الاستعباد المقنع للمرأة العربية



انور سلطان
2016 / 9 / 18

في عصر الدولة الحديثة والتكنلوجيا المتطورة انتهت مكانة الرجل القديمة كمحارب وهي المكانة التي خولته ان يكون سيدا على المرأة.

إنتهاء دور المحارب يعني إنتهاء دور السيد. وضع الرجل السيد والمرأة المسودة ينبغي أن يزول كما زال وضع السيد والعبد.

فاقدي الحرية قديما صنفان العبيد (نساء ورجالا) والنساء الحرائر. والحرية قديمة كانت تعني ألا تكون عبدا, أي تطلق الحرية في مقابل العبودية.

لكن المرأة الحرة قديما ليست مثل الرجل الحر, ووصفها بأنها حرة يعني أنها ليست أمة (عبدة) لا أقل ولا أكثر, لكن لايعني أنها مستقلة عن سلطة الرجل الحر وتحكمه بها. فهي في وضعية أشبه بوضع الأمة, ولا تختلف عنها سوى أنها قريبة للرجل المتحكم بها فلا يبيعها, وتنتقل كزوجة من قربيها الرجل إلى رجل آخر. بإختصار هي أمة غير قابلة للبيع والشراء. وهذا في حقيقته استعباد اجتماعي مقنع.

مفهوم الحرية اليوم يختلف عن المفهوم القديم. الحرية اليوم تعني تمتع الإنسان بحقوقه كاملة وفق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان, أي انتقاص منها هو انتقاص من حريتة الإنسان, وأول بند في حقوق الإنسان هو المساواة.

إسقاط مبدأ المساواة بين الرجل والمرأة, هو إسقاط لإهم حق من حقوق الإنسان, يضع المرأة في وضع الاستعباد, أو بتعبير آخر, يُبقى المرأة في حالة استعباد كما كانت قديما.
ولذلك أي استثناء من حقوق الإنسان بحجة أنها تعارض الثوابت هو انتقاص من حرية الإنسان والمستهدف منه بالدرجة الأولى المرأة والعقل (حرية الإعتقاد).

الثوابت التي تعارض حقوق الإنسان ثوابت فاسدة. والأحرى إسقاط الثوابت الفاسدة التي تعارض حقوق الإنسان وليس العكس.