نعمى5



مارينا سوريال
2016 / 10 / 7

ابومنصور
يدور منذ الصباح فى القرية منذ ان عاد نمصور وهو لايستطيع الجلوس فى داره ،ذهبلدار نصحى البقال عده مرات وجلس معه امام دكانه طوال الليل بعد ان اقسم لجليلة ان لايفعلها من جديد تراقبه بطرف عيناها وهى عائدة تجرجر قدمها المتورم وقفصها النصف ممتلىء يزم شفتيه ملاحظا ان فطائرها اليوم وبيضها قد عادوا ربما فقدت جليلة قدرتها على بيع اى كمية تحملها وهو ما اشتهرت به وسط النسوة الاخريات وطوال السنوات الماضية نسى العهد وتراكمت الديون من جديد تكره وجه نصحى كما تكره فكيهة زوجته،انتظرا حتى جاء الليل قد يبدا نصحى فى اخراج زجاجاته من قلب الدكان لمن يريد اخذها الكل يشتريها فى الليل همس نصحى مبتسما لكن اذا بعتها فى بقالة الصباح لاحرقوه بى ..كان ابو منصور يحب زجاجته وجليلة تنفر من رائحة الخمره بفمه منذ ان تزوجت صغيرة لم تفتح فاها وهو يقترب منها تحاول ان تفكر فى وجه نعمى لتبعد الرائحة الكريهة عن جسدها كلما مر الوقت وزاد خوفها شعرت وكانها تتناولها معها ولكن زينب زوجة امام جامع القرية طمأنتها لان قلبها لم يتأثر بالخمر ابدا ..
ابليس انت يا نصحى يشرب ابو منصور فى تلذذ منين بتجبها يا خوى
ابتسم نصحى همس ابومنصور: لو علم العمدة ..
لوى نصحى شفتيه: الكل يعلم والكل يشترى سرا ..اه لو علمت..للعمدة مزاجة الخاص اسافر للمدينة خصسيصا لاجلبها له مع الزجاجات
ضحك ابو منصور
امتى هيرجع خدمته سأل نصحى بجدية
مين منصور راجع بكره نفسه مكسورة..بقا متولى صحبك اختار وقت سفره ومين عالم ابنى هيرجع ...وامتى فى اجازته الجاية
هو لسه عاوز بنت متولى
البلد كلها عارفة
ومتولى معاوزيشش
عرفت منين منصور مطلبش غيرها
قوله يصرف نظر احسن وبنات البلد اهم كثير يختار منهم انما بنت متولى..لا
ينصرف ابو منصور يعود لاريكته يجلس عليها يراقب الماره وعين نصحى ..قريتهم صغيرة وبيوتهم متراصة على الجانبين جعلت من الجميع بيت كير ..عين نصحى معلقة على دار متولى وعين منصور تراقب نصحى صامتة يشترى الكثير من الزجاجات ويحب لعبة الاوراق
كان منصور ابن قد جاء بعد سنوات الانتظار يراقب عينه وكانه يراقب نفسه كيف يخبره بعد ان ينهى خدمته ان يبحث عن اخرى وكل مال عمله منذ سنوات صغره التى قضاها فى جمع ما استطاع وتخباته لدى امه ..تشققت قدماى جليلة التى تحسب انه لا يراها كل هذا يضيع هباء لانه احب الاوراق اكثر منهم جميعا.
يسمع صوت جليلة تصرخ مع ابنتها الكبرى من جديد لم يعد يبالى ويسال عن السبب ينتظر قدوم الليل فيراقب منصور يعود بعد ان صلى الفجر وتسلل لفراشه مواجهة اريكه ابيه دون كلمة ونام تاركا ابيه يراقبه لم يخرج على غير عادته اراد ان يحدثه قبل ان يعود لخدمته فى بعد ساعات قليلة ربما اقل من ساعتين سوف يستيقظ ليجد جليلة قد اعدت له ما استطاعت من طعام وطوت ملابسه النظيفة داخل الحقيبة وتطلعت الى ملابس خدمته من جديد وتحسستها سيعود الى الاطراف بعيدا عنها ..منذ فترة كانت تسمع الاخبار لكنهم باستمرار يخبروها انه فى منطقة اخرى بعيدة عن تلك الصحراء فالارض البعيدة كلها اصبحت صحراء..كانت تراقب الزراعات فى الصباح وهى تحمل قفصها ومن حولها النسوة لما لم تعد الارض كما كانت وهى صغيرة حتى طعم دواجنها التى تطعمها بيدها لم تعد كالسابق ولا حليب جاموستها كانت تتمت لو كانت نعمى هنا ما حدث ما حدث خد الخيرة معاها ..
يودع ابو منصور ابنه بعيناه من بعيد يراقب ظهره وهو يبتعد على الطريق ومعه صاحبه كلاهما الى القطار ..عائد لخدمته وظهره مكسورا هل علم ان متولى لايعطيه ابنته ؟.