رخصة واجازة زواج !؟؟



سليم نصر الرقعي
2016 / 5 / 22

ارتفاع معدل الطلاق بين الازواج (الشباب والشابات) مشكلة حقيقية في عالمنا العربي ، فقد اخبرني احد الباحثين الاجتماعيين الليبيين ان المشكلة اصبحت تكاد تكون ظاهرة مرعبة !! ، فالطلاق بين الازواج الشباب يزداد اتساعا !! ، العجيب ان اغلب هذه (الزيجات) بين هؤلاء الشباب والشابات تمت عن طريق علاقات حب رومانسية مسبقة (!!!؟؟) وليس بطريقة اجتماعية رويتينية !! ، فكيف ينتهي زواج مبني على حب رومانسي هذه النهاية المفجعة الرهيبة !!؟ ، لابد ان هناك خلل ما (؟!) ، خلل يغتال ذلك الحب كمقدمة لتحطيم عش الزوجية وبيت الأسرة !! ، يجب ان نفهم ان الحياة الاجتماعية ، والتي اساسها الحياة الزوجية ، هي علم وفن واخلاق ، ونحتاج ، بالتالي ، الى ان يكون في منهج التعليم والتربية في مدارسنا تعليم ابنائنا (فن الحياة الاجتماعية) ومنها الحياة الزوجية ، وصدقوني لو كان الأمر امرى لفرضت على كل من اراد الزواج من الجنسين وقبل السماح له بالزواج أن يمر أولا بدورة تدريبية تعليمية تثقيفية خاصة تزود الراغب في الزواج بمعلومات وفن واخلاق وأداب الحياة الزوجية على يد اخصائيين اجتماعيين وتربويين في كل مدينة ، فلا يعقد له المأذون الشرعي عقد الزواج حتى يحضر الطرفان شهادة تفيد بانهما قد نجحا في الدورة التأهيلية للزواج ، اي اجازة ورخصة زواج اولا ، فالحياة الزوجية هي أساس الحياة الأسرية ، والأسرة الناجحة هي نتيجة زواج ناجح !.. لذا على الدولة العربية ، والدولة هي خادمة المجتمع ، ان تضع الكثير من طاقاتها المالية والعملية في خدمة المجتمع وحل مشكلاته الاجتماعية ابتداء من حماية ورعاية الحياة الزوجية والأسرية ، فالأسر هي خلايا جسم المجتمع التي ان اصابها الوهن او العفن او التسرطن فقل على المجتمع السلام !.

هنا في بريطانيا على عهدنا اي منذ عقدين من الزمان كنت بمجرد ان تجري اجراءات الجنسية الرويتنية وتقضي مدة الاقامة القانونية في البلد يمكنك ان تحصل على الجنسية البريطانية اما الآن فالامور تغيرت حيث اصبح الحصول على الجنسية مرهون بالنجاح في اختبار تحريري اولا قبل المطالبة بحق الجنسية ! ، الامتحان الأول في اللغة الانجليزية والثاني في الثقافة البريطانية ، واذا رسبت فعندك فرصة الاعادة عدة مرات وفي كل مرة طبعا ستدفع رسوما مالية كبيرة ، ولعل جامع الرسوم يتمنى رسوبك عشر مرات مرارا وتكرارا كي تستفيد الخزانة البريطانية التي تعاني من عجز في السنوات الاخيرة من رسوبك الميمون ! ، ومالم تنجح في هذين الاختبارين في اللغة والثقافة البريطانية العامة لن تحصل على الجنسية ! ، كذلك الحال في امر الحصول على رخصة قيادة السيارات فإن القانون في اغلب بلدان العالم المتمدن وحتى غير المتمدن يشترط نجاحك في الامتحان النظري ثم في الامتحان العملي اولا للحصول على حق قيادة المركبات ، وبعض الدول تشترط الخلو من السوابق والخلو من الامراض العصبية والنفسية اي انك تحتاج الى الوقوف امام طبيب نفساني وعصبي يتفحصك وهو يرمقك بنظرة شك ليتأكد انك بني آدم غير عصبي وغير "مجنون مستتر" فالجنون كما تعلمون فنون !! ، ذلك ان امر قيادة سيارة في الطريق العام أمر خطير قد يتسبب في مخاطر واضرار للآخرين ! ، فكيف بالزواج وقيادة أسرة !!؟؟ ، أليس قيادة أسرة أمر اخطر وأكبر من قيادة سيارة !!؟؟ ، لهذا اتوقع في العالم مستقبلا سيتم اشتراط توفر شروط الأهلية للزواج ولحق تكوين عائلة للجنسين حيث يخضع الطرفان الى فحوصات نفسية وجسمية دقيقة للتأكد من سلامتهما البدنية والذهنية اولا ، ثم اذا اجتازا هذا الفحص الطبي يخضعان لدورة تدريبية تأهلية في علم وفن الحياة الزوجية والأسرية ، فاذا نجح المرء وتحصل على اجازة ورخصة قانونية بالزواج (الأهلية) تزوج والا فهو ممنوع من الزواج قانونا الا اذا استأنف لدى القضاء ونال حكما لصالحه ينقض القرار الاداري لوزارة الاسرة مما يسمح له بمحاولة نيل رخصة الزواج مرة اخرى ! ، واذا فشل في كل الاحوال في الحصول على رخصة الزواج فلا يبقى أمامه الا (السوق السرية السوداء) اي مثل قصة الهجرة غير الشرعية فلو تصورنا تحقق هذا التصور اي وجود قانون يمنع الزواج الا بالحصول على رخصة للزواج اولا فقد يكون هناك سوق للزواج السري من وراء ظهر الدولة !! .. اذ ان البشر سبظلون يحتالون على الدولة بكل الطرق لتحقيق مآربهم المشروعة وغير المشروعة ، هكذا هي الدنيا وهكذا هي أحوالها ! .