الهروب من السعودية



نور الحسين علي
2016 / 9 / 25

الهروب من السعودية..
عندما يُذكر أمامك مصطلح من قبيل "الأمل" على لسان امرأة فلتكن متأكدًا بإنها (سعودية).فأعظم السجون ليست في جورجيا ولا إمريكا ولاحتى تلك التي وضعتها قوات التحالف في صحراء العراق،بيوتات السعودية أو لنقل سجونها أشد قهراً وتحتملُ قصصًا مروّعة لو أسهبت قليلا فيها لما بقى عقلً برأسك.
حيث تعذب الانثى وتهان وتتعرض لـأشد العنف الجسدي واللفظي دون درّاية احد،وأن ماتت او هربت أو مُثل بها لا أحد يدري ويمنع السؤال وتتناسى كأنها جزذٌ صغير أو لا شيء! (عذرًا للتشبيه).
المهرة أحدىٰ تلك النسوة التي وضعت نفسها أمام خيارين:أما العيشُ وسط جحيم زوجها والأستمرار بظل كل مسببات المازوخية من تعذيب وقهرٍ وأعتبارها مجردة جارية لممارسة الجنس بوحشية وسادية وأنجاب أكبر عدد من الذكور، والاستهانة المستمرة بكونها عورة وغلطة من صنع الله!
وأما الهربَ بعيدًا عن كل شيء وجدت نفسها عليه.كان هذا القرار بمثابة اختيار بين موتيين متحققين أو فسحة أمل قد تشاء الظروف لتحصل!
قد يقول احدهم:ماذا يردّن نساء السعودية،أنهنّ يعيشن كالملكات وسط الخدم والحشم فأنهن من سلالات هوامير الصحراء والغنىٰ الفاحش يوفر لهنَّ حياة كريمة مرفهة مابين الدول سائحات متنقلات يحصلن على شهادات من أرقىٰ جامعات العالم من أكسفورد وهارفارد وكاليفورنيا،ولكن تعتقد هل هذا صحيح كلهُ؟ تعتقد جميعهن هكذا! أتظن بأن مجتمع كامل ليس فيه طبقية؟،وهل تظن بأنهن يفعلن كل ذا بمشورة انفسهن؟ يا أخي أن تأشيرة دخولهن للجامعة كل يوم تتطلب توقيع ولي الأمر! فمابالك بغير ذا؟. وحتى وأن كان هذا صحيحاً فالمرأة الحرة والتي تواكب حياة القرن الواحد والعشرين لاتسمح لنفسها بالعيش بهذا السجن!.
المهرة حالها حال كثير من نساء السعودية ترتادُ موقع "تويتر" بصفة غير رسمية تعلنُ فيها عن سخطها من كل شيء في حياة نساء السعودية ،تكتب العديد من التغريدات في اليوم الواحد، تشارك في حملات من مثيل قيادة المرأة للسيارة،رفض الولاية على المرأة الناضجة،المطالبة بأبسط حقوقهن والكثير من الجدال الذي يحدث في أروقة تويتر مع رجالهن.
أقنعت زوجها بحصولها على بعثة ب نيوزيلاندا لأجل الدراسة وبعد مشاحنات وصراعات تعرضت فيها للضرب والتعذيب من قبلُه وافق زوجها على كذلك،بعد مرور سنة أصطحبها لنيوزلاند قضت فيها أسبوعان لأجل التحضير لدخول الدورة التي توّد اللاحق بها.
في هذا الوقت كانت تّتابع رجٌلاً عراقي تصفهُ نساء تويتر القليلات العارفات بذلك بإنهُ «منقذ» أو يساعدهن على الهرب وطلب اللجوء في إستراليا واوربا من خلال شبكة تعارفه ويذاع بأنه محترم ولا يطلب اي شيء غير إخلاقي! .
حدثتهُ المهرة بشأن وضعها كله،خبرها بأن تستعد لديها يومان فقط سيعد لها فيزة الوصول لـ أستراليا عن طرق نيوزلاند.
وبالفعل حدث ماحدث وفقاً لتفاصيل كثيرة تتعلق بكيفية الحصول على فيزا،وترتيب السفر وكيفية التخفي.
وصلت بعدها سالمة لاستراليا كانت كما لو انها تنفث من ارغمت عليه من سنون طويلة في ديارها،لم تهتم بما سيجري بعدها لأنها تعرف مقدما لا احد سيسأل او يهتم فالمرأة تموت وتقتل ولايدرىٰ بشأنها.
بدأت حياة جديدة في استراليا..
يتبع...