الهروب من التخدير



حسام جاسم
2015 / 12 / 18

لم تترك اقدامي امامي فرصه واحدة للتوقف ركضت بعيدا على طول المدى دون رجعه او صرخه توقف عقلي المشتت
البرد كون منطقه عبور تتحدى الصداع .
الفرق الوحيد بين الالم و الصداع هو اللذة المرضيه داخل الجسم المعتاد على لغة العنف . عندما ترى البنت امها مهانه و معنفه داخل العائله و الاب يفرض سلطته الغبيه بدون وعي او حق فانها ستكون مخدره و تتعود على ان تكون خاضعه للزوج الجديد كما تعودت امها سابقا .
تجميد الاسرة للطاعه و جعلها تسير الى خطوط مخططه و مدروسه دون حافات مرنه او اعتراض لكسر الضغوط وهذا ما يسمى بالتخدير الاولي لينتج ابناء مخدرين للواقع الفعلي فاقدين لابداء الرأي او مناقشه الصوت الداخلي الذي يلح في انفسهم لكسر أسرهم فشيء اساسي في هذة المرحله انهم يفعلون شيء مضاد ولكنه شيء سري يحاولون التمسك به للخروج من القيود حتى لو كان ذلك الشيء يقودهم للهاويه .
يحاولون الالتقاء بعناصر خارجه عن محيطهم المكبوت و يستمرون خارجيا بالتوافق مع اسرتهم المحبطه ولكنهم داخليا يعارضونها بشدة و يتجلى ذلك بكوابيس المنام .
طبعا هناك حالات نادرة يتم فيها الاتفاق على السلطه الاسريه ان يتولاها الاب و الابن الاكبر معا للسيطرة على الاقل شأنا في العائله وهذة الحالة تعد من اسوء الحالات داخل الاسرة ستفرض قيودا داخلها قيود و تفككا داخله تفكك ينتج عنه تخدير مطلق للاقليات داخل الاسرة المحطمه اساسا .

الشيء الوحيد الذي استغربه هو : ان كل هذة الاشياء تحدث بأسم الله و دينه المقدس فكأنما تحطيم الاسرة و عدم جعلها مبدعه هو جهاد في سبيل الله الذي لا ينهي ذلك الألم .
لا توجد ثوابت حتى الله يختلف وصفه و صفاته و ماهيته داخل الاديان السماويه او المعتقدات او التقاليد او الاحساس او العقل ( الله العدل عرفه البشر بالعقل ) ولكن اغلبهم يضطهدون البشر بأسم العقل و حكمه الله في تدبير الشؤون لخلقه دون وعي منهم او اعتراض و تفكير .
تشتيت العقل بأمور غيبيه و غبيه داخل الاسرة و التمسك بثوابت جعلت الاسرة كحمار داخل مزرعة الجلاد . الفرق الوحيد هو : الحمار عقله مسير و نحن عقلنا مخير و نختار الاسس الثابته رغم كل ذلك .

تتعارض الثوابت مع المتغيرات الجديدة و يذكرنا ذلك بالحروب الاوربيه ضد التدخل الكنسي في حياة البشر .

محاولة فهم الغربه داخل العقل الجامد على ثوابته المحددة صعبه للغايه لانه لا يريد الخروج عن تربيته و دينه و معتقدة و تقاليدة التي لا تقبل الشك من وجهة نظره المحدوده بأطر التربيه التي تلقاها من الاسره المخدره سابقة الذكر .
مجرد اعادة النظر ستولد شكا بعدم القبول و ستتوجه لك تهمة ازدراء الاديان و ليس الدفاع عن كبت الاطفال داخل أسرتك .
القبول او السكوت هو الحل لانقاذ ما تبقى من التفكك اللامتناهي طال الشرح و طالت معه المعاناة وازداد التفكك الى الم وقلة الوعي اصبحت حق يطبق داخل الروح الانسانيه للفرد .

هكذا نحن هكذا هم
هكذا ارادت الالهه لهم وهذا ما ارادت عقولنا صياغته للانقاذ الفكري و الحفاظ على أسر متناميه متساويه فيما بينهم دون كبت او سلطه تفرض على احلامهم وتحولها الى كوابيس صادمه .