صحائف افكارنا



عبله عبدالرحمن
2012 / 4 / 19

تتقاذفنا الافكار حتى نصبح غرقى بها، نصارع الامواج بما اوتينا من قوة لاثبات معنى او اكثر، نغامر بصياغة ما نعتقد صحته، تحت طابع ادعاء البراءة وكأننا لا نحسن الا ان نكون طاهرين قلبا وقالبا.
متجاوزا للعرف والتقاليد، نرى بعض مما يأتي به غيرنا من سلوك، وكاننا ميزان الحق في واقع لا حق فيه، بيدا اننا لا نملك الحقيقة ولا حتى انصافها حتى يأخذنا التحليل بعيدا، طوب نيئ ما ندعيه من اصلاح وصلاح العالم.
الواقع صعب وعسير والسنتنا لا تلهج الا بالشكوى، من الحياة من غيرنا من كل ما يمكن ان يقف مخالفا لما نعتقده، لماذا دائما نتجاهل بأننا قد نكون مصدر شكوى لغيرنا، لماذا لا نمل الحديث عن احزان الناس، كيف لو اصبح هذا الحزن، احزان مدن صباحاتها لها رائحة القذائف لا رائحة الزعتر، لماذا يلذ لنا اشباع فضولنا ولا يكون الانصات حالنا، عندما يكون الامر متعلق بسوانا.
افكارنا عميقة لكنها متغيرة بتغير حال الناس والدول، ينقصنا الانتظار حتى نفهم ونقرر ان نشارك في بناء الصورة، صورة حقيقية لما يجري.
اثناء درس السياقة وحتى اتجاوزعن فكرة عدم تجاوبي مع فن القيادة كما ينبغي او مع التعليمات التي يلقيها عليّ المدرب، اخذت اسأله من باب الحس الصحفي الذي يميز الصحفي عن غيره من الناس، ولا يستطيع ان يتخلى عنه حتى في احس الاحوال، لان المدرب بعمله يأخذ موقعا معينا من خلال تعاطيه مع شريحة متنوعة من الافراد والطبقات، فوجدته على حافة الكلام من ظاهرة تشغله حتى نسيت بأنه يرد على سؤالي، اذ ان عينه لا تنفك وترصد مرتادي الكوفي شوب الملاصق لمكان عمله، فالمكان بحسب عين المدرب وتفكيره تكاد تعج بالحركة، وعلى أوقات مختلفة من النهار والليل، وان الزوار من كل الفئات العمرية شبابا وكبارا وشيبا، حتى انه اضاف باستنكار ان من ضمن زوار الكوفي شوب، هناك المنقبات والمحجبات اضافة الى شابات غير محجبات ومتزوجات وطالبات مدارس.
توقفنا بالكلام اذ ان السيارة مالت مني حتى لم اعد اعرف كيف اتفادى خطأ كبير لا ادري ان كان قد نجم عن القيادة ام عن التفكير بحال المدرب وهو يقص حكاية يراها هو، وكأنها الشر المستطير والمستعر بالدنيا.
على صفحة اخرى من الحياة، تقف صديقتي وهي تضرب بحيرتها على اعتاب عملها الذي يتراجع الى ادنى مستوياته، نتيجة اصرار بعض الازواج على مرافقة زوجاتهن للعيادة النسائية بصورة مثيرة للانتباه، وهذا لا بد ان يؤثر في صميم سريان الحياة، الى ادنى درجات السلم حتى تصبح الحياة والصحة مرهونة بكلمة من الزوج .
نحتاج لان نكون على قدر الحياة حتى نستحق ان نتمتع بها، لا نريد ان نلهث وراء صحائف افكارنا حتى لا نشقى بها، نحتاج الى رؤية تكون اداة فهم لما يجري حولنا فنضيء الغد حتى يكون صورة لمستقبلنا.