اليوم البرتقالي وجهود العالم للقضاء على العنف ضد المرأه



صافي الياسري
2015 / 11 / 28

اليوم البرتقالي وجهود العالم للقضاء على العنف ضد المرأه
صافي الياسري
كانت مجموعة من الناشطات النسويات اواخر القرن العشرين وعلى عتبة الالفية الثالثة قد اعلن يوم 25 من نوفمبر تشرين الثاني من كل عام يوما عالميا للقضاء على العنف ضد المرأة وفي 17 ديسمبر 1999 عدت الجمعية العامة للأمم المتحدة ذات اليوم يوما دوليا للقضاء على العنف ضد المرأة (القرار 54/134)، ودعت الحكومات، المنظمات الدولية والمنظمات غير الحكومية لتنظيم نشاطات ترفع من وعي الناس حول مدى حجم المشكلة في هذه الاحتفالية الدولية. النساء حول العالم عرضة للاغتصاب، العنف المنزلي وختان الإناث وأشكال أخرى متعددة للعنف. ويعتبر قياس حجم طبيعة المشكلة من الأمور التي يصعب تجميعها بدقة.
وقد جاء اختيار هذا التاريخ من عملية الاغتيال الوحشية في 1960 للأخوات ميرابال الناشطات السياسيات في جمهورية الدومنيكان بأوامر من ديكتاتور الدومنيكان رافاييل تروخيلو (1930 - 1961).
وهناك المزيد من المعلومات حول تاريخ هذا اليوم والإصدارات والمنشورات التي تصدرها الأمم المتحدة المتعلقة بالعنف ضد النساء على مكتبة داغ همرشولد . "اليونيفيم" UNIFEM أو (صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة) لديه كذلك احتفاليات دورية باليوم العالمي ويعرض مقترحات لكيفية القضاء على العنف ضد المرأة.
لقد تردى وضع المرأة عالميا حتى وصل عدد المعنفات سنويا إلى أكثر من مليار إمرأة في كل بلدان العالم. دون استثناء.
ونَظمت الامم المتحدة "حملة اتحدوا "التي تُواصل فيها ما يسمى باليوم البرتقالي الخاص بالمناسبة لمدة 16 يوماً من الأنشطة اعتبارا من اليوم 25 نوفمبر – تشرين الثاني حتى 10 ديسمبر كانون الاول المقبل وهو اليوم العالمي لحقوق الإنسان.
والمرأة هي الخاصرة الهشة في المجتمع ولا يمكن حصر العنف ضدها بالعنف المنزلي او الاجتماعي ،فثمة ما هو اخطر هو العنف المشرعن رسميا وقانونيا وقضائيا وحتى دستوريا في بعض البلدان واخص منها البلدان الاسلامية التي ما زالت تنظر الى المرأة نظرة دونية .
ونحن في العراق نلمس معاناة المرأة من هذا العنف ونلتقيه في عموم مسارات العائلة والمجتمع والخط السياسي والمركز الوظيفي ،فالمرأة ما زالت تعيش واقعا قوانين المجتمع الذكوري التي القت بظلالها حتى على القوانين المحلية ومنها قانون الاحوال الشخصية ،وتحديد مكانة المرأة في الدستور التي لا يمكنها ان تحلم بالمساواة مع الرجل ، ولولا نظام الكوته الذي فرضه الاميركان لما حلمت المرأة ان تتخطى عتبة البرلمان ،وكلنا يذكر تظاهرات نساء كريلاء احتجاجا على ترشيح امرأة لمنصب قاضية؟؟ وهنا مارست المرأة انصياعا لقوانين المجتمع الذكوري جلد نفسها وممارسة العنف ضد بنت جنسها ،والان هي ضحية التشريد والتهجير والسبي والبيع والاباحه الجنسيه على وفق تشريعات المنظمات الارهابية التي تستحوذ على مناطق شاسعة من العراق ،وهي ضحية امراض المجتمع التي لا تستطيع مقاومتها وبخاصة حين تكون ارملة ولا معيل لها ولعيالها سواها ، وعند الحديث عن معاناة المرأة في البلدان الاسلامية فان رأس المرء يشيب لهولها ،وينسى الجميع قول النبي محمد ( ص ) ( رفقا بالقوارير ) ولو عالجنا قراءة واقع المرأة في جمهورية ايران الاسلامية كأنموذج لواقع معاناة المرأة في البلدان الاسلامية لاصابنا الذهول ،فنحن في الالفية الثالثة بينما تعالج القوانين والدستور الايراني اوضاع المرأة على وفق تشريعات واحكام القرون الوسطى او ابعد الى الخلف؟؟
فالقانون الايراني وعرف السلطة الايرانية لا يعدان المرأة الايرانية اكثر من سلعة لامتاع الرجل وخدمته والانجاب وتربية الاولاد ، وهي الى ذلك اكثر شرائح الشعب الايراني تعرضا للاضطهاد لاسباب تافهة مثل سوء التحجب الذي تعاقب عليه عناصر النظام بالطعن بالسكين و رش الاسيد على وجوه النساء وتشويههن، وقد خرجت تظاهرات حاشدة ضد هذه السلوكية الاجرامية رفعت فيها الشبيبة الايرانية لافتات تحمل شعارات تدمي القلب يقول بعضها ( لماذا فقات عين اختي ايها المجرم ) والخطاب هنا موجه لعناصر الباسج والحرس الثوري ،كما يمنع هؤلاء النسوة من الاستماع الى الموسيقى والمشاركة في المباريات الرياضية وحتى في زيارة المراقد والعتبات المقدسة يفصل بين الرجل والمرأة ، وفي فرص العمل يقدم الرجل على المرأة وان كان لابد من تشغيل امرأة فتفضل المرأة المتزوجة ولديها اطفال ، ما يعني تحويل المرأة الى معمل تفقيس ،كما ان قوانين التمييز وافقار المرأة قادتها الى ارذل السلوكيات ، فبسب الافقار والتجويع والبطالة والتضخم توجد في طهران وحدها اكثر من اربعة الاف عاهرة عدا ما تسمى ( بيوت العفة ) التي شرع النظام الحاكم وجودها بذريعة حماية الشباب من الانحدار الى الرذيله هذا فضلا عما يسمى بالدعارة المغطاة تحت فصل الزواج المنقطع وقد انحدر سن الفتيات اللواتي يتسربن من المدارس الى الشوارع لممارسة مثل هذا الزواج الى 12 سنه هذا العام 2015 بحسب تقارير المقاومة الايرانية وتسكن مئات الاف النسوة اللواتي نزحن من قراهن بسبب سيطرة الحرس الثوري على مصادر المياه من الانهار والمياه الجوفية مساكن عشوائية غير صالحة للسكن وبعضهن يسكن صناديق الكارتون في الاسواق وفي اي مكان يظلله سقف يقيهن المطر وهن بذلك عرضة لاعتداءات لاتحصى من قبل العصابات السائبه والمستهترين والسكارى ومدمني المخدرات ، فقد جرى تحويل نهر الكارون الى مزارع امبراطورية الحرس الثوري الزراعية وكذلك تمت السيطرة على المياه الجوفية ومياه بحيرة ارومية ما دفع اكثر من 12 مليون قروي ايراني الى النزوح والاستيطان العشوائي في ضواحي المدن الكبيرة ليحرموا فيها من الخدمات والتعليم ومن العمل والحصول على لقمة العيش ما دفع اطفالهم ونساءهم الى التسلل الى شوارع المدن وممارسة ارذل الاعمال تحت ضغط الحاجة وكانت المرأة القروية المحرومة اصلا من التعليم اول ضحايا هذا النزوح وتقول التقارير ان اغلب زبائن عاهرات ايران هم من رجال الدين الذين يلقبهم الايرانيون الملالي وهؤلاء بعد ان اكتشفوا الارباح الكبيرة التي تدرها عليهم تجارة الرذيلة شكلوا مافيات لتصدير الفتيات الصغيرات الى دول الخليج تحت عنوان مكاتب تشغيل .
والمرأة الايرانية ممنوعة من تسنم مناصب في القضاء والمراكز العليا في الوزارات ،وهي لا تعفى من احكام الاعدام والسجن المؤبد ما لم تكن من القطيع المؤمن بثقافة الارعاب والتطرف ، والطاعة العمياء لنائب الامام وولاية الفقيه والنظام الثيوقراطي بقضه وقضيضه ، وتحضرني هنا الشهيدة التي قتلتها عناصر النظام في تظاهرة في شوارع طهران ضد تزوير ارادة الشعب الايراني عام 2009 وتنصيب نجاد رئيسا للدولة ( نداء سلطاني )، كذلك اعدام الشابة ريحانة جباري مهندسة الديكور التي دافعت عن نفسها ضد احد ضباط المخابرات ، وقد قرأت مؤخرا رسالة وصلتني من داخل ايران كتبتها امها وهي ترى ابنتها تتدلى بحبل المشنقة بشكل يدمي القلب وللاسف لم تصلني الصورة لكني ساورد هنا رسالة الام الثكلى لتروا الى اي حد من الظلم والانتهاكات والعنف المشرعن تتعرض له المرأة الايرانية ؟؟

بقلم: والدة ريحانة جباري ( تعليقا على الصورة التي ذكرت )
تحرق هذه الصورة قلبي بل تحز في نفسي. ولا أرغب في أن أصدق بأنهم يعبدون المصالح المادية والدولارات الحاصلة من النفط. ولا أرغب في أن أصدق رقص أمثال ريحانة وهن يتدلين من حبل المشنقة ولكن وفي الوقت نفسه تتطلع أعين محبي الدنيا الطماعين إلى نسبة الحسابات للعملة الصعبة.
ومن الصعب تصديق جولات مكوكية للمسؤولين في الشؤون الاقتصادية الأوروبية لإيران وهم يتناسون أنهم يحصلون على دولارات جراء دموع تنزفها أعين الأمهات ودماء سفكت لأولادهن ممن واراهم الثرى.
هل من الممكن الاطلاع على عدد الإعدامات وغض الطرف عنها؟ وهل من الممكن مشاهدة أمهات ستار و امير ارشد ومصطفى والحديث عن الدولار دون الاهتمام بملامحهن الحزينة؟ وهل من الممكن مشاهدة حزن ساور والدة سعيد حيث تمزق حذاؤها الصلب كالفولاذ وهي تبحث عن فلذة كبدها ؟ وهل من الممكن مشاهدة العينين المضرجتين بالدم لوالدة نداء التي تضرج وجهها بالدم؟ وهل من الممكن مشاهدة الوجوه الملتفتة لضحايا الاعتداء برش الحامض؟ وهل من الممكن مشاهدة خيبة الأمل للآلاف دون ان ننبس ببنت شفة؟ وهل من الممكن مشاهدة كتابة القضاة لأحكام الإعدام بأقلامهم دون الرد على ذلك؟ وهل من الممكن مشاهدة التهام مليارات الدولارات على حساب الشعب الإيراني المعدوم و... . آه!
طوبى ليوم يغادر فيه الاستعمار الأجنبي القديم هذا البلد ولو ارتدى لباسا جديدا للقرن الحديث والألفية الثالثة
وطوبى ليوم يراجع فيه زاعمو الإنسانية أنفسهم.
وطوبى ليوم تتحول فيه الإنسانية وأرواح أبناء البشر إلى أكثر المفاهيم قداسة في كل أرجاء المعمورة.
وطوبى ليوم يؤخذ فيه حق الأعين الدامعة للأمهات الثكالى
وطوبى ليوم ينتهي فيه العنف والتعذيب ضد المرأة لانها امرأه .
وطوبى ليوم تكون فيه قيمة الدماء الحمراء لأبناء البشر أكثر من مليارات اليوروات والبترودولارات. أكثر بكثير. أكثر للغاية