خواطر عن الحياه و الحريه ج 1



سامح سليمان
2015 / 12 / 17

1 _ الناس فى مجتمعنا يرفضون رؤية امرأه ترتدى ملابس قصيره فى الشارع _ بالرغم من ان ذلك كان شئ عادى فى الستينات و السبعينيات _ و يرفضون مشهد قبله بين حبيبين فى الشارع ، يرفضون الأستقلاليه و الحريه الشخصيه _ خاصةً بالنسبه للأنثى _ يرفضون مشاهد الحب فى افلام السينما ، ولكن لا يرفضون العنف و القتل ، لا يرفضون رؤيه تلال القمامه فى كل مكان او رؤية من يفترشون الطرقات و الأرصفه للنوم و يبحثون بين القمامه عن مأكل ، الناس يتعايشون برضى و سرور مع مشهد تبول احدهم فى الشارع على الحوائط المكتوب عليها النظافه من الإيمان ، الناس يكذبون و يسرقون و يدمرون حياة الغير ثم يذهبون الى دور العباده ، مجتمع مخبول سطحى اجوف تافه ، مجتمع قد وصل الى اقصى درجات التخلف و العفن الفكرى و الأخلاقى ، يجب على الإنسان القوى ان يعيش قناعاته ولا يهتم بأراء اى نفايه بشريه ، يجب ان نصنع بصمتنا فى الوجود .

2 _ يجب ان نتمرد على كافة القوالب الجاهزه التى وضعها المجتمع يجب ان نحقق ذواتنا،يجب علينا ان نحدث تفعيلاً حقيقياً لوجودنا ،كن انت نفسك و من يحبك بصدق و عمق سوف يقبلك و يتفهمك و يحمد لك صدقك و شجاعتك بل و سيساندك قدر أستطاعته فى مسيرتك نحو التفرد و التحقق و السعاده،يجب ان نفحص بعقلانيه كل القيم و الأنماط و المصطلحات و القواعد التى وضعها المجتمع بل و أيضاً قام بتعريفها بما يتناسب مع مصالحه و جهله ، يجب ان نلد انفسنا و نصنع و نحقق ذواتنا بأنفسنا ، إن لم نخلق السعاده لأنفسنا لن يخلقها أحداً لنا .

3 _ الحريه تحتاج قوه و شجاعه و نضج نفسى و فكرى ، ونحن تربينا على الخضوع و الخنوع و الجبن ، بالحريه الواعيه نكتشف و نفهم و نحقق ذواتنا و هذا ما لا يريده الساده حتى يظلوا هم الساده و نظل نحن العبيد .

4 _ إن الكثير مما نؤمن بصحته، مهما كانت أهميته وأقدميته، ليس إلا صناعة بشرية، فالمجتمع هو الخالق لمعظم المعتقدات والأيدلوجيات، كالأخلاق مثلاً فهى نتاج بشرى لمجموعه من المفاهيم، وهو نتاج تراكمى نسبى متغير بتغيربتغير الظروف التى أدت لتشكيله وصياغته،كما أنه (المجتمع) أكتسب بمرور الزمن أعتقاد بأمتلاكه لجودة وصلاحية دائمة, نتيجة شيوع فكرة أنتسابه وأنتاجه من قوه علوية، لدى بعض المجتمعات العاشقه للتحجر والجمود .
فالأخلاق على سبيل المثال هى منتج مجتمعى ابتكرته وأرتضته العقلية الجمعية،لأسباب سياسية وأقتصادية وثقافية وإجتماعيه؛ ليكون مقياس للحياة الصائبة. أو هى المبادئ والقواعد التى يجب على الفرد إتباعها ليحيا حياة صحيحة، بحسب إرادة ورؤية القائمين على إدارة المجتمع، وصياغة بنيته المعرفيه، وتشكيل وتوجيه الرأى العام، أى هى ما تم التسليم بجودته وبمنطقيته كمنظومة قِيَميَة، والإتفاق على صواب ممارسته من سلوكيات .
إننا فى حاجة ملحة لألغاء ما قد أنتهت صلاحيتة من مرجعيات، وأعادة مراجعة وتكوين وصياغة للمنظومة الفكرية والقيمية والأخلاقية السائدة، والمعتمدة، والمسلم بها فى مجتمعاتنا، بحسب ما هو معترف به من نظريات علمية ونظم قِيميَة وإجتماعية محددة لشكل العلاقات فى المجتمعات العقلانية المتحضره .