هروب الشباب من السجن الكبير الي الموت في لجة البحار



ايليا أرومي كوكو
2016 / 7 / 9

هروب الشباب من السجن الكبير الي الموت في لجة البحار

ما أضيق العيش بلا فسحة الامل و ما اظلم الحياة عندما يسودها الجور والمظالم

ضاقت اتساع رقعة بلادنا بالشباب ففضلوا الموت علي البقاء في سجننا الكبير

في كل صباح يوم جديد يهرب الاف الشباب الغض الواعد بالامل مهاجرين

فقد باتت بلادنا سجن كبير مظلم يحرسه جلاد غليظ القلب قوي جبار غشيم

و السجان الغشيم أضحي عفريتاً رهيباً يخشاه مساجينه ان يطولهم بيد بشطه

بلادنا صارت قاتلة لأحلام الشباب فهي تذبح أمنياتهم و تقتلها في مهدها

تضييق فرص التعليم العام علي الفقراء بفتح ابواب التعليم الخاص للاغنياء

لا يجد ابناء الفقراء المتفوقين طريقاً للتعليم العام في الجامعات السودانية

ذلك لان ابناء الاغنياء سدوها او استولوا علي مقاعدها و نالوها بمالهم

لا مجال و لا مكان في العمل العام الا للحسب و النسب و القبيلة و الانتماء

و طاحونة السودان تسحق المسحوقين و تطأ باقدامها علي فئات المغلوبين

سياط الجلاد الغليط و كرباجه علي ظهور مواطنييه الغلابة بطشاً بالغلاء

حيناً بالندرة و كشف السوق مرات باختلاق الازمة و من بعدها رفع الاسعار

ليزداد الفقير فاقة و فقراً وليستأسر الاسد الغني بنصيب الذئب و الحمار

فكيف يستقيم الظل و الساق اعوج ، الفساد و المفسدين يصولون و يجولون

في بلادي أضحت الفساد سمة الشطار الفالحين و الامانة و الاخلاص عار

استشري الفساد في كل شيئ و ناحية في القيم و الاخلاق و التاجره و العمل

الغش في حليب الاطفال و لعبهم الغش في حديد التسليح و الاسمنت و البناء

الكل في وطني تاجر يبيع بضاعته بلا مواصفات او اوزان صحيح و كيل

اسواق للضمائر السودانية و اسواق لأمتحانات الشهادة السودانية بالدولار

و اسواق للذمم و اسوق لبيع الوطن في سوق الله اكبر لمن يقدر و يدفع اكتر

فحار بالشباب الدليل و فقدوا بوصلة الاتجاه الصحيح و طارت منهم احلامهم

جمهور و جيش كبير من الخريجين العاطلين الرمطله خبرات و شهادات

حقول و ابار التعدين العشوائي تخدم الملايين لكن بلا مقابل الا كرت الحظ

ابواب الهجرة و الموت التي كانت تفتح ابوابها علي مصراعيها بدت تضييق

الهجرة الغير شرعية و ما ادارك بالهجرة الشرعية و تجار البشر علي السواحل

التجارة الرائجة هذه الايام هي تجارة البشر في عرض البحر و صحراء سيناء

الشباب الحالمين الطامعين او الطموحين برغد الحياة و لذتها في بلاد العم سام

بقايا السفن القديمة و طمع و جشع ربانها لا يهمهم موت شبابنا في عرض البحر

عائلات تغامر بأطفالهم علي ظهور قوارب الموت التي لا تقوي علي الامواج

و الشباب الهاربين من جهيم اوطانهم شعارهم البحر أمامي و الموت خلفي

مئات الشباب بل الالاف يموتون كل عام في البحر المتوسط و لا وجيع

العشرات منهم يدفنون في رمال صحراء سيناء المصرية علي أمل دولة اسرائيل

و ما الذي نستطيع ان نقوله عن السوداني المعجزة الذي عبر المانش علي الاقدام

وطن كبير في مساحته و بلد غني بخيراته و طيبة انسانه يضيق بخيرة شبابه

خيارات الشباب كل يوم تضييق الي الاضيق جداً و لا فسحة أمل او فرج في الافق

احلامهم و أمنياتهم لا مكان لها في أرض الواقع السوداني فيختارون الصعب بتمن
يهربون من السجن الكبير الي ما وراء البحار الي حياة بحلم و الا فالموت افضل