بيان بمناسبة الثامن من آذار



رابطة المرأة العراقية
2012 / 3 / 3

مجدا للثامن من آذار اليوم العالمي للمرأة
مجدا للحركة النسوية العراقية
مجدا لرابطة المرأة العراقية وهي تشعل شمعتها الستين

نستذكر باعتزاز في الثامن من آذار من كل عام نضال وتضحيات ملايين النساء في أرجاء المعمورة ، بدأ من تظاهر عاملات معمل النسيج في أمريكا مطالبات بحقوقهن وتحسين ظروف عملهن عام 1857 الى عام 1859 وإضرام النار في مصنع النسيج بعد حجز العاملات في المعمل وحرقهن وصولا الى تظاهرة عام 1908 وخروج ما يقارب 15 ألف عاملة بمسيرة تحمل شعار ( خبز وورد ) وقمعها بوحشية وسقوط العديد من الضحايا ثم إضراب 1909 بمشاركة ما يقارب الثلاثين ألف عاملة إحياء للذكرى الأولى للثامن من آذار .. انه نضال طويل ، مرير خاضته النساء من اجل المساواة والعدالة الاجتماعية ومن اجل إلغاء التمييز على جميع الأصعدة .

ان نضال المرأة العراقية منذ عشرينات القرن الماضي جزء من هذا الموروث العالمي الإنساني ، نضالها من اجل الاستقلال ، وضد الأحلاف العسكرية والاقتصادية ومساهمتها في حركة التحرر الوطني والاجتماعي والثقافي محققة طوال مسيرتها الكثير من الانجازات الثقافية والفنية والنضالات التي توجت بتأسيس رابطة المرأة العراقية عام 1952 والتي نحتفل في العاشر من آذار بمناسبة مرور ستين ربيعا على ذكرى تأسيسها .

سعت الرابطة منذ سنواتها الأولى الى تحقيق العدالة والمساواة بين المرأة والرجل استنادا الى الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وكل الاتفاقيات الدولية الخاصة بالقضاء على كل إشكال التمييز ضد المرأة . ان المساواة هي حجر الأساس لكل مجتمع ديمقراطي يتوق الى العدالة الاجتماعية وحقوق الإنسان .

يعتبر قانون الأحوال الشخصية رقم 188 لعام 1959 من اهم انجازات الرابطة والذي يعد علامة مضيئة في تاريخ الحركة النسوية العراقية وخطوة باتجاه تحقيق كامل الأهداف، لعبت رابطتنا دورا رياديا متميزا في النضال العام لشعبنا العراقي وقدمت عبر مسيرتها الطويلة تضحيات كبيرة وكان لها شرف المساهمة في جميع وثبات شعبنا وانتفاضاته ووقفت مع بنات وأبناء شعبنا بجرأة وصلابة في وجه الدكتاتورية الفاشية وعندما سقطت ، سارعت عضوات الرابطة الى المساهمة في بناء العراق الجديد ، وأعمار ما خلفته سنوات الحروب من دمار، وتسعى إلى ضمان المشاركة السياسية الحقيقية للمرأة في صنع القرار السياسي ومناهضة كافة أشكال العنف الموجه ضد المرأة والطفل وإلغاء كافة القرارات والتشريعات التي تحط من كرامة المرأة وتبيح ممارسة العنف ضدها . وتسعى الى تشريع قانون خاص لتجريم مرتكبي العنف ضد المرأة تحت أي مسميات كانت . وهذا لن يتحقق إلا في نظام ديمقراطي دستوري تسود فيه العدالة والمساواة ، نظام يسعى لبناء دولة المؤسسات والمجتمع المدني دولة القانون والديمقراطية .

رابطة المرأة العراقية تناشد الحكومة والبرلمان على العمل بشكل جاد من اجل انتشال المرأة من واقعها المؤلم وتوفير الحياة الحرة الكريمة لها وحماية حقوقها وتطالب بإلغاء جميع القوانين والقرارات التي تتقاطع بما ورد في الدستور العراقي حول الحقوق الأساسية للمرأة وفي باب الحريات كما تطالب بإنهاء محاولات تشويه نسيج المجتمع العراقي كالفصل بين الجنسين في الجامعات والمعاهد التعليمية وإلغاء جميع الإجراءات الصادرة بهذا الخصوص .

تعاهدكم على مواصلة العمل مستلهمة التراث النضالي والإخلاص اللامتناهي لقضيتها وحقوقها المشروعة في الحرية والعدالة الاجتماعية والمساواة .

تحية للمرأة في كل بقاع العالم في عيدها الأغر
تحية لكل رائدات الحركة النسوية العراقية
تحية إجلال واحترام لشهيدات الحركة النسوية اللواتي سطعت أرواحهن شموسا للحرية
نشعل لهن شموع الحب استذكارا ووفاءا
في الثامن من آذار، يومنا العالمي
وفي ربيعنا الستين



رابطة المرأة العراقية
3/3/2012