نعمى6



مارينا سوريال
2016 / 10 / 9

ام منصور
مع مرور اشهر البرد القارص بدات تشعر باصابع قدماها من جديد مضت الاشهر الاخيرة عليها بطيئة مخيفة سمعتهن يتحدثن عن قدم ام منصور التى ستبتر ..راقبت عين حنان ابنتها القلقة هل ستحل محل امها ؟وتعتنى بابيها وامها المريضة واخواتها البنات انها لا تستطيع ان تكون جليلة يكفيها بالكاد انها حنان ..كل هذا وغياب سعيد ومنصور يبقى القلق من دون اخبار او خطابات منهم يسألون العائد فى اجازته عنهم فيردد انه فى وحدة اخرى بعيدة يوم ان رحل منصور وسعيد الى محطة القطار كان عليها ان تستيقظ قبل الفجر وتعد الفطير وتحضر البيض الطازج بينما امها تتاكد من وضع الجبن فى قوالب ورصه فى صينيته الكبرى وتوزيعه المالح على حدا والعادم على الحدا الاخرى ..
طالت غيبتهم والخوف يستمعون الى الاخبار كل ليلة قبل النوم فتزددا كوابيس حنان وتقلباتها فى الفراش تشعر بها جليلة دون ان تتحرك ..تريد ان تطمئنها ولكنها ايضا خائفة تردد لا كنت ساعلم لو اصابه مكروه لى قلب نعمى ساعلم ..تشعر بالراحة لان سعيد لم يجرؤ الى الان على الحديث مع ابومنصور من اين ستدبر مصاريف زيجاتها بالكاد كل استطاعت تجميعه الى الان لاجل بناء غرفتين لمنصور وزوجته عند عودته وسعيد مثلها لديه اخوات هو اكبرهن تزفر فى حرارة وهى تراقب وجه ابنتها الكبرى تتذكر ربما ستعانى مثلما عانت هى منذ زمن لاجل الاخريات والان الكل يمضى وينسى ما فات حال الدنيا تمتمت تقلبت حنان اغمضت جليلة عيناها من جديد .
رسالة من منصور
فاطمة حضرت اجازة سرسعة من خدمتى ولم ارك بعدما فعلت كا ما يمكن واستخدمت كل الحيل مع سعيد لاجل الفوز بتلك ال48 ساعة افكر فيها كيف سأراكى ،كل اهلى كل هناك فى بيت جليلة ولم انظر لاحد حتى جليلة نفسها وتعلمين ..قالوا انك مع ابوك يبيع محصوله !كيف تذهبين وخطابى ألم يصلك ..الان انا فى قلب خدمتى وقلبى وعقلى معك انت اسمع تعليقات الاخريين يسخرون منى دمى تحول لثلج مفتور ولم ارك .
بعد مرور شهر
من فاطمة
كنت اعد الدقائق فكرت ان اراك من بعيد وانت تهبط من القطار لو تعلم كيف علم انك قادم قريبا ..منصور عليك ان تعود وتطلبنى منه من دارنا وامام الرجال .
منصور
نقلوا وحدتى صرت ابعد يا فاطمة ليس بيدى ولا يمكننى الرفض او الهرب سأحاكم ان فعلت ولن يعبأوا بى او بك هناك ما هو اهم علينا ان نحرس الان حدود وغير مسموح لاحد منا بالراحة لا اعلم ان كان خطابى هذا سيصلك فى وقت مناسب ولكن افعلى هذا اذهبى لجليلة اعلم انها تخيفك لكن لا تعلمين كم تحبنى اذهبى اليها واخبريها جليلة ورثت عناد نعمى ولن تتراجع ستقف لابوك حالما اعود .
من فاطمة بعد ثلاث اشهر
وصلنى منذ ايام قليلة خطابك كنت محقا فعلت وذهبت لجليلة ولكن ابى يريد اخر مكثت لدى جليلة يوم واخر ولكن الباب فتح فى النهاية كان عليه ان اعود الى دارى الكل يتحدث ..سافعل ما استطيع للارسل خطابى هذا لك ربما يكون الاخير يوم الخميس المقبل سيكتب كتابى اتعرف على من علمت انا ايضا منذ قليل انه نصحى البقال قالوا لى انه الانسب لى ..ابى من اختاره لولا امى احضرتنى من بيت جليلة لقتلنى لم يعد يستمع لى او لامى فى النهاية نصحى او اخر لا فارق لو استطعت البقاء لكان افضل ..اعتنى بنفسك يا منصور وردد فقط مثلى مقدرومكتوب ..