يظل القيد ارجواني- الخديعة



شذى احمد
2016 / 9 / 8





شذى احمد

تقول العرب
اذا اقبلت باض الحمام على الوتد.. كم يظن الباقون هناك برخاء حياة من استطاع عبور البحر. من فتحت له ابواب السماء ،فعبر الى السعادة والنعيم. كم من الحالمين ما زالوا يعدون حقائب السفر لمغادرة ارض الموت والدمار الى جنان الارض في العالم الاول كما يحب تسمية نفسه. وباقي العالم يوافق بابتسامة عريضة

لكنها وربما قبل ان يستشيط احدهم غضبا من كلامي ربما هي ليست الوحيدة التي لا تعرف السير في دروب جنان الارض هذه ،ولم تحظى بعد بنصيبها من نعيمه الدائم

عاشت اشهر عصيبة. لم تتمكن حتى من تضميد حنينيها للوطن ببعض الكلمات والمكالمات مع الاهل ، كل شيء شبه ممنوع. تحتاج لساعات طويلة في الذهاب والاياب لمدرسة اطفالها.اسكنوها باطراف المدينة والمواصلات رغم توفرها لكنها تاتي باوقات محددة ،وتقطع مسافات طويلة في هذا البلد الشاسع قبل الوصول من والى المدارس او رياض الاطفال

الساعات ما بين ذهابهم وانتظار اللحاق بالحافلة لاصطحابهم من جديد كانت هدرا ،ومعاناة لا حدود لها. . لم تعرف ما العمل ؟. منقطعة تماما عن كل شيء. حتى سكان النزل الاخرين لم يعودوا يقدمون الكثير من المساعدة. انتهى فضولهم بسماعهم تفاصيل قصتها. ثم التفت كل منهم الى اموره الشخصية

في يوم ما من حيث لا تدري . راته امامها. لا يمكنها تفسير مشاعرها بين الخوف والفرح. بل الغبطة والخيبة!!. بدا كل شيء متعذر الفهم

مضت الدقائق الاولى عصيبة بينهما. لكنها بالنهاية ذابت امام القواسم المشتركة التي جعلتهم بالرغم منهم فرحين باللقاء!. قال بأسى بحثت عنكم في كل مكان دون جدوى ..قصت عليه كل ما مر بها. ولامته لعصبيته التي اوصلتهم لهذا المكان

بعد اخذ ورد . بادرها بالقول: والان كيف نلم الشمل ؟
ولما لم يجد اجابة منها بادر بحماس: اجمعي اغراضك دعينا نغادر هذا المكان بل هذه المدينة مادمنا لم نحصل بها على الاقامة بعد.. بين ترددها ،وخوفها اقتربت ساعة الحافلة التي عليها اللحاق بها ،والا انتظر الصغار ساعة اضافية امام المدرسة، او روضة الاطفال
في الطريق تحدثا كثيرا، سمعت مقترحاته بصمت وحيرة. فرح صغارهما بعودة الاب الذي افتقدوه شهور طويلة

امام مديرة النزل وقفا سوية يقصان حكايتهما..يطلبان كطفلين غرين مساعدتها في ايجاد حل لمشكلتهما
سمعت الموظفة القصة دون اي علامة للرفض او الايجاب. أومات برأسها وهي تقول: ساتصل بالمسؤولين واخبركم بالنتيجة. لكن الى ذلك الوقت لايمكنك البقاء هنا مع العائلة
وافق على مضض متأملا اصلاح الحال قريبا.فيلتم شمله باسرته متعهدا على ضبط النفس ،وعدم الاستسلام لنوبات الغضب من جديد

في اليوم التالي استدعت الموظفة الزوجة ،واخذت تستجوبها طويلا عن كيفية معرفة الزوج لمكانها، واذا ما كانت هي من استدعته .. الخ . اجابتها بالنفي . واكدت لها انه قوي الأرادة ولا يقبل الهزيمة ظل يبحث عنهم حتى وجدهم. وهنا سألتها السؤال الاهم: هل تريدين العودة له رغم كل ما حصل بينكما. ولأنها زوجة عربية فلقد اعتاد قلبها على المسامحة ،واحتواء الازمات وسوء معاملة الزوج ، وغفران زلاته... ردت باعتزاز وفخر: هو عصبي ، لكنني استطيع مسامحته ، لدينا اطفال علينا المشاركة في تربيتهم

كان هذا كل ما ارادته الموظفة .. هزت برأسها مكتفية بالمقابلة. ظنت الزوجة بانها انجزت مهمتها على اتم وجه. بتصريحها هذا سوف تصلح الامور ، ويعود الاب لابنائه

في اليوم التالي على غير المعتاد جاءتها احدى العاملات طالبة منها الاستعداد بسرعة لموعد مهم . لم تفهم اي شيء مما يدور حولها

وجدت على باب النزل سيارة اجرة بانتظارهاهي واطفالها. وانطلقت بهم الى حيث لا تعرف . حتى وصلوا الى احدى البنايات عندها طلبوا منها اخذ صغارها والدخول اليها. هناك التقت بالمترجمة العربية فتنقست الصعداء بعض الشيء اخيرا سوف تتمكن من ايصال افكارها ،والتحدث كما تريد وفهم ما يراد لها
جاءت احدى الموظفات هناك اخذت منها اولادها قائلة ببرود : ساخذهم لللعب في الغرفة المجاورة حتى ينتهي الحديث مع الأم
لما فهمت الأم ذلك لم تمانع. وبدأ التحقيق . وكان عليها من جديد اعادة كل ما قالته لمديرة النزل من جديد. لكنها عرفت قلة حيلتها ،وضرورة استجابتها لما يطلب منها . فهي لاجئة وحريتها لا تتعدى ما يمنح لها

بينما هي تسأل وتجيب . فتح الباب ،واذا بالموظفة التي اخذت الاولاد معها ترفع ابهامها الى الاعلى كانها تقول : كل شيء سار على ما يرام
احست الأم بوخزة في قلبها. اجالت بنظرها في الوجوه التي حولها، وسط ضياعها جاءها صوت المحققة التي ترأست جلسة التحقيق: انتهى كل شيء الان اولادك في مكان أمن .مادمت تريدين العودة لزوجك تفضلي لكنك لن تري اولادك مرة اخرى. اخذناهم الى مكان اخر لن تتمكني لا انت ولا زوجك من الوصول اليه. يمكنك الذهاب
كانت الجمل التي تترجم لها كانها هزات تزلزل كيانها. في لحظة انهار العالم من حولها ولم تعد تملك اي شيء اضاعت اولادها حتى دون ان تودعهم

دون وداع اي الثكالى اوفر حظا؟ اللواتي يودعن فلذات الكبد و القلب بين ايديهن. ام اللواتي تبخبروا من امام عيونهن كانهم لم يكونوا

لا اعرف . لكنها سليلة الالواح والمسلات...المسمار ،والعجلة فهل تنتهي قصتها الى هنا

اكاد اسمع رد كل واحد منكم
دعونا نأمل بلقاء حافل