نصفك الآخر



هبة الله الذهبي
2016 / 8 / 15

لأنها انعكاس رجولتك في أنوثتها , نصفك الآخر كما تَكون يكون كما تُعطي يُعطي , كما تُنقص يُنقص كالزلزال كل هزة فيه تواكب الأخرى , رجولتك تعني لها الكثير وكأنها لا تفيض أنوثتها إلا من خلالك .. أو ليس كأنها , هو الثابت الحقيقي كالقمر تولد منه وتعود إليه
ولا يفترقا , والمجتمع من حولكما كالشمس يضيئ هذا القمر تارة ويطفئه تارة ولا يستطيع شطره نصفين , كيف أنت أيها الرجل وأنثاك بدأت بأمك ثم بأختك و بزوجتك و ابنتك ثم حفيدتك , تولد وتفطم في حُجرِ أنثى , تربيك أمك أو أختك تحيي شبابك امرأة ملائكية أو شيطانة , تصعد بك عالياً نحو المجد , أو تهبط بك في الحضيض , أو تكون وكأنها غير موجودة , ولكنك لا تستطيع أن تعيش
و أن تستمر بالتنفس دون أن تخبرها أنك موجود .

تعود بي ذاكرتي إلى رَجلٍ ما انشق عني كالقمر , تحيط بنا شموس كثيرة لا شمساً واحدة . لم تدعنا هذه الشموس أن نكون في ليل واحد هادئين , أشاور نفسي كيف انشطر هذا القمر هل أنا من وضع هذه السكين لأقسمه قسمين أم هو من فجر براكاناً ليفتته إلى قسمين وأعود لأرى أن انعكاس رجولته في أنوثتي قد ضيعني , تعتمد الأنثى بشكل مخيف على الرجل وتظن أنه سعيداً بهذا الضعف لتكتشف لاحقاً أنه هو من يعتمد عليها وهو الحلقة الأضعف في هذه العلاقة ولكي لا تنكسر هذه الحلقة بخطأ مرير نرتكبه عنوةً أو جهلاً , تسعى كل أنثى أن تقود علاقتها للنجاح دون أن تفكر أنها تحتاج لقوة الرجل وماهي قوته سوى أنه جَسور , فالمهام الملقاة على عاتق المرأة أكبر بكثير من مهام نصفها الآخر ولو عددناها لما أحصيناها ولو عددنا مهام الرجل لوجدناها تنبض في محور واحدٍ أَحد, والأنثى في خمسِ محاور.

كلنا يعلم هذه المفارقات ضمنياً ولكننا لا نبوح بها اجتماعياً ظناً منا أن للرجل في المجتمع الكثير ليقوم به , ولكننا نجد في النهاية أن المرأة تقوم بكل شيئ تقريباً , حرية المرأة لا تتداخل مع مهامها فهي بحرية أو بدون حرية تقوم بها وكأن المجتمع أنثى والرجل ضيف عليه , لا غنى عنه ولا غنى عنها وارتباطهما وثيق.

كاتبة وحقوقية سورية .