كل كلماتك - نزار قباني



جمشيد ابراهيم
2016 / 2 / 18

كل كلماتك - نزار قباني
ليس من عادتي الدفاع عن الاب الشرقي لانه كان و لايزال صورة مصغرة لدكتاتوريات الحكومات الشرقية فهو الزوجة امام رئيس دائرته و يعوض عن الاحتقار في الدائرة باحتقار زوجته و بنته في البيت و لكن طبعا ليست هذه الا نظرة ساذجة لهذا الانسان المسكين الذي يتعرض لمختلف انواع القيود الاجتماعية و الدينية و الثقافية و يتحمل مسؤوليات اخلاقية مالية ثقيلة تحطم عموده الفقري يمكن مقارنته مع االحيوان المفترس الذي يجازف بحياته للاجل حماية عائلته.

يطلب المجتمع الشرقي بنسائه و رجاله من الاب حماية شرف زوجته و بنته و اخته و امه في دين و ثقافة تمنع المرأة من تكوين علاقات جنسية قبل الزواج و تمنع فتح المباغي ايضا فماذا يبقى غير الاستمناء و التحرش؟ ماذا يعمل الاب المسكين امام هذا الجيش المتعطش للجنس؟

تجد الاب الشرقي في وضع لا يحسد عليه و من الصعب لبنته فهم دوافعه لانها لا تمر بهذه الخبرة المأساوية. تطلب المرأة منه ان يتمرد ايضا و لكن التمرد على هذا المجتمع القاسي يعني الحكم بالاعدام عليه. تميز المجتمعات الغربية احيانا بين الاب البايولوجي و الاب الفعلي و لكني لا اعتقد ان العقلية الشرقية قادرة ان تفهم هذا التميز.

اذا تمردت البنت او الاخت او الزوجة على سلطان الاب تتعجب كيف يسارع احيانا الرجل الشرقي (المثقف) نفسه قبل المرأة للتعبير عن تضامنه معها. تستطيع ان ترى هذا التملق في تصرفاته التي لا تختلف عن تصرفات الاب المسكين اذا خصت المسألة زوجته او بنته. ليس من الصعب التعبير عن التضامن مع المرأة او مثلي الجنس اذا كانت المسألة لا تخص عائلتك. لذا لا تفيد كلماتك ايها الرجل المتضامن مع المرأة - الافضل لك يا نزار القباني ان تأكل كلماتك.
www.jamshid-ibrahim.net