استعباد النساء 4



سامح سليمان
2013 / 10 / 8

المرأه ومؤسسة الأسره :
تسعى بعض الأسر إلى أن تشعر الفتاه فى كل لحظه انها تحت المراقبه أعتقادً منهم بأن ذلك يحميها من الخطأ وايضاً يجعلها لا ترتكبه وغرس الخوف والاحساس بالضعف فى تكوينها النفسى وايضاً اذا ارتفع صوتها او ابدت اى حركه يتم زجرها وتعنيفها لأن الفتاه فى وجهة نظرهم يجب أن تكون مستكينه سلبيه خاضعه خانعه خفيضة الصوت. بخلاف ايضاً جريمه الختان، وتزويج الفتاة بغير رغبتها،أو تزويجها وهى صغيرة السن،وقبول ضرب الزوج لزوجته ، بل وتشريعه وأستحسانه والدعوه إليه دينياً ومجتمعياً وأعلامياً ، وحرمان الفتاة من التعليم،مما يجعلها أداة طيعه فى يد الزوج،ومنح الحق للرجل فى تعدد العلاقات ومدحه على ذلك وسب الفتاه والتشهير بها وأحياناً قتلها اذا فعلت نفس التصرف،وألزام المرأه أن تغفر لزوجها الخيانه،وأن تعطيه المبرر وتؤنب ذاتها بسبب أخطائه ! ،وليس من حق البنت أن تثور فى وجه رجل أو حتى الضحك بصوت عال فى الأماكن العامه،وليس من حقها أن تعلوا فى المنصب عن زوجها ، وأعطاء الحق لأى ذكر فى عائلة الفتاة فى قتلها أذا أكتشف أقامتها لعلاقه جنسيه بدون زواج ـ أو حتى أعتقد أو ظن ـ وهذا فكر ذكورى قبلى عبودى لايعترف بحق الفرد فى الأستقلاليه وأختيار نمط الحياة المناسب له عند بلوغه مرحلة الأهليه قانونياً حتى وإن أختلف عن النمط السائد والمقبول بحسب العادات والأعراف ، وأعتبار جسد الفتاة ليس ملكا لها بل ملك لمجتمعها ولأسرتها ثم الزوج، وأعطاء الحق للزوج فى قتل زوجته اذا أقامة علاقه مع غيره ويتعاطف المجتمع معه جداً ويتم أحتسابه ضمن فئة الأبطال المغاوير وتخفف العقوبه بالنسبه له،ولكن تتم مضاعفتها للمرأه إذا قامت بإتيان نفس رد الفعل ، فالرجل بحسب المجتمع دائماً لديه أسبابه ومبرراته ،والمرأه عليها أن تتكيف مع مختلف الأوضاع التى يقرها الزوج .
وأيضاً يتكالب المجتمع ويسعى بأصرار إلى أن لاتشعر المرأه بكفايتها لذاتها ، وأحتياجها للشعور بغيرة الرجل عليها وربط رجولة الرجل بغيرته على المرأه وأمتلاكها والتدخل فى كل كبيره وصغيره من شئونها ـ حتى وإن لم تكن زوجته فى بعض الأحيان ـ وأشعار المرأه بالنقص والخجل الشديد من جسدها، وبرمجتها على انها قد وجدت فى الحياة لتحافظ على عفتها مصانه للرجل، فشرف المرأه وعزتها يكمن بين فخذيها وليس فى عقلها كما يرى الجهلاء والمتنطعون .
وأن جسدها ليس ملكاً لها بل هو ملك لولى أمرها ، بغض النظر عن مرحلتها العمريه ومؤهلاتها العلميه ومكانتها الأدبيه وكفائتها العقليه و قدراتها الفكريه ، فهى فى كل الأحوال مجرد شئ تابع مملوك فاقد للسلطه والأهليه والقدره على الفعل وأتخاد القرار المستقل الناتج عن أختيار حر و قناعه ذاتيه بصحته وصوابه، وايضاً سلب الفتاة وحرمانها من حقها فى أن تختار من تراه مناسباً ليكون شريكاً لحياتها فى الأطار الذى يرونه صالحاً لهما ، أو أن تتزوج بأرادتها المنفرده .
أو أن تختار ما تتعلمه لترتقى بمكانتها الوظيفيه والأجتماعيه وتدعم قوتها الأقتصاديه،وأن تتعلم من الأساس،أو أن تعمل من الأساس!
وقد تحدثت عن ذلك بأسهاب و عمق الدكتوره نوال السعداوى فى كتابها الهام المميز ( عن المرأه ) :
تزداد حيرة الرجل العربى الحديث إزاء تزايد خروج المرأه العربيه للعمل والمشاركه فى المجتمع ...، و برغم تأييد الرجل ( أحياناً ) لخروج المرأه للعمل إلا أن الهدف الوحيد من عملها هو مساعدة الرجل فى نفقات الأسره ، ويظل عملها خارج البيت فى نظره شيئاً ثانوياً، ومهمتها الأساسيه والأولى فى الحياه هى أعمال البيت وخدمة الزوج ورعاية الأطفال،وعلى هذا فقد ظلت المرأه المثاليه فى الواقع و فى الروايات هى تلك المرأه الجميله الوديعه المطيعه غير الجريئه و غير الطموحه، أما المرأه الجريئه أو الطموحه أو المتفتحة العينين ذات الجساره و القوه فهى غالباً ما ترمز إلى الدمامه والفجر وعدم الأحتشام، أو بعباره أخرى هى العاهره .
وتضحك المجتمعات الكاذبه الأستغلاليه على المرأه بكثير من الأقوال المأثوره العفنه النتنه والأمثولات الساذجه البلهاء المكرسه للعبوديه مثل ( طاعة الزوج من طاعة الله ) و ( أن وراء كل رجل عظيم امرأه ) لأقناعها بحتمية أن تكون المرأة دائما وراء الرجل، مجرد خادم وليس نداً مساوياً فى الحقوق والواجبات ، وأعطاء الزوج حق أجبار زوجته على معاشرته فى أى وقت يريده ، كأنها مجرد وعاء للمتعه وإناء لتفريغ الشهوه .
وغرس مبدء حتميه تلبيه الزوجه لما يطلبه زوجها حتى وإن كان على حساب كفائتها الجسديه والنفسيه ومكانتها اللأجتماعيه ، والسماح للرجل بالتعبير عن حبه للمرأه بحريه ، بينما المرأه تدان وغير مسموح لها بأن تعبر عن حبها للرجل الذى قد أحبته .