اليوم العالمي للفتاة مناسبة لإنقاذ مستقبل الطفلات في الدول النامية



انتصار الميالي
2016 / 10 / 11

في دول البلدان النامية تحديداً تتعرض مايقارب 50 ألف فتاة يومياً للعنف الذي يخطف براءتهن، ويسرق أحلامهن مبكراً لتستيقظ على واقع يصنع من الطفلة زوجة وأماً، وذلك بسبب أفكار ذكورية وأعراف وتقاليد تصادر طفولتهن وتحكم على إنسانيتهن بالموت.
واقع أليم تعيشه الفتاة اليوم ولأسباب كثيرة أولها العوز والفقر الذي ينخر البيت الأسري فيدفع بالعائلة ان تبيع بناتها تحت غطاء الحماية والتخلص من المسؤولية بحجة ان الزواج يوفر نوعا من الحماية ولكنه يدفع بالكثير منهن إلى مأزق كبير، وهذا ما دعا الأمم المتحدة إن تحدد اليوم الـ11 من تشرين الأول (أكتوبر) من كل عام ليكون "يوم الفتاة العالمي"، والذي يهدف إلى تسليط الضوء على مشاكل الفتيات والمراهقات في محاولة لإيجاد الحلول الكفيلة بالتخلص من المعوقات التي تحول دون تمكينهن، وتحرمهن من حقهن في تحديد مصائرهن.
وتعقد اليوم الكثير من الجلسات والندوات التي أشار أليها مقال سابق للكاتبة هنادي شراب تحت شعار ( تقدم الفتيات = احراز تقدم في الأهداف ) ويجري التركيز فيها على أهمية جمع المعلومات وتحليل البيانات المتعلقة بالفتيات في المجتمعات النامية، وكيفية استخدام هذه البيانات والأرقام لمساعدة صناع القرار في وضع سياسات تساعد في إيجاد حلول لمشاكلهن، وتمكينهن وحمايتهن.
بالإضافة إلى سوء الوضع الاقتصادي وتأثيراته تواجه الفتيات مشكلة الزواج المبكر ( زواج القاصرات ) الذي يحكم على الفتاة ( الطفلة ) بقتل طفولتها البريئة ويمنع استمرارها في الدراسة ويحول دون تمكينها وتكبر الطفلة سنوات بعد أشهر من الزواج، لتجد نفسها أماً على الرغم من عدم نضوج جسدها، ما يتسبب في زيادة حالات الإجهاض، ويزيد من مخاطر الحمل والولادة وحتى الوفاة.
وتؤكد إحصاءات الأمم المتحدة على إن 700 مليون امرأة في العالم جرى تزويجهن قبل بلوغ 18 عاماً، ويزيد احتمال الزواج المبكر لدى الفقراء بمعدل مرتين ونصف منه لدى الطبقات الغنية، كما تشهد الدول النامية 20 ألف حالة ولادة لأمهات تحت سن 18 يومياً، أي سبعة ملايين حالة كل عام.
وتعاني منطقة الصحراء الأفريقية من المعدلات الأعلى لتزويج القاصرات، حيث يتم تزويج أربع فتيات من بين كل 10 قبل بلوغهن سن 18 عاماً وأحيانا بأعمار مبكرة جداً حيث يتم تزويج فتاة من بين كل ثماني فتيات دون سن 15 عاماً.
وتأتي أميركا اللاتينية ومنطقة الكاريبي في المركز الثاني من حيث نسب الزواج المبكر للقاصرات، تليها منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، حيث تم تزويج 18 في المئة من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20 و24 عاماً خلال مرحلة المراهقة.
ورغم ما يشهده العالم العربي من تقدم فيما يخص حقوق المرأة، إلا أنه ما زال في ذيل الترتيب العالمي في سد الفجوة بين الجنسين، بحسب ما كشفه تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي للعام الماضي. وجاءت الكويت الأولى عربياً في مجال سد الفجوة محتلة المرتبة 117 عالمياً، فيما كانت اليمن الأسوأ عربياً وعالمياً باحتلال المرتبة 145أ بينما بقي العراق خارج التصنيف لأسباب أهمها أن العراق غير قادر حاليا على الدخول في أدنى مستويات التنافس مع بقية الدول العالم في مجالات السياسات العامة وجودة البنى التحتية ، ويعد التقرير بمثابة عملية تقييم سنوية للعوامل التي تسهم في دفع عجلة الإنتاجية والتنمية في اقتصاديات دول العالم، ويقوم بترتيب الدول تنازليا في خريطة التنافسية العالمية، وأكدت نتائج تقرير هذا العام على قوة العلاقة بين الدول التي تتمتع بقدرة تنافسية عالية، والقدرة على الصمود أمام الأزمات الاقتصادية، وفي الوقت نفسه يشير فشل الأسواق الصاعدة في تحسين قدرتها التنافسية إلى إمكانية تعرضها إلى أزمات مستقبلية ستكون تداعياتها خطيرة على مجتمعاتها كما أكدت نتائج التقرير وجود علاقة قوية بين القدرة التنافسية والاقتصادية للدول، واحتضان واستقطاب وتعزيز ودعم المواهب.
اليوم العالمي للفتاة أو اليوم العالمي للطفلة هو الاحتفال الدولي الذي أعلنته الأمم المتحدة في اليوم الحادي عشر من شهر أكتوبر/تشرين الأول 2012 ، لدعم الأولويات الأساسية من أجل حماية حقوق الفتيات و توفير المزيد من الفرص لحياة أفضل ، و زيادة الوعي من عدم المساواة التي تواجهها الفتيات في جميع أنحاء العالم على أساس جنسهن , هذا التفاوت يشمل مجالات مثل الحق في التعليم، والتغذية، والحقوق القانونية، والرعاية الطبية، والحماية من التمييز والعنف، الحق في العمل , والحق في الزواج بعد القبول و القضاء على زواج الأطفال.
اليوم وقبل إن نحتفي باليوم العالمي للفتيات علينا ان نشخص حجم المشكلات التي تواجهنا وكيف سيتم التعامل معها وتحديد الرؤى المستقبلية لمواجهتها ، ووضع الخطط التي تساعدنا في تحقيق الأهداف وأين تكمن مراكز القوة والضعف وماهي أدوات التغيير عبر النظام القوي القادر على دعم القانون ، وقبل كل هذا يجب توفر مظلة أوسع تنبع من أرادة سياسية مؤمنة بأهمية أخراج البلد من أزماته ومعالجة الأوضاع والعودة به ضمن التصنيفات الدولية وتبني آلية عمل واضحة توفر الحماية لبنات العراق وفتياته هناك المزيد يجب القيام به لضمان فعالية استجابة البرامج والسياسات والخدمات لاحتياجات الفتيات الخاصة وتضمن سلامتهن وتعليمهن في أوقات السلام وفي أوقات الحروب والنزاعات الداخلية على حد سواء بما يساعدهن في تحقيق أحلامهن واختيار حياتهن. ولا يقتصر تحقيق التقدم للفتيات على أنه أمر جيد لهن فقط؛ فهو مفيد أيضاً للعائلات والمجتمعات المحلية والأمم والشعوب وللعالم ويمكن تحقيق تقدم كبير بهذا الاتجاه فقط من خلال استكمال برامج خاصة تتعلق بالقضايا التي تؤثر عليهن بشكل خاص سواء بسبب السن والمساواة بين الجنسين.