تعدد الزوجات, الاسباب والدوافع



عبد الحكيم عثمان
2014 / 4 / 1

تعدد الزوجات,الاسباب والدوافع
السلام عليكم ورحمة الله: قد يتصور البعض ان الاسلام استحدث موضوعة تعدد الزوجات ولكن تعدد الزوجات عرفه الانسان قبل ظهور الاديان ولم تنقض اليهودية هذا الظاهرة بل ظلت هذه الظاهرة مقبولة في الديانة اليهودية ولم تحدد الشريعة اليهودية العدد من الزوجات الذي يجب التوقف عنده ثم جائت المسيحية واوقفت ظاهرة تعدد الزوجات ولكن لكون المسيحية اعتبرت ناموس موسى العهد القديم جزء هام من الديانة المسيحية وان السيد المسيح ماجاء لينقض الناموس بل جاء ليكمله لذا استندت الكنيسة في المانيا بعد حرب الثلاثين عام(هي سلسلة صراعات دامية مزقت أوروبا بين عامي 1618 و1648 م، وقعت معاركها بدايةً وبشكل عام في أراضي أوروبا الوسطى (خاصة أراضي ألمانيا الحالية) العائدة إلى الإمبراطورية الرومانية المقدسة،) بين الروتستانت والكاثوليك على اثر رفض البروتستات جملة من اسفار العد القديم وعدم الاعتراف بها وحذفها من كاتبهم المقدس وهذه الاسفار التي تم حذفها من طبعة الكتاب المقدس لدى البروتستانت هي: سفر طوبيا,- سفر يهوديت, تتمة سفر أستير, سفر الحكمة, سفر يشوع بن سيراخ, سفر نبوة باروخ, تتِمة سفر دانيال, سفر المكابيين الأول, سفر المكابيين الثاني, المزمور 151
وحدث جراء هذه الحرب نقص حاد في عدد الذكور في ألمانيا وفي المناطق الاخرى التي امتدت اليها هذه الحرب وكانت ضحايا هذه الحرب الطائفية مايزيد على السبعة ملايين نسمه وأنخفضت نسبه السكان جراء هذه الحرب , انخفض عدد سكان ألمانيا بمقدار 30 ٪-;---;-- في المتوسط ؛ وفي أراضي براندنبورغ بلغت الخسائر النصف، في حين أنه في بعض المناطق قتل مايقدر بثلثي السكان، وانخفض عدد سكان ألمانيا من الذكور بمقدار النصف تقريبا. كما أنخفض عدد سكان الأراضي التشيكية بمقدار الثلث.بنسبة مما دفعت الكنيسة في ألمانيا كما ذكرت الى العوده الى العهد القديم واباحت تعدد الزوجات على ان لايزيد التعدد عن زوجتين , ففي مؤتمر فرنكونيا المنعقد في فبراير 1650 بمدينة نورنبيرغ اتخذوا القرار الآتي:- "لا يقبل في الأديار الرجال دون الستين... وعلى القساوسة ومساعديهم (إذا لم يكونوا قد رسموا)، وكهنة المؤسسات الدينية، أن يتزوجوا... ويسمح لكل ذكر بأن يتزوج زوجتين، ويذكر كل رجل تذكيراً جدياً، وينبه مراراً من منبر الكنيسة، إلى التصرف على هذا النحو في هذه المسألة".
وكذالك اعتمدت طائفة المورمونية في الولايات المتحدة الامريكية ظاهرة تعدد الزوجات على ماجاء في العهد القديم من ناموس المسيحية ولايلا حقون قضائيا هناك الا اذا نتجت مشاكل بين الزوج واحدى زوجاته وهم مع الزواج في عمر مبكر قبل سن الرشد سواء للذكور والاناث ,ويعتقدون ان التعدد يمكنهم من القيام بواجباتهم الدينية في التبشير على أكمل وجه، وهذا ما يبرر كثرة الإنجاب لدى المورمون وهو أمر غير متعارف عليه في المجتمعات والطوائف الأخرى، ولكن المعدل الطبيعي لعدد أفراد أي عائلة مورمونية يزيد عادة على 5 أشخاص، وقد يصل البعض إلى اضعاف هذا الرقم . ويلغ عدد المنتمين لهذه الطائفة ثمانية عشر مليون نسمة
ثم جاء الاسلام واباح تعدد الزوجات وحدها باربع زوجات ولكنه لم يلزم المسلم به ولم يجعله فريضة ملزمة للمسلم كما العبادات واشترط في تعدد الزوجات العدل بينهن وحذر من اهمال واحده على حساب الاخرى,لقوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً ,وقوله تعالى:{ وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ }
وظاهرة تعدد الزوجات لدى المسلمين نراها واضحة في في المجتمعات البدوية والريفية ولايمكننا ان نراها بوضح في مجتمعات المدينة وقد تكون نادرة جدا
اما اسباب ودوافع تعدد الزوجات لدى المسلمين فتختلف من شخص لااخر و تدخل القدرة المالية والجنسية عامل مساعد فيها وتقبُل العائلة اقصد بالعائلة عائلة البنت
اما دوافع واسباب تعدد الزوجات في الريف والبادية تعود اولا لتفبُل هذه الظاهرة لديهم مجتمعيا ولااسباب توفير اليد العاملة ولبساطة متطلبات الحياة وسهولتها وعفويتها لديهم
وثانيا لتفادي حالات الطلاق التي قد تحدث بين الزوجين لعدة اسباب في حالة عدم اباحة تعدد الزوجات
ومنها عدم قدرة الزوجة على الانجاب,مرض الزوجة مرض يمنعها من القيام بالوجبات الزوجية وحصول خلاف وعدم توافق دائم بين الزوجين
فكما نعلم ان لاتكون علاقة بين الرجل والمرأة قبل الزواج ولايوجد ارضية بينهما للتفاهم كما يحصل في الدول الغربية قبل الزواج فيستمر الاثنان في الغرب بعلاقة طويلة تمتد الى سنوات تزيد على الاربع سنوات في بيت مستقل كما الازواج وان اتضح لهما انهما متوافقين يطلب منها ان تنجب له ليتأكد من قدرتها على الانجاب لانه لاطلاق على عدم الانجاب في المسيحية ثم بعد ذالك يعقدان قرانهما اما المسلم يتزوج بدون معرفة سابقة بزوجته(ركي مو على السكين) فقد تحدث بينهما خلافات نتيجة للتباين بينهما في كثير من جوانب الحياة وقد تنتهي حياتهما الزوجية بالطلاق فجاء اباحة تعدد الزوجات لمعالجة كل هذه الحالات التي ذكرتها اعلاه ويشترط في الاسلام موافقة الزوجة الاولى وعدم الاخلال بواجباتها واحتياجاتها والعدل بين الزوجات كما اسلفت
وتعد اليوم ظاهرة تعدد الزوجات ظاهرة نادرة وغير مستشرية في المجتمعات الاسلامية وانحسرت ظاهرة تعدد الزوجات ايضا في المجتمعات الريفية والبدوية ولم تعد هذه الظاهرة كما كانت قبل قرون ولكم التحية والقاكم في مقال قادم ان شاء الله