونوعية انظمة الحكم و التعليم و العمل و المجتمع الا انها لها ميزات انسانية لا تجدها في المجتمعات الغربية. دعني بالاول ارحب بحركة الجماهير في مصر و تونس و نتمنى ان تتوسع على الدول الاخرى و لكن رغم ذلك لا استطيع الا ان اقول: يا جماعة ليس هناك خلاص دون التخلص:

اولا من عقلية (قال رسول الله) لان هذه العقلية الخرافية لا تناسب المجتمعات العصرية و علينا ان نودع زمن القرون المظلمة و ننتقل الى عصر العلم و التربية و التعليم.

ثانيا من العقلية الدكتاتورية سواء كانت في العائلة او في العمل او في السياسة لانه ليست هناك فائدة من ثورة اذا كانت عقلية الثوار لا تختلف عن عقلية الحكام فالانسان الشرقي يجب ان يقوم بانقلاب في عقله قبل دولته و الا لتحولنا من السيء الى الاسوء كما استبدلنا شاه ايران بخميني. فنحن لا نريد ان نستبدل مبارك بحاكم اسوء منه.

ثالثا من العوائق في طريق تحرير المرأة فالمرأة ليست فقط غائبة في السياسة و العمل و مراكز اتخاذ القرار و انما يجب ان نبدأ بتحريرها من القيود الدينية في ملابسها و عائلتها لان عقلية الرجل لا تزال تتخللها عقلية (الدكتاتور) و (قال رسول الله).

رابعا اصلاح نظام التربية و التعيلم وفق الانظمة العصرية و التركيز على مبادئ الديموقراطية و احترام الرأي الاخر و البيئة و الحيوانات و المحاولة التخلص من الفساد و الرشوة و الواسطات وعقلية ابن العم و انشاءالله.

خامسا احترام القوميات و الديانات الاخرى و عدم هضم حقوقها و حقها في تقرير مصيرها.

و لكن طريق التطور و التربية و التعليم في عقلية الرجل طويل وطريق الثورات قصير يستبدل وجوه فاسدة باخرى فاسدة و تبقى المشكلة على الطاولة. لقد رأينا ثورات كثيرة لم تنفع احد. نحن في حاجة الى ثورة جذرية في داخل عقل الرجل الشرقي قبل قيام الرجل بثرورة خارجية على اخيه الرجل و لكن لا يمكن ان تبقى هذه الثورة الداخلية حبر على ورق دون ترجمتها الى اعمال و لا استطيع ان انكر ان الطريق الى هذه الثورة الداخلية شائك و طويل لان هذه التغييرات لا تأتي في ليلة و ضحاها.
www.jamshid-ibrahim.net