نعمى4



مارينا سوريال
2016 / 10 / 5

ام منصور
كان صباح الجمعة اغتنمت فرصة الاستيقاظ والخروج لصلاة بجامع القرية فتحلقت الفتيات من حولها صرخت بهن اسرعن منصور قادم على الطريق يعود بعد سفر فلا يجد فرشة ولا لقمة ..لم تتخيل ان تفعلها ولكن غيابه قد طال تلك المرة سيأكل من يدها الضانى ويستسيغ المرق والارز المعمر ..ترتفع رائحة الطعام تصرخ بعد عودتها من حلم ابنها ورائحة الطعام تسد الانوف ..اخرجت له الزفر يا ولية والمدمس للعيد ..تسمع سبابه لها وهو يجلس على اريكته تسمعه يشكو لنصحى وهو عائد من الصلاة تسمعه يسأله بخبث اين كنت بحثت عنك بعد الصلاة ؟يتلعثم اسرعت اليوم عودة ولدى تعرف لنا اشهر لم نراه..يبتسم نصحى وهو يشتم الرائحة القادمة بنشوة ..الرائحة هفافة يا ابو منصور دبيح العيد
الولية والولد على الطريق بتدبح مين عارف هتدبح ايه فى فرحة اومال اكفى القدره
تزفر لايترك كلمة قبل ان يهمس فيها اسم نعمى ويذكرها بنعمة كيف هى الان منذ ان رحلت لم يعرف لها ارض لاتعرف ان كانت نعمى قدعثرت عليها ام لا تذكرت صوت نعمى من جديد تصرخ بنعمة لعنتها تسمعها تلعنها تتمنى لو استمعت لنصيحة العجوز وتخلصت منها بعد كل هذا العمر والبنات والصبى لم تعرف هل احبت نعمى نعمة الصغرى ام كانت لعنتها من قلبها ؟ عمرك مر يا ام منصور ولا عرفتى ..تنتبه على صوته يقطع حديث نصحى وابوه تصرخ منصوووور تركض له لتاخذه بين يديها طولت الغيبه طولتها اوى
تراقبه ياكل فى لهفه من طعامها طوال الاشهر الماضية كان ينتظر عودته والجلوس فى قريته من جديد تسأله عن الصحراء كيف يعيش يبتسم ياكل ..تصب له مزيدا من الشاى الاحر المغلى الثقيل كما يحبه ..يسأل بعينه عن وداد تجيب بصوت مرتفع لسه ابوها مجاش عمها قال استنى
راقبت خيبة الامل على وجه رددت خلاص قربت ترجع وتخلص خدمتك وهيوافق وبيتك هيكون على قيراط جدك ..تراقب عين ابو منصور فى تشفى .
يخرج كل يوم صباحا يسير فى البلدة يجلس على قهوتها فى المساء يقابل ابن نصحى يلعبا الطاولة لوقت متاخر تترقبه يعود تطمئن انه ياكل كل ما يحب وينام ..لم تعد تهتم لسواه تذكر غمزات اختها الكبرى عديلة لن تنسى انه لم يرد ابنتها كل لحظة تذكرها بان هذا من فضل ربها الان ابنتها بالكويت مع زوجها ولن تعود الى هنا لن تكون مثل بنات اخواتها فلاحة راقبت جليلة عين ابنتها حنان ..لم تعد نفس العين البريئة تنظر تزفر تشعر بانفاسها تحترق فى صدرها الى جوارها نفس عين نعمة قبل ان ترحل..انتظرت ام منصور فرصة يوم الجمعة بعد ان خرج الولد وذهب ابوه لدكان نصحى وامسكتها كن الباقيات يسمعن صراخ اختهن ولكن لم تجرؤ واحدة على ان تقف امام جليلة حين تغضب سمعن خالتهن تردد نعمى نعمى فيك يا جليلة سمعنها تردد لن تكررى فعلتها ياحنان هدفنك مكانك ومتجيبش عار تانى
مالى انا وخالتى ياامه
كانت بتنام فى حضنك انا مش ناسيه الابالسه مسوها ومسوكى معاها من بكره هتشيلى القفص فوق راسك وتمشى مع امك رجلى معدتش تقدر تشلنى ولولاى لكنتوا جوعتوا واتفضحنا فى وسط الناس ..