لا للعنف ضد المرأة



دارين هانسن
2013 / 11 / 25

بمناسبة اليوم العالمي لوقف العنف ضد النساء لاحظت ضرورة طرح الموضوع من زاوية جديدة ربما تم طرحها سابقا ولكن ليس هناك ضرر في الإعادة
عرفت مجتمعاتنا الشرقية خصوصاً والعالمية عموماً وجود أنواع شتى من العنف ضد المرأة, اختلفت بين الجسدي والنفسي بدرجاتهما المتفاوتة, وتم التركيز ربما أكثر على الجانب الجسدي للموضوع الذي في أغلب الأحيان أو معظمها يقوم به رجل والسبب في ذلك ربما أثاره الواضحة التي لا يمكن تخبئتها أو بسبب قلة الوعي في مجتمعاتنا العربي بأثر العنف النفسي على المرأة والذي يرجع لأسباب كثيرة لست في وارد الحديث عنها الأن ولكن أذكرمنها اعتبار المرض النفسي عيب ونقص وسمعة سيئة تلحق بعائلة المريض الذي يتم تصنيفه مجنوناً. لكن الجانب الذي أود طرحه في هذا السياق هو العنف ضد المرأة من قبل المرأة
هناك جوانب عديدة لهذا الموضوع وأبرزها هو العنف النفسي الذي تتعرض له بعض النساء من ذوات الطبقة الفقيرة في مجتمعنا الشرقي والذي انحصرت فيه الجمعيات المدافعة عن حقوق المرأة بالطبقة المخملية والتي ارتبطت معظم أعمالهن بالبريستيج المخملي بحيث ليس هناك مجال في هذا البريستيج للمرأة الفقيرة أن تنضم أو يسمع صوتها، وليس هناك من يمثلها ويمثل مشاكلها بسبب غياب التواصل الإجتماعي بين الطبقات المختلفة في المجتمع.
ناهيك عن ذاك هو تعنيف المرأة للمرأة في حالات كثيرة ومنها الأم التي تفرض على ابنتها الزواج الإجباري من أحد لا تعرفه كي ترضي غرور القبيلة. أو تعنيف المرأة لأمراة أخرى تم التحرش بها في الشارع وهذا ما شاهدته في المواد الخام لفيلم عن التحرش الجنسي في مصر، حيث أن المخرجة التي تحمل الكاميرا في شوارع القاهرة فتاة مصرية تم التحرش بها من قبل شاب يصغرها سناً بدأ التحرش بالكلام ليصل بعدها إلى التحرش باللمس، لم تسكت الفتاة عن ذاك وبدأت بالصراخ في الشوارع والكاميرا تصور، تتتبع الشاب من زاوية إلى أخرى ومن رصيف إلى أخر وتصرخ عليه، إلى أن ساعده مجتمعه الذكوري بالتملص منها، لكن ما لفت نظري في هذا الموضوع كان ردة فعل النساء اللواتي تواجدن هناك في وقت الحادثة حيث كان شغلهن الشاغل إسكات الفتاة منهن من قالت لها ( إنت فضحت نفسك وفضحتينا خلاص امشي) وأخرى قالت لها( الله إنت متعلمتيش الأدب في البيت ولا إيه ) وغيرها من التعليقات السخيفة التي تبرر لذاك القاصر فعلته وتلوم الفتاة، بالمقابل كان هناك شاب من جمعية بصمة والتي تعمل ضد التحرش هو من استوعب الفتاة ووقف إلى جانب صوتها وبدأ يرد على من حاولن تعنيفها نفسياً من باقي النساء.
هذا مثال بسيط يطرح ولكن هناك حالات أخرى كثيرة حيث يتم فيها تعنيف المرأة في الواقع من قبل إمرأة أخرى والتعنيف بالعموم يكون نفسي. كأن تقول إمرأة استسلمت لواقعها وللعنف الذي تتعرض له وتخلت عن حقوقها لإمرأة أخرى وقفت تدافع عن حقوقها وتصرخ لا لكل من يحاول تعنيفها وتهميشها بأنها تتفلسف!!
ألا يكفي تعنيف المجتمع للمرأة من كل النواحي كي تعنف النساء بعضهن؟!
فبدل من الوقوف ضد تلك الفتاة المصرية في الشارع من قبل النساء كان أفضل لهن أن يقفن إلى جانبها فاليوم هي من تم التحرش بها لكن غداً قد تكون إحداهن أو إحدى بناتهن
والفتاة التي رضيت بالقهر والتخلي عن الحقوق يمكن لها على الأقل أن تستمع لتلك المحاربة بدل من الإنشغال بتنقية الكلمات لإحباطها وتكسير أحلامها بواقع أفضل
كي نوقف العنف ضد المرأة في عالمنا الشرقي يجب أن ننسى تفاهات المجتمع أو تفاهاتنا وضعفنا ونتماسك كي نصل حقاً إلى يوم خال من العنف ضد المرأة أولاً وضد كل البشر ثانياً
لا للعنف ضد المرأة النفسي قبل الجسدي فجرح اليد يمكن مداواته أم جرح النفس فيمكن أن يقتل صاحبه.