التحرر و المساواة أهم خطر يهدد النظام الايراني



فلاح هادي الجنابي
2015 / 3 / 18

تعتبر قضية حقوق المرأة و مساواتها بالرجل، واحدة من أهم و أکبر الاشکاليات التي تواجه نظام الجمهورية الاسلامية في إيران، ويبدو واضحا من خلال سلوك و نهج و ممارسات السلطات الايرانية عزمها الراسخ على النأي بنفسها بعيدا عن تحقيق أية مطالب للمرأة بل وان المرشد الاعلى في إيران خامنئي قد قال بأن المساواة بين المرأة و الرجل خاطئ مضيفا بوجوب الابتعاد عن ماسماه الافکار الغربية في أمور مثل الوظيفة و المساواة بين الجنسين.
مراجعة ملف حقوق المرأة في إيران منذ تأسيس نظام الجمهورية الاسلامية في إيران، نجد أنه قد حصل تراجع کبير و مروع في المسائل المرتبطة بحقوقها، وقد نقلت السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية صورة دقيقة عن هذا التراجع عندما أکدت في کلمة لها في جلسة بمناسبة يوم المرأة العالمي في مكتب المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في برلين بمشاركة شخصيات سياسية ونشطاء لحقوق المرأة من مختلف الدول، بأن معاداة المرأة تعتبر احدى السمات الرئيسية للتطرف و الدکتاتورية الحاکمة في طهران.
السيدة رجوي التي کانت تتحدث أمام وفود نسوية من أمريكا وكندا وفرنسا والأرجنتين واسبانيا وايطاليا وفنلندا والبرتغال ورومانيا وألبانيا وفلسطين والجزائر وسوريا ومصر والمغرب والأردن وتونس والبحرين وإقليم كردستان العراق وطاجكستان والهند وباكستان و جزر المالديف، سلطت الاضواء على الانتهاکات و الممارسات القمعية التي ترتکبها سلطات الجمهورية الاسلامية في إيران بحق النساء الايرانيات عندما قالت:( تم منع دخول الفتيات إلى أكثر من 70 فرعا دراسيا في الجامعات حيث تضاعف القيود عليهن مقارنة بما كان عليه سابقا. إلى جانب أنه تم تفعيل سياسات وقوانين متشددة تهدف إلى ان تقبع النساء في البيت بحيث باتت تغلق أبواب العمل والوظفية بوجه النساء بشكل مستمر، ولهذا السبب فقد بقيت حصة النساء من القوة العاملة في إيران بنسبة 16 بالمئة فقط، بينما حسب الاحصائات الحكومية هناك 3 ملايين من النساء الإيرانيات يتحملن مسؤولية الإعالة وتعاني غالبيتهن من الفقر المدقع)، هذا في الوقت الذي تدعي السلطات الايرانية کذبا بأن حقوق المرأة متاحة في ظل القوانين و الانظمة المطبقة في إيران.
الممارسات التعسفية و اللاإنسانية المتبعة بحق النساء الايرانيات خصوصا من حيث إجبارهن على الانجاب لأن السلطات تريد زيادة السکان في إيران بالاضافة الى انهن محرومات من معظم الحقوق و الحريات العامة نظير المباريات الرياضية او الغناء و يتم حذفهن من الانشطة الاجتماعية کما يتعرضن لعملية المراقبة و التجسس على خفايا حياتهن الشخصية کل هذه حقائق أشارت إليها السيدة رجوي و التي أکدت في سياق کلمتها على الحقيقة الاهم والتي تکمن في أن معاداة النساء تشكل محورا لقمع المجتمع بأكمله وبقاء نظام الجمهورية الاسلامية مرتهن بذلك.