المؤتمر الخامس لرابطة المرأة العراقية صفحة مشرقة في تاريخ الحركة الوطنية العراقية وحركة تحرير المرأة



سعاد خيري
2005 / 8 / 7

تميزت رابطة المرأة العراقية منذ تأسيسها عام 1952 بربطها النضال من اجل تحرير المرأة بالنضال من اجل تحرير الوطن اولا وبالعمل بين جماهير النسوة عامة في المدينة والريف في سهول العراق وجبالها، بين سائر طبقاته ومختلف قومياته . فالى جانب فرق التوعية بحقوق المرأة والطفل وبث الوعي الصحي والاجتماعي ومكافحة الامية ساهمت في النضالات الوطنية ضد المعاهدات الاستعمارية وفي انتفاضات شعبنا ومن اجل السلم العالمي وضد الاحلاف العسكرية العدوانية ولاسيما حلف بغداد. وبذلك رسخت كيانها في الحركة الوطنية ورسخت جذورها في قلوب الجماهير النسوية فصمدت امام اعتى الدكتاتوريات وقاومت افضع اشكال الارهاب خلال ما يقرب من نصف قرن . وهاهي تنهض من جديد لتقود حركة تحرير المرأة العراقية وتسهم في تحرير الوطن في حين اضمحلت عشرات المنظمات النسوية ، ونهضت العشرات كل في مجالها. وستبقى الرابطة في الطليعة لانها و كما جاء في المادة الاولى من برنامجها الاول: "النضال من اجل السلم والتحرر الوطني والديموقراطية" والنضال من اجل حقوق المرأة وحماية الطفولة حيثما تكون الجماهير النسوية.
ولرابطة المرأة العراقية تاريخ مشرق، كانت عنصرا فعالا في جبهة الاتحاد الوطني التي قادت ثورة 14/تموز/1958 . وفي الاجواء الديموقراطية التي فرضتها الثورة انطلقت الرابطة في تعبئة وتنظيم جماهير النسوة من اجل الدفاع عن الجمهورية وتعميق محتواها الوطني الديموقراطي الى جانب مطالبتها بحقوق المرأة والطفولة وعقدت ثلاث مؤتمرات سنوية في بغداد، ضم اخرها ممثلات عن40 الف امرأة رابطية. وتقديرا لدورها الفعال صدر اول قانون للاحوال الشخصية ليس في العراق فقط بل وفي العالم العربي. واصبحت رئيستها الدكنورة نزيهة الدليمي اول امرأة تتولى الوزارة ليس في العراق فقط بل وفي العالم العربي . فلم يكن غريبا حقد اعداء شعبنا من محتلين ودكتاتوريين ورجعيين على المرأة العراقية عامة ورايطة المرأة العراقية خصوصا . فحرم نشاطها وسجن بل وقتل تحت التعذيب العديد من نشيطاتها.
واليوم تفجر المرأة العراقية طاقاتها رغم كل اساليب قوى الاحتلال وفلول النظام الدكتاتوري، من الارهاب الدموي الذي يفتك بالاطفال والنساء والشيوخ وتغتصب النسوة في الشوارع ويمثل باجسادهن فضلا عن اطلاق عصابات التعصب الديني لتعيد مجتمعنا الاف السنين الى الوراء ولاسيما في مجال تكبيل المرأة واحكام حجرها عقليا وبدنيا، كل ذلك تحت شعارات زائفة من الديموقراطية والمساواة . نعم تقاوم اليوم المرأة العراقية متحدية كل وسائل قوى احتلال اقوى دولة في العالم بالسلاح الفتاك جسديا وفكريا من اجل استمرار احتلالها لبلدنا العزيز وهي تدرك بان لا حرية ولا مساواة للمرأة ولا حماية للطفولة مع بقاء الاحتلال.
لقد كانت قاعة المؤتمر في بغداد تزدهي في الرابع والعشرين والخامس والعشرين من تموز/2005، بعشرات الشابات الرائعات اللاتي اقتحمن حصن التقاليد الرجعية التي رسختها ما يقرب من نصف قرن من الانظمة الدكتاتورية في العوائل وتحدين الارهاب بكل انواعه ، وهجمات عصابات اعداء حرية المرأة تحت شعارات دينية زائفة. يتقدن حماسة، فخورات بما انجزن من صرح تنظيمي في كل مدن العراق تقريبا بما في ذلك تكريت والبصرة والعمارة والنجف وكربلاء والسماوة والناصرية والكوت وديالى فضلا عن بغداد. وكن بكل تواضع يستنجدن بالخبرة والتجارب التاريخية للرابطيات القديمات. ويبعثن بتحياتهن الحارة لرابطيات كردستان ولجميع المنظمات النسوية العربية والعالمية .
85 رابطية مثلن نساء جميع محافظات العراق ، يمثلن اليوم حاضر عراقنا المكافح ومستقبل شعبنا الوضاء.
فالف تحية للرابطيات العراقيات الباسلات وهنيئا لشعبنا ولحركتنا الوطنية بانطلاقة نسائه . وليكن شعار الجميع "لاديموقراطية ولا امن، لا تحرير للمجتمع ولاسيما المرأة دون تحرير الوطن من الاحتلال وادواته: الارهاب وعصابات التعصب الديني"
سعاد خيري
6/8/2005