رماد النقاب



شذى احمد
2016 / 8 / 17

هكذا ببساطة العبارة تم طرد الدخلاء المرتزقة منها.
كل من فيها له معهم جرح وحكاية

بالتأكيد خلفوا اثارا مدمرة في المكان وحياة سكان المدينة المنكوبة
لكن كل ذلك لم يحول دون الابتهاج والفرح بهذا الانتصار الكبير


منبج التي خرجت نسائها .. بنائها. اطفالها قبل رجالها تحتفل بهذا الخلاص وتتنسم هواء الحرية من كابوسهم الذي جثم على صدورهم

من المشاهد الملفتة بهذا الحدث المتوقع وهو دحر التطرف لينتهي استعباد الناس الابرياء واحتلال حياتهم ومدنهم بفرضهم قوانينهم المتطرفة على رؤوس العباد

رغم تمسكها بالزي المحتشم لكنها امسكت النقاب الاسود واحرقته متمتما بعبارات تتغنى بالحرية، فاجابتها الاخرى بالدعاء على هؤلاء المجرمين الذين اذاقوهم مر العذاب قبل اندحارهم

مع حلق اللحى التي اجبر الرجال على اطلاقها، ورماد النقاب الذي سلب نساء منبج حريتها طويت من هذه المدينة صفحة مظلمة
كتبت ذل وهوان شعب مسالم ، وقع بغفلة من الزمن بين انياب جماعات مارقة. ولكن هذه الصفحة في نفس الوقت وثيقة عهد ،و شهادة ميلاد لشعب مسلم باغلبته تقول ..لا تنفع ولا تعمل معنا احلام المتطرفين الحالمين بمدن اللبن والعسل على جماجم الابرياء واصفاد النساء. لا يحكم هنا الا الحياة المستجيبة لمستجدات العصر
قد يطول الزمان ويقصر في مدن اخرى لكنها ستلحق بمنيج يوما ما . وهي اقوى واكثر وعيا ومقدرة على التصدي لمثل احلام الخفافيش وعصابات التطرف المارقة

كي تحمي بناتها ونسائها. رجالها شيبها وشبابها من عبث المارقين المرتزقة المتكسبين من مأسي الابرياء والشعوب الامنة عليها عدم نسيان كل هذا ،وويلاته

المصاعب التي لا تقضي عليك تجعلك اقوى.. هكذا قالت العرب سابقا
انتم الان اقوى شعب منبج وسوف تلحق بك عديد المدن التي خربها الغزاة واستولوا عليها في غفلة من الزمن ،فاصلحوا اسوار نفوسكم قبل مدنكم كي لا يطمعوا بالعودة