زوجي ... بريطاني



عبله عبدالرحمن
2015 / 8 / 3

ما حدث معي هو الدهشة حد الانبهار، كنت مأخوذة بما كانت تقصه، حتى انني بين الحين والاخر كنت استفسر عن بعض الاحداث لاستيعاب ما كانت تقوله، لكن ما كان يشغلني ليس له علاقة بما كان يضايقها حين قررت ان تجلس امامي لتخبرني عن موعد زفافها المرتقب والذي مرّ بظروف صعبة حتى اصبح موعدا محددا. وانما باختيارها لشريك حياتها بالتفاصيل التي اخبرتني عنها.
تذكرت مشهد من مسرحية (العيال كبرت) والممثل يقف حائرا كيف يتعين عليه وبأي اسلوب اخبار الوالد بما عزم عليه وشقيقته من احتراف ابنته لمهنة الرقص. تماما كما انا الآن !.
استطيع ان ابرر الانبهار الذي تملكني وانا اراها نموذجا حقيقيا للمرأة العصرية المتعلمة التي تعرف ماذا تريد. سفرها في بعثة دراسية الى بلاد العم سام وحصولها على اعلى الشهادات اضافة الى اشغالها وظيفة مرموقة ومحترمة. بالرغم من انها تنحدر من بيئة محافظة وغير متعلمة بمقياس الشهادات في هذه الايام، لتكون انموذجا لغيرها من بنات قريتها فيما بعد، تنظر الى الامام دائما محققة الانجازات الكبيرة في عملها. وتتمتع بمستوى عالي من الحرية وحرية الرأي.
ادركت بعدما سمعتها وعرفت قصتها سرّ دهشتي بشخصيتها. ليس لانها تستطيع ان تقرر وتختار لنفسها بل لاننا جميعا نحتاج الى مخالب اسد لانتزاع حقوقنا، وهي نالت حقوقها كاملة بجدارتها وقوة شخصيتها، فلم تعد تمتلك الشهادة والدرجة العلمية الصماء التي لا قيمة لها، وانما تمتلك الشهادة التي تفتقدها الغالبية الساحقة من النساء من ذوات الشهادات العليا، اللواتي معظمهن ما زلن يقبعن منكسرات كأنهن في زمن الحرملك.
جميل منها انها انطقت شهادتها وتولت من خلالها مسؤوليتها ككيان له شخصيته الاعتبارية.
عذرا لانني لم اكتب عن اختيارك لشريك حياتك والذي اصبح زوجا لك منذ ايام قلائل. الزواج اختيار وقبول. اقدر كم كابدت من الويل وانت تنجزين معاملة الزواج، اذ ليس سهلا على السلطات ولا علينا نحن الذين يفوتنا ان العالم ما عاد الا قرية صغيرة، ان نسلم ونرفع الراية البيضاء لاختيارك لزوج انجليزي احترم مفهوم الزواج ، وقدر التزامك، وتعاطف مع قضيتك، وتقدم رسميا لعائلتك.
عذرا لانك تعبت وانت تنجزين معاملة الزواج وهذا ما كان يضايقك، في حين كنت ارى نجاحك كنموذج لسيدة تسير الى الامام تشرف عائلتها وتشرف نفسها.