ما فائدة الكتابة عن قضية المرأة ؟



حميد طولست
2016 / 3 / 7

ما فائدة الكتبة عن قضية المرأة ؟
كم يفرح المرء ويطرب عندما يقرأ هذا الكمّ الهائل من المقالات والكتابات التي تمتلئ بها الصحف والتي يتحدّث أصحابها عن المجتمع المدني والديمقراطية وحرّية الفكر والتعبير والتفاعل الحضاري وإرساء قيم العدالة الاجتماعية والمساواة وتمكين النساء وغير ذلك من القيم الإنسانية .
لكن عندما نتأمّل واقع المجتمع وما يضجّ به من مظاهر التطرّف والتخلف والنكوص ، نجد الاستبداد والتفرد والاستخفاف بمصير المرأة وانتهاك حقوقها الانسانية يزداد حدّته ولا تنقص، فإنه سرعان ما يتساءل المتتبع لتطور قضية المرأة ، عن جدوى هذا النوع من الكتابات وعن الفائدة منها وهل نحن فعلا نسير باتجاه التنوير والانفتاح والاعتدال والتسامح، أم أن ذلك كله مجرّد أضغاث أحلام وخيالات بعيدة عن الواقع؟
في كثير من الأحيان يخيل اليّ أن الكتاب ما زلوا يجهلون واقع المرأة وأحوالها في المجتمع الذي نعيش فيه، وان اغلب تلك الكتابات المتفائلة لا تعدو كونها مجرّد تفكير رغبوي وأنها تبدو كما لو أنها موجّهة إلى مجتمع بعيد نجهل كنهه ولا نعرف عن خصائصه وطبيعة ثقافته سوى اقلّ القليل. ليس على المرأة أن تقف صامتة أمام استباحة حقوقها في بعض الكتابات ، وألا تفقد الامل في مستقبل أفضل ولا تغرق في اليأس والإحباط ، وألا تكتفي بما يكتب من كتابات عقيمة مغلوطة دفاعا عن حقوقها ، وما تصدره من بيانات وكتابات على صفحات الجرئد وجدران المواقع الاجتماعية .. وعليها ألا تنتظر طويلاً لتستوعب الضربات المتلاحقة والصدمات المتتالية التي تتلقاها يومياً ، للخروج من صمتها وسلبيته واستنهاض الثورية الكامنة في دواخلها ، الرافضة للظلم والباحثة عن الحق والعدل ، وايقاظ مواهبها المكبُوتة ، لمقاومة حال التيه والتزييفه والخوف والاحباط واليأس ، والتمسك بحقوقها ومواجهة فقدان الامل وغياب الرؤى ، والتصدي للنظريات العقيمة المغلوطة التي يريد بها الحاقدون الإستنقاص من مكانتها وحقوقها وترسيخ فكرة كونها فعلا ناقصة عقل ودين ، فمهما تلونت الأشياء بألوان الطيف لابد في يوم ما أن تعود لطبيعتها وأصلها ، ومهما إنسلخ الإنسان وتبرج لابد من فعل يكشف معدنه ..
حميد طولست[email protected]