سقطت أقنعتكم... فلا تحاولوا تصريف عجزكم نحو قضية المرأة...



حياة البدري
2014 / 6 / 27

سقطت أقنعتكم... فلا تحاولوا تصريف عجزكم نحو قضية المرأة...

خرجت، وسارت نحو الطريق الصحيح، تحملت شتى ألوان التعذيب والعذاب... وذاقت من كل فواكه العنف والتعنيف والإقصاء... ولم تيأس رغم كل المثبطات والأشواك التي تزرعها خفافيش الظلام ليلا ونهارا ...بغية عرقلة مسيرتها وثنيها نحو التقدم إلى الأمام... لكن عزيمتها وإصرارها كانا أقوى من كل ملحد بحقها وقناعاتها...
تلك هي المرأة المغربية والعربية ...التي سارت على الدرب الصحيح واختارت الجد والاجتهاد وتبوأت الصفوف الأمامية وحصلت على النقط الأولى في التعليم والتحصيل والمباريات... ودقت كل أبواب العلم والمناصب المشروعة وأبلت البلاء الحسن... فانتزعت حقها عن جدارة واستحقاق كبيرين... وفرضت وجودها وسارت شجرة يانعة وذاهبة نحو السماء وغرست جذورا قوية في أعماق الأرض...

جذور يصعب اجتثاثها أو حتى التفكير في الاقتراب منها.. ولسان حالها يقول لكل من سولت له نفسه بقذفها أو المس بحق من حقوقها: كفاكم مهزلة وتفكيرا رجعيا وبهرجة ... ولا تحاولوا أن تعلقوا على المرأة كل أصناف عجزكم…

فلم تعد المرأة تلك الشماعة التي كانت في الماضي، التي تعلقون عليها كل تفاهاتكم و حماقاتكم... ولن ولن تتحمل مرة أخرى مسؤولية أخطائكم وعدم حسن تدبيركم وتسييركم ...
فمعذرة ثم معذرة يا أولي وأد النساء و وذبحهن على سرير المتعة وحصرهن في مجرد وسيلة للتفريخ والترفيه... ويا أولي، العمل ليل نهار على كتم حريتهن وحقوقهن ومكتسباتهن ... وهن أحياء !!...

نعم وبالتأكيد لم تعد المرأة ذاك الحائط القصير ... وداك السلم الذي تتسلقه العناكب الذكورية المريضة الفكر... بغية الوصول نحو السلطة والتشبث بكراسيها سنين وأعوام... وبهدف تصريف المشاكل أو العجز الذي اعترى قياداتها ومرحلتها العابرة...

فابحثوا لكم هذه المرة عن ضحية أخرى ،لأن المرأة لم تعد كذلك،أو أمعنوا النظر وابحثوا عن حلول ناجعة ر عقلانية للمشاكل التي أغرقتم فيها المغاربة، بزياداتكم المتتالية وحلولكم الترقيعية... بدل تصريفها لدى النساء وجعل كل المشاكل بسبب النساء..

فقد وعى الكل بمافيهم الأطفال دور المرأة في تطور وتنمية المجتمعات... وكم من عائلات تعيلها النساء وكم من يتامى الأب، سواء الذين توفي آباؤهم أو الذين لازالوا على قيد الحياة، لكنهم لايجدون سوى الإجحاف في حقهم نتيجة الإهمال والتقصير وعدم الضمير... وصلوا إلى بر الأمان وحصلوا على التربية الناجعة والخلق السليم والنقط العالية والوظيفة الجدية في زمن اللاوظيفة !!!... بعزم ومثابرة وكد واشتغال أمهاتهم ليل نهار، وكم من إحصاءات إيجابية رصدت في حق المرأة المشتغلة ...

فلا تحاولوا من جديد أن تلقوا بحجر فكركم وإيديولوجياتكم التي شابها السقوط المبين، وتعرت من كل المجملات والمنمقات... في نهر المرأة ، فلن تعكروه مهما حاولتم، لأنه أصبح متجددا وأكثر صفاوة ونقاء...
وبات عقل الإنسان أذكى وأذكى من كل الألاعيب وكل أصناف الديماغوجية والشعبوية...
يميزبين الخير ومن يدعي الخير للصالح العام وبين المؤمن الحق ومن يدعي الإيمان ويجعل منه حزاما لنسف كل ماهو جميل في الحياة وحقنة سامة يحقن بها الفتنة والعداوة بين المرأة والرجل باسم الدين !!...