من هو الرجل العربي



عالية بايزيد اسماعيل
2016 / 2 / 16

من هو الرجل العربي؟

تحت هذا العنوان استطلعت وسائل الاعلام الالمانية العديد من الاراء حول من هو الرجل العربي وبات هذا التساؤل حديث الساعة على اكثر من صعيد , خاصة بعد احداث مدينة كولن الالمانية وتسجيل حالات تحرش بالنساء من قبل شباب لاجئين شرقيين وذوي اصول عربية.
ان ظاهرة التحرش بالنساء هي ظاهرة جديدة بدات تطفوعلى السطح مع ازدياد تدفق اللاجئين القادمين من بلاد الحروب والجوع والتعطش الى المانيا . حتى بدا الالمان يتذمرون منهم ومن تصرفاتهم السلبية . وبدات معادة اللاجئين تنمو شيئا فشيئا في المجتمع الالماني .
فهل التحرش مرتبط بالرجل العربي او الرجل الشرقي فقط ؟ وبماذا يختلف الرجل العربي عن غيره؟ وهل هناك فعلا ما يدعو الى التخوف والحذرمنه؟
اولا ان التحرش هي ظاهرة عالمية وليست مقتصرة على مجتمع ما دون غيرها من المجتمعات .ولكنها على العموم تكثر في المجتمعات المنغلقة المحكومة بالتقاليد والعادات التي تحرم فيها المراة عن المشاركة في الحياة العامة والتي يتم فيها التمييز وعدم المساواة بين الجنسين فينشأ حينها الكبت نتيجة الحرمان وبالتالي تظهر حالات التحرش الفردية او الجماعية العشوائية بشكل واسع عندما تتواجد امراة او فتاة لوحدها او مع نساء ولوحدهن في مكان عام لسبب ما وفي تجمع ذكوري , وشجع على ذلك انعدام الامن وعدم وجود القوانين والاحكام الرادعة ضد المتحرشين , مما قد يعطي انطباعا عاما بان المجتمع فيه يرضخ لهذه الظاهرة ويشجعها .
كما ان للتربية البيتية والمدرسية والاجتماعية الاثر الكبير في ذلك الشذوذ الاخلاقي, حين تربي العائلة اولادها بتفضيل الذكور على الاناث واعتبار البنت او الفتاة على انها ادنى من الولد واقل مرتبة فيتربى الرجل منذ نشاته على ان المراة ناقصة عقل ودين , ولا يستوعب ان تكون للمراة حرية كانسانة خارج سيطرته مهما كان مستواها التعليمي .يبيح لنفسه ما يحرمه عليها .
هذه الثقافة الذكورية بسبب تركيبة المجتمع التي تنظر الى المراة بانها مجرد ادة للاستهلاك والمتعة مستنبطة من مبدا قوامة الرجل على المراة . فالرجل العربي لايختلف عن غيره الا بحسب نظرته الى المراة. تلك النظرة لم يتخلص منها اللاجئون العرب في بلاد اوربا وهم يرون المراة الاوربية وهي انسانة حره مستقلة لها ارادة مساوية للرجل في الحقوق والواحبات . امام تدني ثقافة ووعي الرجل العربي عن المستوى الحضاري الذي يعيشه الانسان في الغرب كل تلك الامور ادت الى مثل تلك الانتهاكات ضد المراة الاوربية والتحرش بها , فتصوروا انهم بمامن من العقاب وان المحظورات قد ابيحت لهم فاستباحوا قوانين واخلاقيات المجتمع والتظام العام.
وبعيدا عن التهجم فانا ايضا امراة شرقية ويزيدية فقد كنت اتصور ان الرجل العربي الجار والصديق والزميل هو الرجل الشهم الغيور الامين الذي يتحلى بصفات الرجولة والنخوة والشهامة العربية الاصيلة. لم اكن اتصور ان ينقلب الى الضد ويتحول الى انسان قاتل, مغتصب ,غدار ,خائن يخون صديقه وجاره وكريفه اليزيدي خصوصا بعد احداث كارثة سنجار
وانضمام العشائر العربية في سنجار الى عصابات تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الغزاة استباحوا الدم والعرض والشرف اليزيدي وانتهكوا كل الحرمات . شردوا العوائل قتلوا الرجال وخطفوا الاولاد والنساء دون اية حرمة, واغتصبوا الفتيات وانتهكوا الاعراض وباعوهن في اسواق الرق والنخاسة كعبيد وجواري.
فكيف يمكن ان نصف هؤلاء المجرمين من رجال العشائر العربية المتوحشين باسم الدين الاسلامي؟
وهل يمكن ان نثق بهم مجددا بعد جرائمهم الوحشية تلك ؟
وهل هناك وصف جميل ممكن ان نطلقه على الرجل العربي بلسان المراة اليزيدية بعد احداث كارئة سنجار المؤلمة؟
اترك الجواب لكم.