رد جلجامش --على التحرش الجنسى -- -من قبل-- عشتار



على عجيل منهل
2013 / 3 / 13

لقد رد جلجامش ---على طلب -- عشتار --- للزواج منه بقوله

ماذا على ان اعطيك لو اخذتك زوجة
هل سأعطيك السمن والكساء لجسدك ؟
وأى اكل وشراب سأعطيك مما يليق بسمة الآلوهبة ؟
ثم يقول
أى خير سأناله لو أخذتك ؟
أنت ما أنت الا الموقد التى تخمد ناره فى البرد
أنت كالباب الخلفلى لايحفظ من ريح ولا عاصفة
انت قصر يتحطم فى داخله الابطال
انت فيل يمزق رحله
انت قير يلوث من يخمله
أنت قربة تبلل حاملها
أنت حجر مرمر ينهار جداره
انت حجر يستقدم العدو ويغريه
أنت نعل يقرض قدم منتعله

وبعد هذا الهجو والتقريع يصل جلجامش الى بيت القصيد ويقول

أى من العشاق الذين اخترتهم من أحببته على الدوام ؟
وأى من رعاتك رضيت عنه دائما ؟
تعالى أقص عليك مأسى عشاقك
من أجل تموز حبيب صباك
قضيت بالبكاء والنواح عليه سنة بعد سنة

ثم يستمر جلجامش بتعداد من اطاحت بهم عشتار الواحد تلو الاخر ويصل الى نتيجة مهمه أنه لو احبها لكان مصيره مثل مصيرهم -

ثم يقول الشاعر السومرى

ولما سمعت عشتار هذا استشاطت غضبا وعرجت الى السماء
صعدت الى اعشتار ومثلت فى حضرة أبيها -أنو -
وفى حضرة أمها -أنتم- وجرت دموعها وقالت
ياأبى ان جلجامش سبنى وعدد فحشائى وعارى
ففتح -انو - فاه وقال لعشتار الجليلة
انت التى -تحرشت--- فجنيت - الثمرة
وعدد جلجامش فحشاءك وعارك
ان هذه القصة الجميلة تعكس لنا تراث بلادنا ما بين النهرين الخالد والاقوام التى سكنت هذه البلاد لهم تراثهم وطقوسهم وارتباطهم بالحياة الدنيا والاخرة
ان العصر الذى فيه عاش جلجامش كان عصر مدنية وتحضر واضحة المعالم- احتلت فيه المراة مكانة بارزة فى تاريخ العراق القديم وتصور ايضا مكانة الرجل القوى فى تلك العصور الباهية.