الهجرة والثقافة



حبيب مال الله ابراهيم
2016 / 9 / 15

استقبلت المانيا خلال السنوات القليلة الماضية اكثر من مليون مهاجر، معظمهم من سوريا والعراق بسبب القتال الدائر في البلدين المجاورين. رغم ان المانيا اصبحت مزدحمة باللاجئين الا ان العديد من المهاجرين يعانون من معوق اللغة، خصوصا المهاجرين من ذوي الشهادات الدنيا، رغم ان مدارس تعليم اللغة الالمانية المنتشرة في جميع المدن تعمل جاهدة من اجل تدريس الالمانية باستخدام التقنيات واساليب التدريس الحديثة.
السياسة الثقافية التي تنفذها الحكومات في الدول المتقدمة تتمثل في نقل مجمل عناصر الثقافة من لغة وعادات وتقاليد ومعرفة الى المهاجرين الجدد باستخدام المصادر المختلفة، كمراكز التاهيل ومعاهد اللغة ووسائل الاعلام والمؤسسات التعليمية، لان عملية دمج المهاجرين الجدد يتطلب وقتا واساليب مختلفة ووسائل حديثة، فضلا عن امكانيات بشرية ومعنوية للوصول الى الهدف المنشود.
لو تتبعنا هذا الأمر لوجدناه قد طبق في الولايات المتحدة الأمريكية وكندا واستراليا ايضا، فضلا عن دول الاتحاد الاوربي، فتعليم المهاجرين بظروف البلد وعادات مجتمعه وتقاليده يوفر على تلك الحكومات الوقت والأموال في دمجهم وتوفير فرص العمل لهم وجعلهم يتأقلمون مع المجتمع الجديد.
في بعض الدول التي تستقبل المهاجرين يتم تشبيه الهجرة بتلقيح الثقافة المحلية بثقافات اخرى، ويعد بعض الخبراء ذلك بانه يصب في اثراء الثقافة المحلية، وتقوم بعض مراكز البحوث باجراء دراسات نظرية وامبريقية لمعرفة اثر الثقافات التي يحملها المهاجرون في الثقافة المحلية للمجتمع المستضيف، او اجراء دراسات لمعرفة الاسباب التي تعيق تأقلم المهاجرين الجدد مع ثقافة المجتمع.
من جانب اخر، تجري بعض الجامعات دراسات بخصوص تاثير اللغات المحلية للمهاجرين في لغة البلد المستضيف، فهنالك العديد من الكلمات التي دخلت اللغة الانكليزية والفرنسية والألمانية والايطالية والسويدية، القادمة من اللغات الافريقية والعربية والافغانية والهندية، فأثرت اللغات الاوربية ودخلت قواميسها اللغوية