امتلاك الأنثى والنظرة المرضية للجنس


انور سلطان
2016 / 9 / 21

في الثقافة العربية لا يزال يُنظر للجنس كإهانة للمرأة وإهانة لأهلها وقبيلتها. وللحيلولة دون وقوع هذه الإهانة كان لابد من الكبت الجنسي عبر تصوير الجنس على أنه عمل قذر, واعتبار جسد المرأة عورة لا ينبغي أن يراه الذكور. هذا الكبت يؤدي إلى علاقة غير طبيعة بين الجنسين, ويتحول الجنس إلى هاجس مرضي. وأول ما يفكر به الرجل تجاه المرأة هو الجنس واكتشاف المحجوب من جسمها, وأول ما تخشاه المرأة هو ان يكتشف الرجل جسدها العورة وأن يستغلها جنسيا. فالجنس حاضر في خلفية أي علاقة وقد يقفز إلى مقدمتها. المرأة تعتقد ان الجنس اهانة كما يعتقد الرجل, ولذلك يسقط الرجل من عينها لو أبدى رغبة جنسية تجاهها, ولا لوم على المرأة لأنها ترى تلك الرغبة رغبة في إهانتها أولا وثانيا سوف تسقط من عينه لو مكنته من نفسها. فالعلاقة الجنسية عبارة عن تمكن طرف من إهانة طرف آخر, وليست علاقة طبيعية: علاقة تفاعل واستمتاع مشترك بممارسة حاجة أولية طبيعية, بل علاقة فاعل مهين ومفعول بها مهانة.

إعتبار الجنس رذيلة مهينة للمرأة ومن يمت لها بصلة انعكس على وضع المرأة الإجتماعي, فلم تعد مجرد تابع بل أيضا كائن جالب للعار والخزي لمن تتبع, ويمكن أن يغويها الشيطان في أي لحظة للممارسة الرذيلة. وستظل المرأة عارا طالما لم تتغير النظرة للجنس ولجسد المرأة.

والنظر للجنس كرذيلة تقع على المرأة يعود إلى القبيلة قديما التي اقتسم رجالها النساء كتابعات جنسيا لهم, وحتى يستطيع كل رجل أن يحتكر توابعه من النساء جنسيا فلا بد من اعتبار ممارسة المرأة للجنس مع غير من يمتلكها جنسيا رذيلة وتعدٍ تعاقب بموجبة المرأة ويعاقب أيضا الرجل الذي تعدى على حق غيره الجنسي. من ثقافة الإمتلاك الذكورية تطورت النظرة المرضية للجنس.