ظاهرة مشؤومة أخرى ضد النساء الإيرانيات



فلاح هادي الجنابي
2015 / 2 / 12

على الرغم من أن الشعب الايراني يعاني کله من وطأة النظام الديني الحاکم و ممارساته القمعية الاستبدادية وان ظلمه و جوره يصل للجميع دونما إستثناء، لکن في نفس الوقت ليس هناك من مناص من الاعتراف بأن النساء أکثر شريحة في المجتمع الايراني تعرضا للظلم و الجور و القمع و الکبت بمختلف أنواع الطرق و السبل.
النساء الايرانيات کان لهن دور کبير و مؤثر في أحداث و مجريات الثورة الايرانية التي أسقطت نظام الشاه، وقد تم الإشادة بدورهن هذا من جانب مختلف القوى و الاحزاب و الشخصيات السياسية و الفکرية الايرانية و الدولية، لکن لم يدر بخلد النساء الايرانيات يوما بأنهن سيصبحن أکبر ضحية للنظام الذي سيعقب نظام الشاه و سيتعرضن الى أکبر عملية إستلاب و قمع و مصادرة لأبسط الحقوق الانسانية و حتى تمتهن کرامتهن الانسانية.
إصدار القوانين التعسفية التي تصر على إعتبار النساء عنصر ثانوي او بکلمة أخرى مواطنين من الدرجة الثانية و النيل منهن في تحصيلهن الدراسي و کذلك في مجالات العمل التي يتم تحديدها لهن، هي من برکات النظام الديني المتطرف في طهران و الذي قام أيضا من خلال عملائه قبل فترة بإرتکاب جريمة رش الاسيد على وجوه النساء وکذلك جريمة طعنهن بالسکاکين بالاستناد على فتاوي و توجيهات دينية متطرفة، تصاعد الممارسات القمعية ضد النساء الايرانيات يتزامن أيضا مع أکبر أزمة إقتصادية يواجهها النظام الديني و التي تسير به في طريق مسدود تماما.
هذا النظام الذي کلفه مشروع تصنيع القنبلة النووية و بحسب الخبراء التابعين للنظام نفسه أکثر من تکلفة 8 أعوام من الحرب مع العراق، وقد أکدت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية في خطابها الاخير بأن تنمية الاقتصاد الوطني تسجل ارقاما سلبية كل سنة، وان العملة الرسمية للبلد فقدت قيمتها بما يعادل سبعين بالمائة طيلة السنوات الثلاث الأخيرة، مضيفة بأنه وبناءا على الاحصاءات الحكومية بلغت نسبة التضحم خمس وعشرين بالمائة، مشيرة أيضا بأن النظام المصرفي مصاب بالافلاس وتعطل ثلثان من الوحدات الانتاجية والصناعية. ان انكماشا مهولا شل جميع الاسواق وبلغ عدد العاطلين عن العمل بعشرة ملايين على أقل تقدير. وهذا يعني من كل خمسة اشخاص، إثنان منهم عاطلين عن العمل، وفي ظل هذه الاوضاع الاقتصادية الوخيمة التي اوجدت جيشا من الجياع يتم تقديره بأکثر من 12 مليون إيراني جائع، أي ان المشکلة إنتقلت من الفقر الى الجوع، وان کل هذه الاوضاع الاقتصادية السلبية قد ألقت بظلالها على الاوضاع الاجتماعية في إيران فإنتشرت من جراء ذلك ظاهرة ”النساء المعيلات” التي هي من المآسي الاجتماعية التي "جلبها نظام الملالي للمجتمع الايراني فضلا عن الفقر والحرمان والبطالة. تلك الظاهرة المشؤومة التي تتفشى يوما بعد يوم بافتقار المواطنين."، کما أکد موقع مجاهدي خلق.
ظاهرة النساء المعيلات اللائي يقارعن مشکلتي الفقر و البطالة بلاهوادة الى جانب الظلم العام و المضاعف الواقع عليهن و الذي هو ناجم عن سياسات النظام المعادية للنساء من أجل زجهن في البيوت و حصرهن هناك، هذه الظاهرة تشکل ظلما کبيرا جديدا يواجه النساء الايرانيات و الذي لاشك فيه ان وتيرة هذا الظلم يتصاعد مع إزدياد حدة الازمة الاقتصادية والانعکاسات السلبية لها على الواقع المعيشي والذي لاشك فيه بأن الاوضاع الاجتماعية بشکل خاص و الاوضاع بصورة عامة في إيران و بفعل السياسات المشبوهة للنظام تسير نحو منعطف بالغ الخطورة قد تؤسس لحدوث أکبر تغيير منتظر في البلاد من بعد الثورة الايرانية في عام 1979.