المرأة المطلقة من ينصفها



علي الزاغيني
2012 / 7 / 8

( اكل مر ... واشرب مر ...... بس لا تعاشر مر )
بهذه العبارة بدأت احدى السيدات حديثها لتعبر عن ما في داخلها من الم وحسرة لما تعانيه نتيجة الظلم الكبير الذي خلفه زواجها الفاشل مما جعلها تطالب باستعادة حريتها المفقودة لتعود من جديد تمارس حياتها رغم التغير الكبير الذي طرأ على حياتها واصبحت تحت انظار الجميع ليس انها مذنبة ! ولكنها الان تسمى (مُطُلقة) .
المراة الشرقية وما تلاحقها من متاعب وانصاف الحلول جعلها فرسية سهلة وضحية المجتمع على الرغم من ان الاسلام منحها حقوقها الاجتماعية والشرعية لتشارك في بناء الاسرة نواة المجتمع والارتقاء به , ولعل المراة الشرقية لا تزال تحت وطاة الظروف والتقاليد الاجتماعية السائدة ولعل لبعض لازال ينظر اليها على انها سلعة او فريسة يمكن ينالها وقت ما يشاء.
(الطلاق هو ابغض الحلال ) ولكن هناك بعض الطلاقات لاي سبب قد تكون ذات فائدة معينة لتلافي اشكالات مستقبلية عقيمة , وهذا في نطاق محدود قد يكون مفيد عوضا عن الاستمرار في زواج عقيم قد تكون نهايته وخيمة , واعتقد انه يوجد في بعض الاسر توجد علاقات منتيهية اسريا ولكنهم يستمرون بتمثيل دور الزوجين فقط حفاظا على كيان الاسرة من التفكك والضياع .
لم اشعر بالندم يوما لاننا افترقنا وترك لي الحمل الثقيل والمسؤولية لكونه لم يكن يوما زوجا حقيقيا ولم يسال عن اطفاله بعد طلاقنا .
هكذا بدات الحديث السيدة ( ص ) بعد ان كسرت حاجز الخوف والخجل بعد ان سالتها عن حياتها بعد الطلاق ,قد اكون انا لست كغيري من النساء وذلك لكون عائلتي لم تشعرني بذلك وانما وقفت معي وساندتني بكل شئ وعملت على ايجاد كل وسائل الراحة والامان لاطفالي وغمرتهم بحبها وحنانها ,وهذا لايوجد في اغلب العوائل حيث يصبح الاطفال عالة على عائلة المراة المطلقة واسرتها .
بحقيقة الامر ليست كل النساء المطلقات كالسيدة ( ص) وربما هي حالة نادرة عن غيرها , نحن نلاحظ في مجتمعنا الشرقي النظرة السلبية والمتخلفة لهذه الشريحة من النساء حيث تكون موضع اتهام او يعتبروها فريسة سهلة يمكن اقتناصها وهذا الخطا الشائع الذي فرضه الزمن وفرضه تخلف المجتمع الشرقي الذي ينظر للمراة من الناحية الجسدية فقط .
في بعض الاحيان تمر المراة المطلقة بنوع من العيش الذليل والحياة القاسية اذا لم توفر لها عائلتها والمجتمع ما يساعدها على تجاوز الحالة النفسية الصعبة وسد رمقها واطفالها وخاصة اذا كانت في مجتمع لايقدر المراة وانما فقط يعتبرها قطعة اثاث او يد عاملة او تكون تحت رحمة زوجة الاب او تحت رحمة زوجة الاخ التي تجعلها خادمة لها ولاطفالها .
كان لابد لنا من زيارة احد اخصائي النفسية لبين لنا الاسباب والنتائج لكثرة حالات الطلاق وزيادتها في مجتمعنا .

بدا الدكتور صلاح حديثه عن الطلاق واسبابه والتثيرات النفسية التي ترافقه يمكن ان نلخصها بما يلي:-
1. القلق والاكتاب
2.الخوف من المستقبل
3.فقدان الثقة بالرجال قد تتولد هذه الحالة
4.نظرة المجتمع السلبية باعتبارها مطلقة ( اعتبارها زوجة – او أم او أمراة غير مرغوب بها ) وهذا هو الخطا الشائع في مجتمعنا دون معرفة الاسباب .
5.في بعض الحالات قد يقود الطلاق المراة الى( الانحراف الجنسي ) وذلك في حالات فقدان العاطفة (عدم الزواج مرة ثانية او عدم توفر فرصة للزواج)
كما علينا ان لاننسى التاثيرات السلبية على الاطفال وذلك لنشوئهم بغياب دور الاب او دور او الام او كلاهما على اعتبار الاسرة تشمل الاب – الام – الاطفال سوية تحت سقف واحد.

وضح لنا الدكتور صلاح اسباب الطلاق :-
1.قلة الوعي لدى الزوجين وذلك لصغر (عمر الزوجين )
2. قلة الادراك في تحمل عبئ تكوين اسرة جديدة دون تدخل الاهل .
3.العامل الاقتصادي (الظروف المادية )
4.ضعف مستوى التعليم او (الذكاء) وضعف دور الارشاد العائلي من الاهل و من المجتمع عموما .
5.الانفتاح على العالم الخارجي في السنوات الاخيرة بوسائل شتى ادى الى البعد عن القيم المجتمعية للدولة الشرقية الاسلامية .
6.الزواج الثاني وما ترافقه من سلبيات وقد يكون احد الاسباب الطلاق لعدم تقبل الفكرة بان تكون لها شريكة في زوجها رغم ان الشريعة الاسلامية اجازت ذلك .
7.بعض الحالات المرضية المستعصية لاحد الزوجين قد تكون احد اسباب الطلاق.
ويجب علينا ان نطرح بعض الحلول لتفادي كثرة حالات الطلاق ونلخصها بمايلي :
1.يجب ان يكون عمر الزوجين في عمر النضوج اي مابعد (25)سنة .
2.ان يكون مستوى التعليم او الذكاء بين الرجل والمراة متكافئ
3.الرجوع الى القيم الشرقية والاسلامية والمجتمعية وعدم التقليد الاعمى للغرب
4.مواجهة المشاكل الزوجية وحلها بطريقة بصبر وحكمة بدلا من الهروب منها لغرض عدم تفاقهما .
5.يجب ان ياخذ رجال الدين وشيوخ العشائر والمؤسسات ذات العلاقة دور ارشادي عام لتلافي ازدياد حالات الطلاق.
اما من الناحية الجسدية فهناك تاثيرات عديدة تؤثر على حياتها ومن هذه التاثيرات:-
1. تفقد غريزة الامومة اذا لم تنجب اطفال وها ينعكس نفسيا وجسديا عليها .
2. اذا كان لديها اطفال سوف تضاف اليها مسؤوليات جديدة حيث ستكون الام والاب في ان واحد وها يتطلب جهد كبير وقد يكون خارج ارادتها .
3. تاثير الهرمونات مما يؤدي الى زيادة في الوزن او عدم العناية بالمظهر الخارجي ولك لنظرة المجتمع اليها .

اما من الجانب الشرعي فالطلاق ابغض الحلال عند الله ولكنه نهاية لكل زواج فاشل لا يمكن الاستمرار بها الحجم من المشاكل ولكنه في نفس الوقت يساعد تفكك المجتمع وانحلال العائلة ويكون هناك صراح نفسي خفي لدى الاطفال عن غموض مستقبلهم واختيارهم للعيش مع احد الوالدين او تحملهم مرارة العيش مع زوجة الاب الثانية او زوج الام , وهذا كله يولد عوامل نفسية سلبية تؤثر على الاطفال مما يجعلهم يشعرون بالوحدة وفقدان العاطفة الاسرية وربما يقودهم الى الانخراط في قضايا لاتليق بهم .
يجب على الحكومة و منظمات المجتمع المدني ان تقدم لهذه الشريحة من النساء التي بدات تعاني الكثير وتزداد يوما بعد اخر ان تقدم الدعم الكبير لهن بعيدا عن الشعارات وتقيم الندوات والمحاضرات لارشادهن ,وكما يجب تخصيص رواتب كافية للاعالة وتخصيص شقق سكنية لضمان مستقبلهن ومستقبل اطفالهن .
علي الزاغيني