طموح نسوي



يوسف عودة
2014 / 9 / 25

طموح نسوي
يوسف عودة

لا يستطيع الإنسان أن يحيى دون طموح، مهما كان عمله أو موقعه أو دوره بالمجتمع، لأن الحياة بدون طموح هي بحد ذاتها حياة بدون جدوى، والأمر سيان للرجل والمرأة، مع وجود فوارق عديدة فرضها المجتمع والعادات والتقاليد بإعطاء الرجل الأفضلية في بعض القضايا والمجالات، الأمر الذي قوى من عزيمة النساء لانتزاع حقوقهن وممارسة دورهن بالمجتمع أسوةً بالرجل، وهذا الأمر أدى بالمرأة في كل المجتمعات المتقدمة منها وحتى في العالم الثالث الى النضال بمجابهة العادات والتقاليد وفي كثير من الاحيان مجابهة طمع الأخرين بالاستحواذ على كل الأمور، من أجل نيل حقوقها والتمتع بحريتها الكاملة في كافة المجالات، مثبتةً وجودها في جميع نواحي الحياة.

والمرأة الفلسطينية كغيرها من نساء العالم، دخلت معترك الحياة العامة وشاركت الرجل في كثير من القضايا، الأمر الذي أدى بها الى تحقيق إنجازات في كثير من المواقع، فتقلدت مناصب عليا وعملت بالاقتصاد والفن وغيرها الكثير من المجالات، التي تعدت ما كانت تعرف عليه سابقا أو بشكل أخر مقتصر عملها فيه على الوظائف الاجتماعية فقط كمدرسة أو ممرضة، ولعل المرأة الفلسطينية أيضا تميزت عن غيرها بأنها كانت دوما الى جانب الرجل في معركة التحرر والاستقلال، فالمرأة الفلسطينية وعلى مدار العقود الماضية قدمت العديد من التضحيات، فكانت الشهيدة والأسيرة والجريحة، ليس هذا فحسب، بل قادت وبكل قوة وثبات منذ العشرينيات الحركة النسوية الفلسطينية واضعةً أسس وقواعد التعامل معها، الأمر الذي أنعكس وبكل وضوح في وثيقة الاستقلال عام 1988، بعدم التفرقة بأية قضايا على أساس الجنس.

ومعنى الكلام السابق بكل تأكيد لا يوحي بأن المرأة في المجتمع الفلسطيني وصلت إلى ما كانت تطمح إليه مئةٌ بالمئة، فهي لا شك حققت أمور كثيرة ومهمة لها، إلا أنه ما زالت بحاجة الى بعض القضايا للوصول للقمة المنشودة والمتمثلة بتحقق المساواة والعدالة الاجتماعية الكاملة داخل المجتمع، ولعل من أهم القضايا التي بحاجة لها الحركة النسوية هو التعاون والتكامل فيما بينها، فالمتتبع لعمل هذه الحركة بكافة أطيافها ومؤسساتها يرى وبوضوح أن هنالك فرق متعددة تتسابق فيما بينها لتحقيق إنجازات على المستوى الفردي، وهذا ليس بالشيء الخطأ بل إذا أردن النجاح لا بد من تكثيف التنسيق والتواصل فيما بينها نحو هدف واحد ممثلا بالمساواة، وبهذا التكامل فقط تستطيع الحركة النسوية تحقيق طموحها، بأن يكون لها دور فاعل ونشيط في كافة جوانب الحياة، لا أن يكون دور المرأة مقتصر داخل المجتمع على بعض المهن والأدوار التي لا ترقى الى مستوى نضالها.