البث الناقص



شذى احمد
2016 / 7 / 24

مثل كل شيء في عالمنا هناك ما يستحق الثقة ، وهناك ما لا يستحقها. اما الذي يفوز بها فيكون قد استوفى شروطا غاية في الصعوبة مثل الصدق والاخلاص. والاهم هي العدالة في المنهج والسلوك ثم الطرح العقلاني الذي ينظر بعين الاعتبار لمتغيرات العصر ويتعاطى معها

ينطبق هذا الحديث ايضا على القنوات الاعلامية بنبل اهدافها وخطورة طرحها وحساسيته

فالقنوات تشكو دائما من عقدة الحرية تلك التي يقيدها التمويل وجهته التي تفرض شروطها عليه

بعضها تؤسس لتخدم اهدافا محددة وسياسات مرسومة لمالكيها، واخرى وان بدت عامة الا انها محكومة بجهة التمويل

فالدينية اكثرها وضوحا على الاطلاق، تليها الخاصة ثم بلا عناء كبير يمكن تسبير اغوار تلك التي تدعي الحيادية والموضوعية والمنهجية وخدمة الحقيقة …. الخ من العامة التي تمولها الحكومات او مؤسسات معينة لاغراض معروفة

فاذا ما بحثنا عن ظالتنا في واحدة منها تعذر علينا الركون الى ايا منها على اختلاف انواعها ومشاربها لانها باختصار لا تملك من حرية الطرح الا ذاك الذي نصت عليه محاضر اجتماعات اصحابها

ما لفت انتباهي في احداها هي غياب المرأة فيها جملة وتفصيلا. فبدت القناة الفضائية وكانها مضيف او كما يسميها اهل الخليج ديوانية . البرامج كلها للرجال . المواضيع للرجال . المقدمون رجال. القائمون بلا ادنى شك رجال. تكاد لا تلمح المرأة الا تلك التي تأن وتتوجع ،وتتلوى بمصابها ونكبتها في نشرة الاخبار

ولطالما اثارت اهتمامي هذه القنوات الاعلامية. التي تستضيف وتستنظق خيرة الخبراء وحملة الشهادات الاكاديمية
وقد تتقبل مداخلة امرأة صوت فقط ، او تستضيف اخرى بالصدفة شرط ان تكون محجبة . وينتهي الامر. تمر ساعات النهار والبث دائما والمرأة غائبة

وعليها وعلي تقبل مصداقية هذه القناة ،وتقبل رسالتها الاعلامية وهي تتحاشاها وتغفل عن رأيي. فلماذا باعتقادها لزام علي منح ثقتي لمن لا يعتبرني الا بقايا ملكيته. وينتقص من قيمتي ومكانتي بل ويغفلها كما يغفل من تنتقده هي ببرامجها ليل نهار بحقوق شعب كامل ، ويظلمه

ترى اي عدالة ستوزعها هذه الفئات اذا ما قدر لها ادارة دفة البلاد من بعد هؤلاء الذين يحكمون اليوم
ما جديدهم. اين صوتي المخنوق الذي لم يدخل يوما في همهم اليومي . فانا لست اكثر من تلك السلع و قطع الاثاث في بيته التي تعرضت للدمار

كيف تفكر النسوة ان كان لهن متسع من الوقت للتفكير. ولمن يمنحن ثقتهن . وهل هذا الحديث ترف في مصابهن وتشردهن اليوم لا ضرورة من ورائه

ام انه افضل زمن لتفكر في قمة خساراتها بما آل اليه حالها وسكوتها الابدي على وضع مزري

لم يكلف احدهم نفسه على الاقل عناء البحث باسبابه ،والذي تقف في مقدمتها تجاهل مكانتها ، واعتبارها بعض ممتلكاته التي لا يجب على الاخرين بالضرورة الاطلاع عليها