رفعة رأس بالمايوه



شذى احمد
2016 / 8 / 16


لا تختلف قصة يسرا السباحة السورية كثيرا عن قصص المهاجرين الذين خطوا مسيرتهم مغامرتا وتحديا. اتبعوا التعليمات التي تناقلوها بينهم للوصول الى بلدان اوربا وتحديدا المانيا بعد سماعهم الدعوة الصريحة للمستشارة الالمانية انجيلا ميركل في رغبتها باستقبال الهاربين من جحيم الحرب

لكن لقصة يسرا.وشقيقتها التي هربت معها من اتون الحرب المستعرة في سوريا من بطش الجماعات المتطرفة فروقات بسيطة . فهي خلافا للكثير من النساء اللواتي ركبن القوارب المطاطية الخطرة كانت تجيد السباحة. ومعظمهن لا بسبب العادات والتقاليد وقوانين المنع والرفض من عوائلهن المحافظة . وهي بطلة سباحة شاركت ببطولات عديدة فاحرزت عن جدارة لقب البطولة في سوريا ومثلت بلادها في الالعاب الالمبية 2012. لكنها في ريو2016 ذهبت لتمثل فريقا اخر ، بلا علم ولا ارض ذهبت تحت لواء فريق اللاجئين . وهي تسمية جديدة اطلقها منظمو الالعاب للفت انتباه العالم لمأسي اللاجئين ،وحياتهم والدمار الذي لحق ويلحق بهم

يسرا التي تحولت بين ليلة وضحاها الى واحدة من مشاهير الاعلام في كل العالم. مما اثار شهية هووليود لاخراج فلم عن حياتها، ورحلتها البحرية التي كادت تؤدي بحياتها مع شقيقتها في قارب مطاطي عطل في عرض البحر فنزلت لتدفعه مع شقيقتها وعلى متنه ما يقارب ال18 راكب . فوصل الى البر بعد ثلاث ساعات سباحة لتتحول بعده الى قصة يتغنى بها الكثير ، وتثير شهية كل قناة اعلامية لتناولها بالتفصيل.
ويسرا ذات الثمانية عشر ربيعا تتمتع بجمال دافئ وحضور قوي، تتحدث بانكليزيتها المتقنة عن احلامها ،وطموحها كي تصبح بطلة اولمبية وعالمية يشار لها بالبنان

استطاعت يسرا جمع السوريين بكل مشاربهم ،وطوائفهم فاخذتهم الحماسة ،وراحوا يتابعونها على كل وسائل وقنوات الاعلام ،ويدعمونها معنويا، ويغدقون عليها الاوصاف عاقدين عليها امال كبيرة
صورها واخبارها تصدرت كل الاخبار

كتب احدهم بانها رفعة رأس ، فهي تقول للعالم ...وراح يبث شكواه ونجواه على صفحات الفيس. لكن الاخر الذي لا يغيب عن كل مشهد فرح وطموح كان حاضرا فرد بغطرسة لا تكتمل ملامحه الا بها.. رفعة رأس .. كيف ترفع رأسي من ترتدي المايوه

يسرا التي تشارك 11 الف رياضي ورياضية تضع هموم اللاجئين ومعاناتهم على طاولة المواطن الانسان في كل مكان

تذكر العالم بحرائق اللاجئين وخساراتهم
توقظ الضمائر التي غفلت لوقت ما عن معاناتهم ،ومأساتهم الحقيقية

تدفع بالحجة وبالرياضة تلك التهم التي تلتصق باللاجئين من انهم ليسوا اكثر من مشردين كسالى جاؤوا ليسرقوا خيرات البلدان الاوربية ويعيشوا عالة على خيراتهم

يسرا تقول بان اللجوء ليس خيار الكثير ممن شاركها رحلتها الطويلة من بلدها الذي يحترق والبلدان العربية الاخرى التي ما زالت الحرب تحرق اليابس والاخضر فيها بل اضطرار لم يكن بيدها دفعه

يسرا لبست المايوه العصري وقفزت للماء مع عشرات الصبايا الجميلات وهي لا تقل عنهن رشاقة ،وجمال ونشاط وحيوية لتتنافس على بطولة عالمية يتابعها سكان هذا الكوكب الذي يكون هم رجاله بالاغلب ابعد ما يكون عن هم متطرف يرتجف لشعره تنساب على جبين هذه الصبية ام تلك . ويرضى بافضع الالقاب التي يطلقها عليه الدعاة كي يبرروا تكفين نسائنا بالاسمال البالية

يسرا رفعة رأس بالمايوه يا هذا .. وانت لما ترضى بمن ينكس رأسك دوما بالبالي والعتيق والسمين والعالم ينطلق لمجرات بعيدة ابعد من شبق الجنس الذي لوث سريرتك منذ زمن طويل