خطوات على استحياء



عبله عبدالرحمن
2012 / 1 / 15

باب غير مشرّع لكنه يفتح ويغلق على استحياء، ورأس تراود الباب دخولا وخروجا على غفلة منه، أمل بشمس نورها يكاد يبلّغ عن صمتها، إذ لا حديث مشتهى، فالموعد مجرد ابتسامة سردابية، وكأنها ابتسامة خرجت من كاتم صوت ، لكنها تبعث بالنفس زادها، وأمل بنهار يتنفس صحة، تماما كمراهقة صغيرة تصنع الكثير من الحيل لتبقى في حل من أنوثة ما زالت تخشاها.
مشوار المرأة وأدوارها الاجتماعية بالرغم من إنها في تطور مستمر إلا أن خطواتها التي تمشيها في مشوار حياتها تبقى على استحياء، نجدها تكابد الكثير من اجل تحقيق التفوق تلو التفوق، بالرغم من كثير من معوقات ما يعرف بثقافة العيب والعادات والتقاليد التي ما زالت سكينا في طريق تحقيقها لمزيد من الانجازات.
خلال النشاط الذي شاركت به، كانت لي فرصة اللقاء بشريحة كبيرة من النساء، اغلبهن ما زلن يرزحن تحت تعليم متوسط، أو حتى دون المتوسط، منهن الجدة وست البيت وفئة كبيرة من فتيات ما زلن ينتظرن فرصة العمل أو الزواج، وكان الهدف من البرنامج مساعدة المرأة وتمكينها الفاعل في عملية التخطيط للمستقبل، إضافة إلى أهمية أن تقوم بالاعتناء بذاتها ككيان مستقل له حقوق مثلما عليه واجبات.
كم اشتطت غضبا وأنا استمع لفتاة صغيرة ما زالت بعمر الجلوس على مقاعد الدراسة، حين أخبرتني بأنها ستكمل تعليمها الدراسي من المنزل دون الحاجة للذهاب إلى المدرسة كأقرانها ممن هن في عمرها، وحالها البائس وافكارها التي تشت عنها وهي تجالس من يفوقونها بعقود عديدة ، استغربت مثل هذا الكلام وقد مضى أكثر من عقد على دخولنا الألفية الثالثة؟!.
كثير من السيدات ضقنا ذرعا بالبيت، وزيارة الجارات، وكثير منهن تجاوزن هذا الملل بشكل ايجابي في تعلم مهنة تكون لهن عونا في زمن تتغير وتيرته بشكل مذهل يوما بعد يوم.
بعض من السيدات اللواتي التقيت بهن، كن بحق قصص نجاح فبالرغم من إنهن لا يملكن التعليم العالي إلا أنهن نجحن بتحقيق مورد مالي يساعد في دخل الأسرة من خلال جهدهن الذاتي في الأعمال اليدوية وأعمال أخرى كثيرة في بيوتهن.
والبعض الآخر منهن يحملن أحلاما تكفي لصناعة مستقبل له غد، بالرغم من خطواتهن الوئيدة إلا أنهن يعرفن طريقهن للنجاح وبلوغ الأهداف.
حكايات السيدات اللواتي التقيت بهم، ذكرتني ببطلة رواية "ذهب مع الريح" سكارليت اوهارا تلك الصبية التي كانت تمتلئ حيوية وعنفوان وتمردا على عادات وتقاليد المجتمع، وبشكل خاص حين فكرت بستارة النافذة لصنع ثوب لها متحدية بذلك العوز وظروف الحرب ضاربة بعرض الحائط غنجها وهي البنت الأكثر دلالا، من اجل أن تشارك في احتفالية خاصة كمحاولة إنقاذ منها للسيدات اللواتي أصبحن جزءا من مسؤولياتها.
هناك سيدات تبادلن الأدوار مع الرجال في قضية الإنفاق على البيت، وهناك سيدات شاكرات لأزواجهن، دعمهم ووقوفهم إلى جانبهم في تحسس وتلمس احتياجاتهن وحقهن في تحقيق الذات.
يقول نابليون: المجتمع لا شيء إذا غابت عنه المرأة، فهل نكون ذلك المجتمع الذي يقدر حاجات وطاقات قطبيه هذا هو الرجاء.