معيار حرية المجتمع هو حرية المراة!



الحزب الشيوعي العمالي العراقي
2013 / 3 / 2


قرن وخمسة اعوام قد مرت على اعلان 8 اذار بوصفه يوماً عالمياً للمراة. مر قرن وخمسة اعوام على نضال وسعي النساء والطبقة العاملة والشيوعيين والجماهير التحررية، على سعي ونضال الانسانية من اجل الخلاص من التمييز الجنسي وارساء المساواة التامة بين المراة والرجل. رغم هذا، فان المراة، وفي اغلب اصقاع العالم المختلفة وبالاخص في البلدان التي يهمين الاسلام السياسي على حياتها السياسية والاجتماعية، تمر في اوضاع كارثية من انعدام الحقوق والحريات، من التمييز الجنسي والعنف بشتى اشكاله ومن الاستغلال الراسمالي الوحشي، ولازالت تفصلها اشواطاً طويلة عن مكانة الرجل، المتدنية اساساً في المجتمع. كما لايقتصر الامر عند هذه البلدان وغيرها من البلدان المبتلاة بالقيم والافكار المعادية للمراة، بل تتعرض النساء في البلدان المتقدمة الى التمييز في الاجور مقارنة بالرجال والعديد من اشكال التمييز الجنسي والعنف الجنسي. اذ تمسك البطالة وانعدام الحقوق او الحدود الدنيا من الحقوق بخناق المراة بالدرجة الاولى.
في العراق، ان معاناة المراة على اشدها تحت سيادة افكار وممارسات الاسلام السياسي وقوانينه وسلطته الرجعية والمتخلفة و في ظل سيادة القيم الذكورية للطائفيين والقوميين والعشائريين . يشتد الحرمان والتضييق على حريات المراة يوم بعد يوم، وتسلب منها بصورة مضطردة تلك الحقوق الاساسية التي حققتها المراة وجبهة التحرر والمساواة، واولهم الاشتراكيين والطبقة العاملة، عبر عقود من نضالات باسلة. تتعرض المراة للعنف المنزلي الوحشي، للاغتصاب، للقتل بدواع "العفة" و"الشرف" وغيرها من قيم بالية، ويتم التنكر لانسانيتها. انها تدفع يوماً بعد اخر لزوايا البيت والتهميش والعمل المنزلي المقيت للرد على معضلة البطالة، وتبرر الطبقة البرجوازية الحاكمة وابواقها ذلك بحاجة المنزل لها وتُرمى جريرة الانفلات الاجتماعي في المجتمع الذي هو المرافق العضوي للنظام الاقتصادي والسياسي للبرجوازية على كاهل المراة العاملة، لتقتصر مهمتها على اعداد جيل جديد من عبيد الاجر من الشباب والشابات وارسالهم الى سوق الاستغلال والربح الراسمالي وادامة عجلة الراسمال بكل تناقضاته المدمرة للانسانية.
تسعى السلطة الحاكمة وتتسابق اطرافها وقواها لفرض الرجعية واشاعة احط القيم والاخلاقيات والاحاسيس المعادية للمراة، تفرض قوانين وقرارات الفصل الجنسي في الجامعات واماكن العمل، تفرض "المحرم" على حركة المراة، الحجاب، ويداس حقها في الراي والتعبير، وتنهمك في ارساء وترسيخ المكانة الدونية على المراة في شتى شؤون الحياة وفرض اوضاع واحوال مواطن من الدرجة الثالثة او الرابعة في المجتمع. لقد شنت القوى والسلطات السياسية والمليشياتية المختلفة الحاكمة والتي خارج الحكم هجمة شديدة وشرسة على المراة ودفعت بحقوقها عقود مديدة للوراء. ان المراة هي اول ضحايا هذه السلطات الاستبدادية والقمعية السافرة بجميع اطرافها. ان تحسين اوضاع المراة يمر عبر فرض التراجع الكبير على هذه السلطات القرووسطية.
تجاه هذه الاوضاع لم تقف المراة مكتوفة الايدي. انها تصدت لهذه الممارسات والقوانين والقرارات بكل الاشكال الممكنة. فالمجتمع اكثر مدنية من ان يتحمل هذا. ان حقوق المراة وحرياتها ذا تاريخ في المجتمع، قاومت المراة ومجمل جبهة الحرية والمساواة في كل زاوية من زوايا المجتمع هذا التطاول على حقوق المراة وحرياتها سواء في الدستور الرجعي او القرارات او القوانين والممارسات غير المدونة. نظمت نضالاً شاملاً على صعيد العراق او على الصعيد العالمي بهدف فرض التراجع الجدي على هذه السلطة المليشياتية الطائفية واقرارها بالحقوق الاساسية للمراة. ولقد كان واضحاً للجميع ان اي درجة من مقاومة المراة ونضالها، واي درجة من تراجع هذه السلطة قد ترك اثاره على انتصار وتقدم مجمل المجتمع.
انها لحقيقة لاتقبل غض الطرف عنها ان المجتمع في العراق، وكسائر المجتمعات البرجوازية، تعد مسالة المراة مسالة الطبقة العاملة. ان تحرر المراة مرهون بتحرر الطبقة العاملة من الظلم والاستغلال والبطالة وانعدام الحقوق وعبودية العمل الماجور. ان حرية ومساواة البشر على صعيد مجمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والانسانية هي مسالة الطبقة العاملة وسائر جبهة الحرية والمساواة.
ايتها النساء! ايها العمال! يا دعاة التحرر والمساواة!
ان تنظيم وتوحيد صفوف حركة نضالات المراة وتعميمها في كل زاوية من حياة المجتمع، توحيد صف الاحتجاج بوجه كل القرارات المعادية للمراة وحقوقها وحرياتها ومساواتها بالرجل، التصدي لكل الافكار التي تسعى لتجميل وضع المراة او الاكتفاء باجراء الاصلاحات الهامشية على وضع المراة، او السعي لايجاد المبررات لدوام هذه الوضعية بحجة "وضع المجتمع" او "عشائرية المجتمع" او "اسلامية المجتمع" وغيره هي مهام اساسية ولاغنى عنها للارتقاء بهذا النضال وتحقيق اهدافه!، ان اقرار حقوق المراة وحرياتها ومساواتها التامة بالرجل هو امر اليوم. امراً لايقبل التاجيل لاي مبرر كان.
ان رد الطبقة العاملة وجميع النساء والرجال التحرريين والمساواتيين والشيوعين والاشتراكيين وهو ارساء مجتمع حر و متساو ¬وانساني خال من الظلم والاستغلال والتمييز الجنسي. ان تحقيق حرية ومساواة المراة والرجل وانهاء كل اشكال اللامساواة الاقتصادية والاجتماعية والاستغلال الطبقي ناجم عن النظام الراسمالي، يبدء مع انهاء عمر هذه السلطة المليشياتية الجاثمة على صدور الجماهير ولا يمكن الظفر بها بدون تطور النضال الشيوعي للطبقة العاملة لارساء المجتمع الاشتراكي.
لنوحد صفوف نضالنا من اجل تحرر المراة ومساواتها ولنقوي النضال السياسي والاجتماعي التحرري في المجتمع بكل اشكاله وفي كل زاوية من زواياه. لا يمكن ان تتحرر المراة بدون الاطاحة بالتخلف والخرافات المناوئة للمراة المحمية بقوة السلاح والمليارات من الدولارات، لا يمكن ان تتحررالمراة بدون فصل الدين والقومية عن الدولة والتربية والتعليم والغاء ايديولوجية وقوانين ودستور السلطة السياسية المناوئة لحرية المراة و مساواتها. لا يمكن ان تتحرر المراة بدون خوض نضال طبقي عمالي ثوري يدك اركان السلطة الطبقية البرجوازية الاسلامية و القومية لاستعباد المراة في العراق. ان من يرفع بنضاله ادنى ظلم عن المراة هو مبعث تاييد حزبنا وتاييد اي انسان تحرري. ولكن بدون تطوير ابعاد النضال الثوري ضد عبودية المرأة، ستستمر المعاناة وسيديم هذا الوجه الكريه لحياة الانسانية المعاصرة في العراق والمنطقة جيل بعد جيل.
في 8 من اذار، يدعو الحزب الشيوعي العمالي العراقي، النساء والرجال التحررين والمساواتيين الى الارتقاء بنضالهم وتوحيده في مسيرة نضال ثوري قوي في المعامل والمصانع، الجامعات، اماكن العمل، المحلات، لارساء الحرية والمساواة.
عاش 8 اذار!
عاشت نضالات المراة!
عاشت الحرية والمساواة!
الحزب الشيوعي العمالي العراقي