عفواً أيها القانون انت ناشز



مى سعيد
2016 / 9 / 9

فى الوقت الذى يمكن للزوج أن يعدد زوجاته ، يمكنه أيضاً أن يطلق زوجته فى أى وقت شاء دون مراجعتها و دون إبداء أى أسباب كل هذا دون أن يعد هذا نوع من النشوز أو الغرابة ، أما المرأة فعليها أن تتعلم كل أشكال و أنواع السقوط تلك التى سوف تسقطها سهواً أو عمداً ، فهى التى لا حق لها فى طلب الطلاق إلا إذا ما تسبب هذا الزوج فى ما يكفى من العلامات على وجهها و جسدها أما لو كان من هؤلاء الذين لا يتركون علامات إلا على الروح و القلب فلن تتمكن المسكينة من طلب الطلاق و سيستلزم الأمر منها أن تلجأ لقضية ((الخلع)) التى سوف تكلفها التنازل عن كافة حقوقها الشرعية و بضعة آلاف من الجنيهات و لقب ، فأغلب الأزواج التى ترفع زوجاتهم بحقهم قضية خلع يبادرونها برفع دعوى طاعة تنتهى بلقب تحمله فوق صدرها "ناشز" فالزوج الذى أوشك أن يحمل لقب مخلوع يود لو يكبدها هى الأخرى لقب حتى تكتمل عطايا و هبات الخذلان التى إعتاد أن يهديا أياها ، صفقة جديدة محملة بمزيد من الإتهامات التى إعتاد أن ينهال عليها بها حتى كادت أن تصدقها ، بل لقد كادت أن تصدق المجتمع بأكمله بكل ما فيه من أفكار وذكورية صيغت على مهل و روية لكى تتمكن من قلب الحقائق ، فهذا المجتمع إعتاد وئد كل ما ينمو من بذور محملة بالقرارات و الأفكار داخل أرحام العقول ، فصار مجتمع يقتات على مجموعة من الجمل التى تشبه كلاشيهات الأفلام الرخيصة " الست مالهاش الا بيتها " ، " إستحملى علشان ولادك " ، " حتروحى فين أهو ضل راجل و لا ضل حيطة " ، " انتى عاوزة تتطلقى و تدورى على حل شعرك " و غيرها الكثير غير أنى أخشى عزيزى القارئ من أن أصيبك بتخمة منها لهذا لن أذكر منها المزيد ، لكن ما أود قوله لكل إمرأة موجودة فى منزلٍ زوجىٍ بارد خالٍ من الحياة و التفاهم و التواصل ، متخم بالخلافات و التوتر و الضغوط المتكررة ، غير القابلة للحل : لا تستمعى لمن يقول لكِ مثل هذه الجمل الخانقة حد الرتابة لإنك لو غيرتى حياتك و أصبح لديكِ بيت جديد عندها فقط ستشعرين أن هذا البيت بيتك الحقيقى و لا تستمعى لمن يضللك حتى تتحملى الأهوال من أجل أولادك و تأكدى أن أولادك لن يروقهم نموذج خنوع منكسر لإمرأة غير قادرة على الإنتفاض لنفسها ، و لا تستمعى لمن يبيعك الوهم و معه ضل رجل و يخبرك أنه أفضل من ضل الحائط لأن الحائط قد يحتوى بين حبيبات رماله على صفات لا نجدها هذه الأيام فى بعض الرجال ، أما من يحاول تشويهك إذا ما قررتى تغيير حياتك فينعتكِ بوصف لا يرضيكى أياً كان هذا الوصف فلتشفقى عليه كثيراً و لا تلتفتى إليه أبداً ، فى كل الحالات لا تلتفتى أبداً وراءكِ و لا تتوقفى عن تحديد مساراتكِ حسبما تقتضى راحتكِ و كرامتكِ و على الرجل مثل ما عليكى و له مثل ما لكى لأنه لا يتردد فى إتخاذ أى قرار من شأنه أن يغير حياته وقتما يريد و أحياناً كثيرة ما يحيا حياة أخرى خلفية أنتِ لا تدرين عنها أى شئ و هذا ليس ذنباً يقترفه المسكين حسب فهمه لانه على ثقة من أنه ليس ذنب بالأساس ، فهو ابن المجتمع الذى يصوغ له كل مفردات التعدد و ميزاته فكونه على علاقة بأخرى أو متزوجاً منها هذا على كل حال لا يصنف واحداً من الذنوب إذا ما قام به رجل أما أنتى فعليكى أن تغيرى حياتكِ فور تصدعها الغير قابل للترميم لأنك على العكس منه تماماً إذا ما مالت بكِ إنسانيتكِ فى أى ناحية ستكونى وقتها مجرد "مومس" فى نظر المجتمع و إذا ما إخترتى الطلاق و ليس لديك دليل و قد أرفق به تقرير طبى يحتوى على أثار كافية تنطق الحق بدلاًعنكِ ، لن تحصلى على الطلاق و إذا ما رفعتى قضية خلع سترفعى بعده مباشرة لقب (("ناشز")) رغم نشوز المجتمع و نشوز القانون ذاته ستظلى أنتِ من تحمل اللقب و الخيبة نيابة عن المجتمع و نيابة عن القانون الذى يحكم عليك حكماً موغلاً فى الوقاحة ، فلقد آن الأوان أن تقاتلى الزمن و البالى من القصص المتوارثة و توقفى عن الإستماع إلى التلقين المجتمعى الذى لن يجعل منكِ إمرأة قادرة على التعاطى مع مقدرات الحياة بل سيحولكِ إلى مسخاً فى جسد إمرأة .