السحق عند العرب


داود السلمان
2016 / 3 / 4

كان المؤرخون القدماء حينما يذكرون الجنس ، يصفونه بكل اوصافه وصفاته وانواعه، ولا يوجد لديهن تابو او تحرج من ذلك ، ولا يخافون سلطان، بل الحكام انفسهم يستأنسون بكلام الادباء والشعراء ويطلبون منهم ذلك ، كما لدى صاحب كتاب (الامتاع والمؤانسة) والجاحظ في العديد من رسائله، وكذلك التيفاشي والسيوطي وغيرهم كثير. الا أن التحرج والمنع جاء اليوم اكثر مما كان قديما، ولا ادري ماهو السبب ؟ هل نحن اكثر احتشاما منهم ام أن فسحة الحرية لدى اولئك المؤرخون كانت اوسع مما هي الآن؟ .
ما هو السحاق؟
السحاق: سحقت الشيء ، سحقه سحقا، إذا دققته ، وأسحق الرجل إسحاقا إذا بعد، فالسحاق والمساحقة لغة واصطلاحا: فعل النساء بعضهن ببعض، وكذالك المجبوب بالمرأة يسمى سحاقا.
والسحاق والسحق و المساحقة في اللغة العربية كلها بمعنى واحد، يراد بها دَلْكُ فَرج الأنثى بفرج أخرى بدافع الاستمتاع الجنسي . و يرادف كلمة السحاق بالإنجليزية : Lesbianism ، و قيل أن أصل كلمة " Lesbianism " إغريقي يعود إلى جزيرة " Lesbos " اليونانية و هي مسقط رأس الشاعرة اليونانية " Sappho " الشاذة جنسياً و التي كانت تمارس السحاق مع النساء اليونانيات في القرن السادس قبل الميلاد .
وقال بعضهم:(السحاق) مصطلح خاص أطلق على إتيان النساء بعضهن البعض في أقبالهن بالملاقات والحك والسحق والدلك. قال ابن منظور: مساحقة النساء لفظ مولد.
وذكر "ابن قيم الجوزية" أن هذا الفعل لم يكن معروفًا بين العرب ولم يرفع إلى الرسول في أيامه حادث به . (زاد المعاد 3/ 209).
وتعبير "السحاق" و"المساحقة" و"امرأة سحاقة" من التعابير التي انتشرت في الإسلام وقال الأزهري: ومساحقة النساء لفظة مولدة.( تاج العروس "6/ 378"، "سحق)".
وقال جواد علي في (المفصل): ومن علماء اللغة من يرجع عهدها إلى الجاهلية، ويجعلها من الألفاظ العربية الأصيلة. واللفظة عربية ولا شك، ولكن استعمالها في المعنى المذكور مجازي، وقول الأزهري إنها مولدة غير صحيح.
وقيل ان اول من مارست السحاق الشاعرة الاغريقية(صافو). جاء في الموسوعة الحرة: صافو (باليونانية: ) شاعرة إغريقية ولدت في جزيرة لسبوس في بحر إيجة باليونان بين عامي 630 و 612 قبل الميلاد وتوفيت عام 570 قبل الميلاد تزوجت برجل وولدت له طفلة، ولكنها فشلت في الحياة الزوجية مع زوجها حيث أصيب بالعجز الجنسي، فلم يستطع أن يشبع غريزتها، ولم تستطع هي الأخرى على كبت الغريزة فنفرت من الرجال واتجهت نحو بنات جنسها من العذارى فمارست معهن السحاق حتى عشقته وألفته معهن واستغنت به عن الرجال. وفي آخر حياتها رحلت إلى صقلية وماتت هناك وأُحرقت ونقل رمادها إلى بلدها - كما خُلد اسمها برسم صورتها على الآنية والنقود. وخلفت مجموعة قصائد شعرية في تسعة دواوين تضم (120) ألف بيت من الشعر ويتركز شعرها علي مدح السحاق، ووصفه والشوق إليه، وكيف كانت تمارسه مع عشيقتها المفضلة (آتيس).
اصل السحاق
ربما يسئل القارئ الكريم: ماهو اصل السحاق؟ ؛ والجواب كما ينقل عن ابن مسكويه أنه قال: ((قرأت في الكتب القديمة أن السحق يتولد من تغذي المرضعة الكرفس والجرجير والحندقوق – انواع من العشب – فأنها اذا اكثرت منه وارضعت صارت عادية "الضرر" ذلك الى الشفري المولودة. فتتولد هناك الحكة ، وهذا الداء هو بغاء النساء ، لأنه حكة تعرض في شرج الرجل. وربما كان السحاق عادة من الولع باستعمال الجواري لذلك ، في صغرهن ، حتى يبلغن عليه، فيبقين يشتهينه)). راجع: التيفاشي ،نزهة الالباب ص 263
وقالوا: ((السحق شهوة طبيعية ، تكون بين الشفرين منعكسة كالدمل المنقلب، فتتولد منه بخارات تتكاثف فتتولد حرارة وحكة في اصول شعر الشفرين، فلا ينحل ولا يبرد الا بالدلك والانزال عليها من امرأة اخرى. فاذا كان ذلك بردت تلك الحكة وانطفأت، لأن ماء المرأة ، الذي يكون من السحق ، بارد. والذي يخرج من الرجل حار ، فلهذا لا تنتفع الا بماء المرأة الذي لا يخرج الا بالسحق)). المصدر نفسه
وقالوا: ((السحق شهوة طبيعية ، تكون بين الشفرين منعكسة كالدمل المنقلب، فتتولد منه بخارات تتكاثف فتتولد حرارة وحكة في اصول شعر الشفرين، فلا ينحل ولا يبرد الا بالدلك والانزال عليها من امرأة اخرى. فاذا كان ذلك بردت تلك الحكة وانطفأت، لأن ماء المرأة ، الذي يكون من السحق ، بارد. والذي يخرج من الرجل حار ، فلهذا لا تنتفع الا بماء المرأة الذي لا يخرج الا بالسحق)). نزهة الالباب ص 263
اول من سنت السحاق في العرب
ذكر الراغب في محاضراته أن أول من سنت السحق ابنة الحسن، هويت امرأة النعمان بن المنذر وكانت قد وفدت عليها، فأنزلتها عندها وشغفت بها فلم تزل تزين لها ذلك وقالت: في اجتماعنا أمن من الفضيحة وإدراك للشهوة، فاجتمعتا وبلغ من شغف كل واحدة بالأخرى أنه لما ماتت ابنة الحسن اعتكفت هند امرأة النعمان على قبرها واتخذت الدير المعروف بهند في طريق الكوفة؛وفيها يقول الفرزدق:
وفيت بعهدٍ كان منك تكرماً
كما لابنة الحسن اليماني وفت هند
راجع: ج2ص273-274