فى عمرى الواحد والثلاثين اتسائل ها انا وهل من عنوسة؟!



إيرينى سمير حكيم
2016 / 8 / 4

فى بداية وصولى لعمر الواحد والثلاثين طرحت على نفسي سؤال
يقولون انه ليس من مصلحتى طرحه

هذا بالنسبة لمجتمعنا بالطبع انما بالنسبة لى ... فالامر مختلف جذريا
فالمجتمع يعتبره بجاحة وقلة حياء وانوثة، وانا اعتبره شجاعة ودفاعا عن المعنى الحقيقى للحياء وللانوثة

ها انا اصل للواحد والثلاثين من العمر واتسائل مجاهرة، هل لى من عنوسة؟!
هل لى من عنوسة إن لم اركب قطار يلتزم بعمر ولا يلتزم بمنطق؟!

فمبدأ الزواج هو التوافق والوفاق والموافقة
انما تلك المبادئ .. لا يلتزم بها قطاركم العنترى بسذاجاته

فهو قطار جاهل اضبش
يقيد الحاضر ولا يضمن المستقبل

قطار مواعيده تنضبط على ساعة مجتمع توقَّف وعيه عند مستوى لا يُحسَد عليه، فوعيه فى شبه غيبوبة تامة منذ عشرات السنين وبدأ فى مراحل الانتكاسة منذ زمن بعيد

تلك الساعة القاصرة لا التزم بها ولا تلزمنى
فالقطار الذى التزم بمحطاته ويشرفنى الوصول الى كل منها
هو قطار عمرى انا .. الذى يشمل وعيى ونضجى وارتقائى الانسانى

وعيي فى استيعاب الحياة الفردية ومتطلبات الحياة الزوجية
نضجى فى حياتى الشخصية وفى اختيار من يشاركنى فى حياتى الاسرية
وارتقائى الانسانى فى فهمى للانسانية وادراكى لحكمة التعاملات البشرية وانتقاء من يسعى معى فى مسيرة خدمتى للانسانية.

فأنا
لا تبهرنى رؤية اتخيلها تَحدث لى وانتظرها مع قطعان من المتمنيات لفارس يأتينى على حصان من فرصه، ليخلصنى من واقعى ويحملنى معه عليه ويرحل بى الى مجهول سعيد

بل هناك رؤية خفية حقيقية تختبئ فى طيات كيانى تشعبت فىّ وتشبعت بها، وهى ذلك الفارس المحب الذى يمتطى قلبه بلجام عقله وينطلق بنبضاته وافكاره نحوى، فنمتلك الايام سويا ونقودها فى خطة حياتنا السوية، لنبنيها معا خطوة بخطوة كحصن منيع من احجار ثابتة الخطوات ومصقولة الصفات.

ان الامر يتعدى فكرة لقاء .. فبعد اللقاء مسيرة ليست يسيرة
والامر ليس اعجاب او انبهار او رغبة
انه حب وحياة ومثابرة
وليس مجرد تسديد احتياج .. انما مشاركة باذلة

فما اسهل البدايات واجملها انما الاستمرارية وغَلَبة الصعاب فهى للصادقين والذين حقا عاشقين
ليسوا عاشقين لبعضهم وحسب انما عاشقين لمبادئهم وللحياة وللجهد الثمين الذى يُنبت ثمارا جيدة
وهؤلاء لا يأتون حسب مواعيد قطارات اجتماعية فرضية افتراضية
بل يظهرون فى الحياة كمعجزة ... ولكل منا معجزته!

لذا
على كل منا ان ينتظر موعد لقائها بإيمان، ويذهب اليها كرحَّال، فبينما ينتظر موعدها يسعى للقائها باحثا عنها على جناحىّ اشتياقه وارادته

هكذا تكون المواعيد ومواعدة الحب فى الحياة
فلا يمكن ان نلتقى بالحب لان المجتمع يدفعنا لذلك

او نستخدم طبيعتنا كآلات للتكاثر ونستغل الطبيعة للهروب بجُبن من مجتمعات اضرت نفسها بنفسها، وابتذلت الطبيعة فإبتذلتها الطبيعة، حتى اصبح مسمومى الفكر فيها مسوخ يأكلون ويشربون وينامون ويتكاثرون، بلا فكر ولا حب ولا نفع.

لقد خلق الله التزاوج بين الرجل والانثى لاهداف اعظم بكثير مما تُسلمه لنا فكريا مجتمعاتنا السقيمة جمعاء، وللاسف فلقد ساهم فى هذا التشوة الفكرى والمادى، عاداتنا الانسانية وهى الرغبة فى التبعية، والتسليم الذهنى لقادة، اغلبهم من العميان، وبالتالى الاساسلام لمعانى لم يتم فهمها وادراكها الشخصى من قِبَل كل تابع، فما اسهل التسرع والتكرار وممارسة العنعنة، وفى النهاية وجدنا انفسنا اننا من نصنع القيود لنعظمها بحرية وهمية.

واصبحنا نتشبث ببدايات وهمية السعادة مؤقتا، فنسقط فى هوى نتائج مدمرة لاوقات طويلة تصل الى حد بقية العمر احيانا كثيرة، واصبح المفكرون والمدققون فى الانتظار والاختيار والمشاركة من النادرين حق، بل وهدف للوم والسخرية من أناس لا يمر يوم من ايامهم الا ويلوموا انفسهم ويصنعوا النكات السخيفة ليسخروا بها من احوالهم التى القوا انفسهم فيها بارادتهم!.

وللاسف كما يقول المثل الشعبي فى مصر (الزن على الودان أمرّ من السحر)، ومفعول هذا السحر من الانتقادات والابتزاز النفسي، يقود الكثير من الضعاف النفوس الى التسرع والانجراف وراء قادة للنصائح من العميان.

والنتيجة ان الغالبية تجرى وراء قطار ولا يكترثون لمن سيشاركهم رحلة حياتهم فى هذا القطار، فالقطار عندهم اصبح اهم من الرحلة نفسها.

اما انا
فأعلم معنى حياتى .. واُقدِّر ايامى .. واستثمن مشاعرى
ولا اسمح للاخرين ان يدفعونى دفعا نحو اهداف حياتهم تحت مسمى هدف حياتى انا، لمجرد انى احيا فى وسطهم اجتماعيا

لذلك
فأنا لا اعترف بصفة العنوسة
بل اؤمن بقيمة كيف ومتى ومع من تكون الانثى عروسة!