نساء جلسات العلاج النفسي



عدوية السوالمة
2016 / 5 / 4

حين نتبنى المواربة في الكلام كتعبير آمن بلا أي تبعات نتعلم تفادي الصدق ونخاف تجريب ممارسة الحقيقة .ويرتاح دماغنا من صراع المواجهة فتطمس معالم عالمنا الداخلي ونخشى النظر اليه لعدم اعتيادنا على رؤيته بلا رتوش .
الاقتراب من جلسات الكشف النفسي تلقى مقاومة بالغة من مرتاداتها .كل شيء فينا عوره بلا رتوش فنحن لم نتعلم اصلا الارتياح مع الذات .اسلوب العقاب الاقرب الى متناول الاباء ذو النتائج المباشرة يلقي بثقله على المدى البعيد على شخصية الفرد .فعلى الرغم من الاعباء النفسية المضنية الا ان الكشف عن الذات دون حتى وجود تقييم موضوعي لمحتوياتها يصبح اكثر خطورة من العبء النفسي المهلك .
الكل يبحث عن الاحترام في عيون الآخرين .فالآخر دائما قابع في شخصيتنا العربية يعرقل تقدمنا بشروط موافقته على قبولنا ويعطل مسارات حياتنا في تعهدنا برعاية وتأمين شروطه .وهو ما يجعل التقدم في الجلسات أمرا غير ممكن واحيانا الانسحاب والرغبة في محو ما أثير من مكاشفات ويبدو الاقتراب من فهم المشاعر على طبيعتها والتصريح بها أمرا مفزعا .
يهمسن رغم اصغائي المكرس لهن بنبرة شاكية : لا يرغب في خروجنا معا – يغيبني في اتخاذ القرار – لايترك مصروفا لي – مرهقة بشدة لتركي بلا مساعدة – يعنفني باستمرار-لايحادثني -...............الخ .
هو الخوف والشعور بالذنب وعدم الرغبة في مواجهة الاشكاليات والاحساس بالأمان مع المشاعر المازوكية يجعلهن يتراجعن عن البوح فيما بعد ويلجأن لتبرير شكل المعاملة النابذ وينكرن حديثهن الشاكي وتقطع المكاشفات النفسية .
يبدو حتى الهروب غير مجدي مع الاشكاليات النفسية لتحولها لآلام جسدية غير معروفة الاسباب تدفع نحو الزيارات الطبية المزمنة واليائسة والآمنة والمحققة لجذب الانتباه المرضي .سيلي (Selye) في نظريته متلازمة التكيف العام (GAS) يؤكد أن التعرض المستمر للضغوط يدفع نحو حشد الفرد لكل طاقاته لمواجهة الضغوط وهنا يدفع ثمنها في شكل اعراض فيزيولوجية قد تودي الى الموت في مرحلة الانهاك التي يسيطر فيها الجهاز الباراسمبثاوي فتتباطأ أنشطة الجسم وقد تتوقف تماما اذا لم يعد الجسم لمرحلة النقاهة .
يدهشني التمسك المميت برفض المساعدة والاصرار على تكبيل الذات رغم المعاناة الجسدية. يخشين الانعتاق وممارسة الحرية لأدرك مدى عدم القدرة على الاستمتاع بالجديد وان كان الحرية.
اعلمي ايتها المرأة أن الرجل يفضل المرأة الشريكة وليست المنكسرة الا طبعا في الحالات المرضية واعلمي ايضا أنه أين تضعين نفسك تجدينها .فان قررتي أنك خادمة ستعاملي على هذا الاساس وان أظهرتي دونيتك ستعاملي باستعلاء وان أبحتي التعنيف ستعنفي .وان أردتي الموت ذلا وقهرا ستعطينه.
ان قررنا انكار قدراتنا والمواربة في التعامل مع ذاتنا علينا أن ندرك عندها أننا نقترب بسرعة من الغرق في الاحساس باللاجدوى وضياع الهدف وعذابات الاحساس بالذنب والكثير من جلد الذات , ويصبح حتى طلب المساعدة أمر نحاسب انفسنا عليه .