|
غلق | | مركز مساواة المرأة | |
|
خيارات وادوات |
لينا جزراوي
!--a>
2014 / 3 / 8
أصبحت تشكّل المرأة في العالم العربي مادّةً دسِمة لرجال الدين في تحليلاتهم وتفسيراتهم التي تتناول شكل المرأة ولباسها ، سلوكها وتفكيرها ، وحتى طريقة حياتها ومعيشتها ، ولقد وصل بهم الأمر الى حدّ التدخل بتفصيلات دقيقة جدا في حياتها الجنسيّة وخياراتها ، ولم يعُد الأمر مُتعلّق باغضاب الله ورِضاه، بل تجاوز فِكرة رِضاه الى رضى المُجتمع ورضى الذّكوريّة المتفشيّة فيه كالسّرطان ، و أصبحت مهنة إكتشاف المعاني الكامِنة في النصّوص حول المرأة ، مِهنة من لا مِهنة له .
فبالاضافة الى القيود الكثيرة الّتي تُكبّلها وتشلّ طموحها ، يُجعَل من الدين قيداً لا يقلّ قسوة عن قيود اجتماعيّة أخرى ، فذاك يضرِب زوجته ويجد له مُبررا في نصّ ما ، وآخر يُطلّقها طلاقا مفاجِئاً دون سبب واضِح ، وهناك من يتزوج عليها امرأة أخرى لمجرّد أنه وجد مَسوغا دينيّا يسمح له الاتيان بالفعل في النّص .
فلماذا لا نمتلِك الجرأة اليوم لاجراء عمليّة نقد حضاري يتناول المشكلات من جذورها ، و لماذا وصل حال المرأة لدرجة أن أصغر ذَكر في حياتها يرَ أن من حقّه منعها من الحياة بطريقتها ، وهل يعُقل أن يُميّزخالِق بين مخلوقاته لمجرد أن هناك ذكراً وأنثى ، و هوكما قالوا لنا : العَدل المُطلق ، والحُب المُطلق ، والسماحة المُطلقة لكل ما أبدعه في هذا الكون .
فهل ثمّة أعضاء ذكورة وأنوثة للنّصوص الدينيّة ؟
نحن اليوم في أمسّ الحاجة لتفكيك ما هو سائِد ومُنتشِر ، و التحرر من أوهام الدين وغيبيّاته ، فباسمه يُمارس اليوم أشدّ أنواع القمع على المرأة الانسان ، تصِل لحدّ تبرير قتلِها ، ووأد فِكرها وحضورها بادّعاء أنّها تعليمات سماويّة ، فالأيديولوجيات الأصولية لم تنتِج لنا سوى فِكر غيبي ضارِب في جذور الأساطير والخرافات .
و أصبَح على المرأة اليوم أن تناضِل دون كلل أو ملل من أجل أن تثبِت للعالم أن بوسعها القيام بأشياء أخرى غيرالزواج انجاب الأطفال ، فيراها المجتمع كانسان له طموح وأهداف ، لكن يبدو أنها تحتاج لنصف قرن حتّى يعتاد المجتمع رؤيتها في أدوار جديدة ، لذلك تغيير المجتمع اليوم لا يأتي من النّخب والقوانين فحسب بل من فئات المجتمع ومن طبقاته ، ومن المرأة نفسها.
يجب أن يتخذ تحرر المرأة اليوم شكل الاعصار فلا يترك بناء فِكري وموروث الّا ويخضّه ليُعيد تشكيله على أسس انسانيّة جديدة ، ولنخرُج من إطار الفهم الخاطىء للدّين ، فلماذا لا يحدُث فهما خاطِئاً للدين حين يتعلّق الأمر بحقوق الرّجل ؟ فلم يحدُث أن سمِعت أن فلانا قرأ كتابا لنيتشة أو زرادِشت وقام بعدها بضرب زوجتِه ، ولو بالمِسواك !!!!!!
ليس ثمّة فهم خاطىء للدّين ، الأديان ذكوريّة المنشأ والتفسير ، لذلك حرّكت في الغرب مجموعة من النسويّات الماء الرّاكِد فيه ، ووصفت الأديان بأنها ذكورية فمن فسّر وحلّل ونشر كان ذكرا حلّل لنفسه ما حرّمه على المرأة مما شكّل ثورة قامت القيامة على اثرها واعتبرها المتزمتون والمحافظون بمثابة هجوم على المفاهيم الاخلاقية للاديان ، لكنها لم تكن كذلك ، كانت ثورة و صرخة على أحد أخطر أدوات استِعباد النّساء ،،،
فالتوقِفوا فورا ً ، جلد المرأة بسوط الدّين ،،
دعوة للانضمام الى موقعنا في الفسبوك