يوم المرأة العالمي---- زهره وأبتسامه وحب



عبد الجبار نوري
2014 / 3 / 3


جذور الحركة النسوية:أكثر من 150 سنة مضت والمرأة تبحث عن هويتها وأثبات وجودها وأنتزاع حريتها من المجتمع الذكوري ، لأنها تدرك المعادلة الفلسفية في كينونة الأنسان هي أنّ " الحرية لا تعطى بل أنّها تؤخذ" ، ففي سنة 1856 خرجت آلاف النساء الأمريكيات للأحتجاج في شوارع نيويورك على ظروف العمل المتعبة والطويلة وأستغلال جهودهن ، وبعد خمسين عاماً على هذه المظاهرات خرج في 1908 ما يقارب 15 ألف عاملة بمسيرة في نيويورك تطالب بتخفيف ساعات العمل ورفع المعاش ، ووقف تشغيل الأطفال وحق الأقتراع وكان شعار المظاهرات ( خبز وورد) ، ثم في 1909 قام أكثر من 30 ألف عاملة نسيج الأضراب العام الذي أستمر أكثر من ثلاثة أشهر ، وقد ساعدت هذه الحركات النسوية الأمريكية على أشعال تأثيرها في الدول الأوربية ، النسوة الروسيات اللواتي عانين الأمية والأضطهاد والتهميش خرجن في شباط 1917 وأسقطن النظام القيصري الأستبدادي وغيرن مجرى التأريخ ، في بتروغراد أندلعت بشكل عفوي مسيرة نسائية ضخمة نظمتها عاملات وزوجات جنود وأرامل للمطالبة (بالخبز لأولادنا) (والعودة لأزواجنا) من المتاريس ، وبأنهاء الحرب الذي كان يفتك بآلاف الجنود الروس على الحدود جوعاً وبرداً لمصالح القيصر والطبقة الرأسمالية ، وكان ذلك في أوج الحرب العالمية الأولى ، وأستمرت أربعة أيام ، وأنتهت بسقوط القيصر نقولا الثاني وأنهيار نظامه الأستبدادي ، الحكومة المؤقتة بعدها ، منحت النساء حق الأقتراع ، عرفت هذه احداث بأسم ثورة شباط
وفتحت هذه الثورة النسائية المجال لثورة العمال الأولى في التأريخ ثورة أكتوبر 1917 التي كونت الأتحاد السوفياتي " أول نظام أشتراكي في العالم"،( ميخائيل شفارتس/ يوم المرأة العالمي--- تاريخ وجذور) وتبنت المنظمة الدولية في الأمم المتحدة هذه الحقوق وديباجة الصكوك والأتفاقيات الدولية على أساس هذه المبادىء وصدور أهم وثيقتين في هذا الصدد: *الأعلان العالمي لحقوق الأنسان 1948 * الوثيقة الثانية وهي فيما يخص المرأة أتفاقية (سيداو) أو أتفاقية القضاء على كافة أشكال التمييز ضد المرأة سنة 1979 ، وقبل هذا التأريخ في سنة 1977 تبنت المنظمة الأممية قراراً يدعو دول العالم الى أعتماد يوم يختارونه للأحتفال بعيد المرأة ، فكانت سنة الشرعنة الدولية والأقراربحقوق المرأة فأختار الجميع هذا اليوم العالمي 8 آذار، وفي 1993 اصدرت الأمم المتحدة قراراً ينص على أعتبار حقوق المرأة جزء لا يتجزء من منظومة حقوق الأنسان ، ودخلت مرحلة العولمة من خلال الصكوك والمواثيق الأممية وترويجها من خلال المؤتمرات الدولية مثل مؤتمر المرأة في بكين 1994 الذي أكد مبادىء سيداو{ د. أبراهيم الناصر/الحركة النسوية الغربية ومحاولات العولمة}، وبالحقيقة نشأ تياران داخل الفكر النسوى في المجتمعات الغربية : أولا/التيار النسوي اللبرالي( حركة تحرير المرأة) والذي بدأ منذ قرن ونصف على أساسين: *الثورة الأمريكية عام 1779 * والثورة الفرنسية عام 1789 ضمنتا حقوق المرأة في الدستور، الثاني: التنظيم الدولي المعاصر حين نشأت منظمة الأمم المتحدة عام 1945 ضمنت في وثيقتها رفض التمييز على أساس الجنس وتحقيق المساواة التماثليّة الذي يقوم على فكرة الصراع بين الرجل والمرأة من أجل الحقوق التي يسيطر عليها الرجل، ( مقالات ذات صله /في الأشتراكية السبيل لتحرير المرأة 2002).
محطات من تاريخ الحركة النسوية العراقية
1924 –دور صحيفة الصحيفة في الحملة الأعلامية في المطالبة لحقوق المرأة ،1941-1943 : خروج تظاهرات نسائية للمطالبة بحقوق المرأة ، 1944 : تأسست جمعية نسائية بأسم ( رابطة نساء) خاصة بقضايا المراة والقضايا الوطنية ولعبت دوراً كبيراًفي توعيىة النساء ومكافحة الأمية برئاسة السيدة عفيفه رؤوف وأصدرت مجلتها ( تحرير المرأة) ، *عام 1946: تأسست أول منظمة نسائية بأسم ( اللجنة النسوية لمكافحة الفاشية )تحمل أهداف مزدوجة الخاصة بالمرأة والعامة حاجات المجتمع المغيبة ، تأسيس الأتحاد النسائي برئاسة السيدة آسيا وهبي، 1948 : أشتراك المرأة العراقية في وثبة كانون وأعتقلت الحكومة الملكية عشرات منهن والحكم عليهن بأحكام ثقيلة ، وفي 10-3-1952 سنة البشائر بأنبثاق ( رابطة المرأة العراقية ) بهوية لبراليىة ديمقراطية تحررية تضم كافة نساء العراق على أختلاف طبقاتهن لهن يزخر التأريخ بقصص كفاح لمناضلات قهرن الخوف وصمدن من أجل مبدأ وطني في الدفاع عن حقوق المرأة ومواجهة الظلم والأستبداد بكافة أشكاله ومن أبرز مؤسساتها : الدكتوره نزيه الدليمي ، الدكتورة روز خدوري ، سافره جميل حافظ ، خانم زهدي، أبتهاج الأوقاتي ،سالمه الفخري ، سلوى صفوت ، زكيه شاكر ، مبجل بابان، في حين كانت سعاد خيري في السجن. (جوانب مهمه من تأريخ الحركة النسوية العراقية/ منتديات عراق السلام)
نساء مشاهيرعظيمات
أنجيلا ميركل: رئيسة وزراء المانيا أنتخبت للفترة الثالثه/مدام كوري: في علم الذره/ الدكتوره نزيهه الدليمي: أول وزيره في العراق 1958/نازك الملائكه:شاعره عراقيه/ توكل كرمان: صحفيه أديبه شاعره ناشطه 32 سنه يمنيه حصلت على جائزة نوبل للسلام 2011/نوال السعداوي: ناشطه نسويه/شميران مروكل:سكرتيرة رابطة المراة العراقية/زكيه أسماعيل حقي:أول قاضيه في العراق/ الدكتوره اناستيان: أول طبيبه عراقيه1939 ------( جوانب مهمه من تأريخ الحركة النسوية)
الحالةالعامة للنساء العراقيات
حين يكون وضعها أسوء من القرون الوسطى حيث كانت تباع علناً في أسواق النخاسة ولكنها اليوم تباع سراً وعلناً في أسواق العهر السياسي والأقتصادي والأجنماعي ،فهي تعاني اليوم من ذكورية المجتمع العربي والعراقي ، والتحرش الجنسي وأخضاع المرأة بالقوّة في غياب قانون يحميها ، ختان البنت التي تسبب تشويه جسدي ونفسي بالوقت الذي ليس له علاقة بالدين فهي عادة وثنية فرعونية ، تأجير الأرحام للحصول على الأم البديلة ، الصمت على جرائم الشرف وتخفيف العقوبة على الجاني، مصادرة حق المرأة العربية في جنسيتها لأبنائها وزوجها ، فهي تحت تأثير النص الديني والنظام الرأسمالي. ، واجهت تهميشاً من الأسلام السياسي والعادات والتقاليد العشائرية ، في العراق اليوم محاولات للألتفاف على قانون رقم 88 لسنة 1959 بالرغم من بعض نواقصه، .تعرض الأعراس لهجمات المسلحين مما جعلها أنْ تجرى المراسيم بشكل سري ، فرض الحجاب عليها وأحياناً ألنقاب بدون الأنتباه لموافقتها ، في السعودية منعت من سياقة السيارة ، وفرض عليها المحرم ،وظاهرة الطلاق أصبحت عالمية وشائعة ، زواج القاصرات ، و( جهاد المناكحة) الذي يعتبر أعتداء صارخ على كرامة المرأة و أكبر أهانة وجهت للمرأة لحد الآن من قبل المتشددين الأسلاميين ، أهذه هي جزاء المرأة التي نجحت في النظرية الذرية وقادت الطائرات ووضعت النظريات في الفن والرياضيات والفيزياء وأبدعت في الفنون التشكيبلية ونظم الشعر، أنّ المرأة في القرن الواحد والعشرين قد فقدت أنجازات حققتها أمرأة القرن الماضي قبل أكثر من خمسين عاماً وهي اليوم لا تعرف غير الدموع وزيارة القبور، وأنّ تكريم المرأة في يوم محدد قليل بحقها فيجب أن تكرم في كل يوم فحياة المرأة في المجتمع سلسلة من المشاعر والحب والآلام والتضحية لأنّ المرأة مخلوق بين الملائكة والبشر، فعلى منظمات المجتمع المدني وجميع المنظمات النسوية والأحزاب التقدمية أن تعلن حملاتها ضد المظاهر السلبية التي فرضت على المرأة من خلال تسلط ( الأسلمة السياسية)، وأخيراً باقة ورد الى كل نساء العالم وللنساءالعراقيات بالذات ولا يسعني في هذه المناسبة ألا أن أقدم باقة تقدير وعرفان مع خالص التهنئة والتبريك لكل أمرأة في وطني المجروح والمجد كل المجد لرابطة المرأة العراقية المدافعة الحقة عن حقوق المرأة منذ 62 سنة ولتبقي شعلة وهاجة في دروب نضال المرأة
عبد الجبار نوري/ السويد