أين المرأة من إنهاء الإنقسام



يوسف عودة
2016 / 1 / 14

أين المرأة من إنهاء الإنقسام
يوسف عودة
لسنا بصدد الحديث عن الإنقسام الحاصل منذ العام 2007، وعن أسبابه وتبعياته بين شقي الوطن، والذي ما زالت آثاره تعصف بحياتنا من جميع الجوانب وبكافة القطاعات التي نتعيشها، بقدر ما يهُمنا الحديث عن دور المرأة الفلسطينية بالعمل على المساهمة في إنهاء هذا الانقسام، كعمل جماعي وليس بشكل منفرد. أي بشكل مُنظم ومُدرس حتى يكون لمساهمتها الأثر الكبير في إنها هذه المعضلة التي أصبحت تؤرق الجميع.
ولا شك بأن المعظم لسان حالهم يقول، كيف للمرأة أن تنهي هذا الشيء في حين قادة وفصائل بأكملها عاجزة عن الفتك بِعُقد هذا الإنقسام، وأن مسألة حله مسألة شائكة وقد إختلط بها الحابل بالنابل، وبعثرة الأوراق لدرجة أن كل فصيل بدأ بلملمة أوراقه وفرزها على أسس ومعطيات جديدة فرزتها الظروف والعوامل المصاحبة للفترة السابقة. وهذا الى حد بعيد، صحيح من الناحية الواقعية والشكلية للمسألة، لكن المرأة الفلسطينية والتي تميزت عن غيرها من النساء العربيات بل والعالميات في تصديها وتحديها لكافة الظروف التي واجهتها على مدار حياتها مع أخيها الرجل ضد الاحتلال، إبتداءً من الإنتداب البرايطاني على فلسطين ومن ثم الاحتلال الإسرائيلي حتى يومنا هذا، قادرة على ترك بصمة وبصمة جليه في هذا الموضوع كبصماتها في إنشاء الاتحادات النسوية منذ بداية القرن العشرين، وكبصماتها في ميادين النضال والمشاركة بكافة الأعمال الخيرية، التي من شأنها تعزيز صمود هذا الشعب، ناهيك عن الدور النضالي الحقيقي بالإشتراك الفعلي في العمل الفدائي، وتعرضها للإعتقال والأسر والشهادة. وكذلك بصمتها في تقلد مناصب عليا، حيث كانت السباقة عن المرأة العربية في كثير من المجالات والمواقع في هذا الصدد.
وهنا، إمرأة بهذه المواصفات قادرة بكل تأكيد على المساهمة الفعلية في حل هذه المضعلة، لكن للأسف هنالك بعض العوامل التي تحول دون تمُكنها من ذلك، أهمها العمل بشكل منفرد، وهنا لا نستطيع الجزم بأن المرأة لم تعمل أو تحاول في هذا المجال، بل على العكس هنالك الكثير من النشاطات التي قامت بها المرأة، لكنها لم تستمر أو بمعنى أخر كان ينقصها الديمومة حتى بلوغ الهدف، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى، لم يكن هنالك التكاتف المطلوب على المستوى العام بين المؤسسات سواء الرسمية أو الأهلية العاملة في مجال قضايا المرأة، فهذا الجهد بحاجه لتعاون وتعاضد أكبر، خاصة وأن المرأة هي الأكثر تضررا في تحمل عبء هذا الإنقسام، سواء على المستوى النفسي أو الاجتماعي، أو الاقتصادي...الخ.
وكذلك من الأسباب الأخرى التي تحول دون تمكين المرأة من المشاركة بهذه القضية، العقلية الذكورية بتصدر القضايا والتعامل معها من منطلق ذكوري، فهنالك بعض الفصائل التي لا ترى فيها دور للمرأة، فكيف لها أن تعطي مجالا حتى للأطراف الأخرى بإشراك المرأة، وهذا لا يهم بقدر ما يجب على المرأة فعله، وهو إنتزاع حقها حتى في المساهمة بإنهاء هذا الانقسام البغيض إنتزاعا، أسوةً بباقي حقوقها التي إنتزعتها وما زالت تحاول إنتزاع الباقي على كافة المستويات.