خطاب في مؤتمر المرأة والدستور



سمير عادل
2005 / 3 / 14

نص خطاب سمير عادل رئيس المكتب التنفيذي في مؤتمر المرأة والدستور
الذي أقيم بمناسبة 8 آذار يوم المرأة العالمي

باسم سكرتير اللجنة المركزية ريبوار احمد

وباسم المكتبي السياسي والتنفيذي

وباسمي شخصيا أهنئكم وأهنئ نساء العراق والعالم بمناسبة يوم المرأة العالمي.

أيها الأعزاء الحضور ..عيون العالم مصوبة إلى الحركة النسوية والتحررية في العراق في هذا اليوم. واقصد إليكم والينا. أريد أن أقول بعد عامين وبالرغم من جميع الأوضاع الأمنية، لكننا تحدينا جميع الظروف كي نقف في تظاهرة الأمس بشكل خاص وان نأتي إلى هنا كي نهتف معا: نعم لمساواة المرأة مع الرجل الآن وليس غدا، الآن وليس بعد إنهاء الاحتلال، الآن وليس بعد أن تستتب الأوضاع الأمنية، كما تحاول أن تردد جميع القوى المناهضة لأمريكا والموافقة معها.

قلت بعد عامين، لأنهما كانا أصعب الأعوام التي مرت على المجتمع العراقي. دفعوا بالمجتمع قهقريا إلى الوراء. دمروا جميع مقومات المعيشة والحياة وحولوا حياة الناس إلى جحيم وكابوس لا يمكن التخلص منه. دفعوا بالنساء إلى البيوت ووضعوا مجموعة من الرجعية في مجلس الحكم مغطاة بالخيمة كي يقولوا للعالم هذا هو المجتمع العراقي. هذه هي المرأة التي تعتبر نفسها اقل من الرجل ومن جانب آخر نصبوا شخصا مثل الياور يرتدي العقال والكوفية كي يكملوا رسالتهم ويقولوا هذا هو العراق: مجتمع عشائري وديني ولذلك فرضنا التقسيم القومي والطائفي والعشائري عليه. انه لا يستحق لا قوانين جنيف لحقوق الإنسان ولا يستحق القانون ألمساواتي ولا تستحق كل هذه الصيحات من اجل إقرار دستور علماني.

إن قضية المرأة هي قضية محورية بالنسبة إلى أية حركة تحررية في العالم. من خلال هذه القضية يجب أن يكون تقيمنا لأية حركة. لا يمكن لأية حركة أو حتى أي شخص يدعي بأنه تحرري في الوقت الذي يعيش أكثر من نصف الكرة الأرضية كإنسان من الدرجة الدنيا وليس لديه موقف. مثلما لا استطيع أن أقول أنا حر في جنوب إفريقيا في وقت لان أناس بشرتهم سود يعاملون من الدرجة الثانية، لا استطيع أيضا أن أقول أنا حر وانتمي إلى حركة تحررية وارى المرأة تضطهد وتمارس كل أشكال الامتهان بحقها كقوانين ومؤسسات وتقاليد وأعراف وثقافة رجولية، وليس هناك من موقف وممارسة عملية يومية تجاه هذا الاضطهاد والتمييز الجنسي. لذلك إن قضية تحرر المرأة ومساواتها مع الرجل تعتبر مقياس ومعيار لا ي قانون ودستور يسن في العراق. أما ما يتفوهون به بأن المجتمع إسلامي وان الأكثرية هي مسلمة، فأريد أن أقول من على هذا المنبر إن حقوق الإنسان ونضالات البشرية وتضحياتها وفرضها على المجتمع البشري والتي سنت كقوانين ومواثيق دولية وعالمية، لم تأت على أساس الأكثرية والأقلية، بل أتت على أساس معيار الإنسان. فمثلما لم يأخذ بنظر الاعتبار إنهاء التمييز العرقي ضد السود؛ بأن السود أقلية في العالم والبيض أكثرية. لا تأخذ أية قوانين وتقاليد وأعراف في أي مجتمع كان بنظر الاعتبار عندما نتحدث عن مساواة المرأة مع الرجل.

وهنا أريد أن استغل هذه المناسبة كي أشير إلى أن جميع الحركات ضد الاستعمار في العالم العربي كانت تدفع بالنساء إلى مقدمة جبهات القتال ضد الاستعمار: ففي فلسطين كانت ترسل لتنفيذ عمليات فدائية ضد إسرائيل وفي لبنان ضد إسرائيل وفي الجزائر كانت تدفع إلى المعتقلات الفرنسية وتتحمل التعذيب من اجل تحرير الجزائر وفي العراق كم من مئات بل آلاف من النساء زجت في سجون النظام ألبعثي الفاشي وكم ذبحت واغتصبت في سجون القوميين في الستينات....لكن نجد اليوم قادة هذه الحركات هي التي تفرض الأفكار الدونية ضد المرأة وتسنها بشكل قوانين وممارسات لا إنسانية، فحماس ترش ماء النار عليها لأنها غير محجبة وفي الجزائر تغتصب وتذبح، وفي العراق اجتمعت كل القوى القومية والعشائرية والإسلامية كي تعلن معاداتها السافرة ضد المرأة. وعندما نتحدث عن المساواة يقولون ليس وقتها الآن لكن ذبحها واغتصابها يحلل الآن، يمارس الفصل الجنسي ضدها في أماكن العمل وقتها الآن، يفرض عليها الحجاب وقتها الآن، تنسف صالونات الحلاقة لنسائية وقتها الآن، يسن قانون رجعي بأنها تشارك في إدارة الدولة بـ 25% وقتها الآن في الوقت لم يكن هذا القانون موجودا في عهد ألبعثي الفاشي رغم أنهم سموه عهد الاحتلال بالتحرير... ومع هذا تقول بكل صلافة هذه القوى بأن ينار خدشت الحياء في مناظراتها مع الإسلاميين عبر الفضائيات. لم تقل ينار أكثر من أن المرأة مساوية مع الرجل وتستحق أن تكون إنسانة مثلها مثل الرجل. بينما هم يرتكبون كل هذه الجرائم التي ذكرتها ليس خدشا ولا امتهانا وسحقا لكرامة البشر وتحقير الإنسانية.

اليوم نحن في موقع الهجوم وليس في موقع الدفاع . واقصد هنا الحركة النسوية. فعندما أطيح بقرار 137 لم يكن هبة من بول بريمر والإدارة الأمريكية. بل إن الحركة النسوية أطاحت بالقرار. الإدارة الأمريكية ليس لديها مشكلة مع القوانين ضد الإنسانية بدليل هي التي تمارس سياسات لا إنسانية وتؤيد الحكومات الإسلامية وتحميها مثل السعودية والباكستان ودعمها لقوى الإسلام السياسي الموجودة الآن في دفة الحكم. إن مشكلتها مع من لا يدور في فلكها. في مناظرة ينار على العراقية ومناظرتي مع الديار قال ممثلي التيار الإسلامي نحن لا نريد حكومة إسلامية. وهذا دليل على هجومنا نحن الحركة التحررية لتثبيت القوانين اللائقة بالإنسان في العراق.

كلمتي الأخيرة هي أن المرأة في العراق ضحية صراع الإرهابيين أمريكا وجماعات الإسلام السياسي. بول بريمر قال بدلا أن نقاتلهم في نيويورك لنقاتلهم في العراق. أي تحويل العراق إلى ساحة حرب دولية والمرأة هي أولى ضحايا هذا الصراع. ولذلك نعلن نحن إن إنهاء الاحتلال وإعادة تنظيم المدنية وتشكيل حكومة علمانية غير قومية هي التي تنهي كل حالات الإجحاف والاضطهاد بحق الإنسانية في العراق وحق المرأة بشكل خاص. في هذا اليوم لنعلن إن فصل الدين عن الدولة هو خطوة نحو تحرر المرأة.

عاش الثامن من آذار

عاشت المساواة التامة بين المرأة والرجل