لنّوش لن تضيع بين حانا ومانا



جميل السلحوت
2016 / 9 / 22

جميل السلحوت
لنّوش بين حانا ومانا
ذكّرتني حفيدتي لينا ابنة الأربعة عشر شهرا بقصّة "حانا ومانا " التّوراتيّة، أمّا لينا بذكائها اللافت فلن تضيع في تضارب لغويّ كما ضاعت لحية زوج حانا ومانا، فجدّتها لأمّها وخالتها يتكلّمن معها باللهجة التّونسيّة التي تغلب عليها الكلمات الفرنسية، ولا نفهم ما يقلنه إن لم يعدن للفصحى، ووالدها وجدّاها لأبيها وأبناء عمومتها فنتكلم معها بلهجتنا الفلسطينيّة، ووالدتها تتكلّم معها بالفرنسية كي تعلمها لها، وفي الحضانة يتكلّمون معها بالانجليزيّة، وبرامج الأطفال في التّلفاز بالانجليزيّة أيضا.
وهذا التّعدّد اللغويّ دعا والدي لينا أن يسألا طبيبة الأطفال التي ترعاها صحّيّا، فالوالدان هنا ملزمان حسب القانون الأمريكي باخضاع طفلهما لرعاية وتوجيه صحّيّ يتعدّى التّطعيمات المعروفة، لأنّهم معنيّون ببناء الانسان من بداياته، وهذا ما يحرم منه أطفالنا في بلاد العربان مع الأسف. فأكّدت الطّبيبة أنّ الطّفل في بداياته يستطيع أن يتعلّم اللغات التي يسمعها باستمرار مهما كان عددها. ولقد استغربت هذه المعلومة التي تؤكّد لينا صحّتها، حيث تتكلّم بعض الكلمات التي تستطيع لفظها في هذا العمر في الحضانة بالانجليزية، ومعنا بلهجتنا الفلسطينيّة ومع جدّتها لأمّها وخالتها باللهجة التّونسيّة.
ولا أعتقد الآن أنّ لينا ستضيع في متاهة اللغات، بل ستتعلم اللغات المتاحة لها وفي الوقت المناسب.
22-9-2016